يعيش قاطنو قرية “البهاليل” بأعفير شرق بومرداس في وسط تكاد تكون التنمية غائبة بسبب جملة المشاكل والمعاناة التي يتخبط فيها هؤلاء، فلا طرقات مهيأة ولا غاز طبيعي ولا إنارة العمومية ولا حتى مرافق رياضية
التي من شأنها أن تريح شباب القرية من التنقلات اليومية حتى إلى الملاعب الجوارية من أجل ملء أوقات فراغهم.
ولدى تنقل “الموعد اليومي” إلى قرية “البهاليل”، لاحظت حجم المعاناة التي يتكبدها القاطنون من الجري اليومي وراء مرافق الحياة اليومية في ظل غياب مشاريع تنموية بقريتهم، الأمر الذي زادها تهميشا وعزلة عن وسط البلدية وجعل سكانها متذمرين بسبب الظروف الكارثية التي يزاولون بها يومياتهم، حيث أكدوا في حديثهم إلينا أنه في كل مرة يتلقون وعودا لأخذ انشغالاتهم غير أنه لا حياة لمن تنادي.
تزفيت وإعادة تهيئة طرقات القرية حلم طال انتظاره
أول مشكل تطرق إليه قاطنو القرية في لقائنا بهم، اهتراء شبكة الطرقات، وهو ما لاحظناه في زيارتنا لهذه القرية التي تعد من أكبر قرى بلدية أعفير كثافة سكانية، غير أنه يقابلها تهميش على طول الخط من المسؤولين باعتبارها لم تتدخل منذ سنوات لإزالة الغبن عن قاطنيها، أين لا يزال هؤلاء يواجهون متاعب عديدة أولها شبكة الطرقات التي تعرف اهتراء كبيرا، الأمر الذي يتسبب في عرقلة سير الراجلين وأصحاب السيارات، وبالتالي تعطل مركباتهم، بسبب كثرة الحفر والمطبات ناهيك عن تحولها في فصل الشتاء إلى أماكن لتجمع المياه ما حال دون التحاق التلاميذ بمقاعد الدراسة.
وفي هذا الصدد، أكد لنا أحد المواطنين أن الطرقات لم تعرف أية تهيئة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي يحول الحياة في هذه القرية صعبة جدا ويتطلب التدخل السريع للمسؤولين من أجل برمجة مشروع تهيئة طرقات القرية الذي أصبح بالنسبة لهم حلما طال انتظاره لسنوات.
توفير الإنارة العمومية مطلب سكان القرية
كما طرح سكان القرية مشكلة غياب الإنارة العمومية وعواقبها، أين تنتشر حالات السرقة والاعتداءات في الفترة الليلية بسبب اغتنام المجرمين الفرصة فيقومون بسرقة أمن وأملاك المواطنين الذين حرمتهم هذه الوضعية من التجول براحتهم في القرية وأجبرتهم على البقاء في منازلهم خوفا على حياتهم وأملاكهم كل هذا يحدث، يضيف المتحدثون، أمام مسامع السلطات التي لم تحرك ساكنا، الأمر الذي زاد من سوء حالة القرية.
النقل المدرسي… مصدر آخر لمعاناة التلاميذ
حتى تلاميذ قرية “البهاليل” لهم نصيب من المشاكل والمعاناة بسبب النقص الفادح في حافلات النقل المدرسي، بالإضافة إلى عدم توقفها في المحطات المخصصة، إذ توجد حافلة واحدة فقط لا تكفي لاستيعاب العدد الكثير للتلاميذ المتواجدين بالقرية، الأمر الذي يكلف التلاميذ عناء استعمال النقل العمومي..
وقد أكد التلاميذ الذين تحدثنا إليهم أن هناك نقصا فادحا فيما يخص النقل، ما يجبرهم على الخروج من المنازل باكرا والتدافع في الحافلات مع المواطنين في وسائل النقل العمومي من أجل الظفر بمكان والوصول إلى مقاعد الدراسة في الوقت المناسب، في حين يضيفون بإمكان البلدية توفير النقل حتى تنهي معاناتهم.
في حين أولياء التلاميذ عبروا أيضا عن استيائهم من هذا الوضع، إذ أكدوا أن أبناءهم يقطعون مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مدارسهم، والمشكل الأكبر يضيفون في فصل الشتاء أين يصلون إلى مقاعد الدراسة في حالة كارثية، الأمر الذي يجعلهم معرضين للخطر في أي لحظة، حيث أنهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام، من أجل الالتحاق بمقاعد الدراسة، كما أن مشقة الذهاب يوميا إلى المدارس جعلت التلاميذ يفقدون تركيزهم و عرضتهم للتعب والإنهاك الشديد، الوضع الذي يفقدهم القدرة على التركيز ويقف حاجزا أمام الاستيعاب الجيد للدرس.
الغاز الطبيعي غائب.. وقارورات البوتان أفرغت جيوبهم
مشاكل سكان قرية “البهاليل” بأعفير متواصلة مع غياب الغاز الطبيعي في سكناتهم، ما جعل يومياتهم تنصب حول الجري والتبعات اليومية وراء قارورات غاز البوتان التي تخضع للمضاربة من قبل التجار في فصل الشتاء بالنظر إلى أهمية هذه الطاقة من أجل التدفئة، أين يرتفع سعر القارورة الواحدة إلى 500 دج ما أفرغ جيوبهم في فصل الشتاء وأدى بالعديد منهم خاصة ذوي الدخل المتوسط إلى اتباع الطرق البدائية وهي جلب الحطب من الغابات لاستعماله للتدفئة، مؤكدين أنهم راسلوا المسؤولين عدة مرات من أجل تزويدهم بهذه الطاقة الحيوية، غير أن الأمر يتأجل في كل مرة.
النفايات والأوساخ… ديكور يميز القرية
يشتكي سكان القرية من مشكل انتشار النفايات والقاذورات، إذ يعود إلى سنوات طويلة، الأمر الذي يجعل حياة السكان شبه معقدة، لما تسببه هذه الأخيرة من مشاكل صحية ومكان لتفاقم مختلف أنواع الحشرات الضارة كالناموس والبعوض وانبعاث الروائح الكريهة.
يعاني سكان قرية “البهاليل” من انتشار النفايات ما حول المنطقة إلى شبه مفرغة عمومية، الأمر الذي اشمئز منه السكان وزوار القرية وأدى إلى انتشار الحشرات والحيوانات الضالة كالقطط والكلاب، ما جعل صحة القاطنين على محك، خاصة فئة الأطفال منهم الذين لا يستطيعون تحمل هذه الوضعية المزرية التي تتطلب التدخل العاجل للمسؤولين بمن فيهم عمال النظافة.
الشباب بين سندان البطالة ومطرقة انعدام المرافق الرياضية
كما يعاني شباب قرية “البهاليل” من انعدام أدنى المرافق العمومية والهياكل الثقافية والرياضية، الأمر الذي يكلفهم عناء التنقل حتى إلى وسط البلدية أو البلديات المجاورة كدلس وبغلية وتاورقة، من أجل ممارسة هواياتهم المفضلة ونشاطاتهم الرياضية.
من جهة أخرى، يفتقد شباب القرية وكذا بلدية أعفير إلى ملاعب جوارية ومراكز ثقافية من أجل التعبير عن مواهبهم التي تحتويهم، بدلا من التوجه إلى الآفات الأخرى الخطرة… ناهيك عن البطالة التي نخرت أجسادهم في غياب فرص العمل حتى في اطار عقود ما قبل التشغيل، إذ أن شباب القرية يتسكعون في الشوارع، فهم لا يزالون لحد كتابة هذه الأسطر بين سندان البطالة ومطرقة غياب المرافق الرياضية والملاعب الجوارية.
وعليه، يأمل شباب القرية عن طريق هذا المنبر الحر أن تعجل السلطات في التدخل وتبرمج مشاريع في قطاع الشباب والرياضة حتى تنهي معاناة هؤلاء وتجعل حياتهم كباقي حياة الشباب الآخرين بمختلف بلديات ولاية بومرداس التي استفاد شبابها من هذه المرافق.
روبورتاج: أيمن. ف