تعيق يوميات قاطني قرية “بوحفار” بيسر جنوب شرق بومرداس نقائص عدة أثرت على مسيرتهم الحياتية مطالبين من السلطات المعنية وعلى رأسها والي الولاية التدخل العاجل لإعادة بعث عجلة التنمية بقريتهم التي تعاني مشاكل بالجملة في شتى المجالات على غرار منها التربية، الرياضة والأشغال العمومية وغيرها من المشاكل الأخرى التي حولت حياة المواطنين إلى جحيم حقيقي في ظل غياب أدنى ضروريات الحياة الكريمة.
تعد قرية “بوحفار” من أكبر القرى التابعة لبلدية يسر غير أن سكانها يعانون أشد المعاناة جراء العديد من النقائص التي أثرت على مسيرتهم الحياتية على غرار منها شبح البطالة الذي نخر أجساد الشباب خاصة خريجي الجامعات ونقص في التهيئة العمرانية وانعدام غاز المدينة وأزمة الماء الشروب فهم ينتظرون التفاتة جديدة من قبل المسؤولين من اجل تغير واقعهم المعيشي.
“الموعد اليومي” كانت لها زيارة لقرية “بوحفار” بيسر جنوب شرق بومرداس قصد نقل معاناة القاطنون الذين طالبوا منا إيصال معاناتهم لمسؤوليهم خاصة وأنهم سئموا الحياة بقرية على الرغم من سلسلة من الشكاوي والاحتجاجات التي قاموا بها في العديد من المرات غير أنه لا شيء تغير على الواقع..
غياب النقل يعزل القرية عن العالم الآخر
أول مشكل تطرق إليه قاطنو قرية “بوحفار” بيسر جنوب شرق بومرداس ولاحظناه نحن لدى زيارتنا المنطقة هو غياب النقل، الأمر الذي عزل القرية عن العالم الآخر، حيث يشتكي السكان من الناقلين الخواص بسبب رفض هؤلاء الوصول إلى قريتهم ما يكلفهم مشقة التنقل لمسافات طويلة للالتحاق بأقرب موقف الأمر الذي امتعض له هؤلاء، مؤكدين في سياق ذاته أن هذا الوضع يجبرهم على الانتظار لأكثر من ساعتين يوميا من أجل أن يحظوا بهذه الخدمة أمام عزوف الناقلين عن الوصول لقريتهم، ما انعكس سلبا على قضاء حوائجهم اليومية والتنقل إلى مقرات عملهم الذي يزيد من تعقيد الوضعية، خاصة في فصل الشتاء أين تعرف المنطقة نسبة مرتفعة من التساقط بسبب موقعها الجبلي الأمر الذي يتطلب تدخل مسؤولين معنيين من أجل وضع حد لهذه المشكلة عن طريق توفير موقف خاص قريب بالقرية ينهي معاناة السكان بما فيهم العمال والتلاميذ أيضا الذين في كل مرة يجدون صعوبة للالتحاق بمؤسساتهم التربوية.
غياب الغاز الطبيعي نغّص معيشتهم
أكد سكان قرية “بوحفار” بيسر أن الاستفادة من الغاز الطبيعي لا يزال حلمهم منذ سنوات في ظل أهمية هذه الطاقة خاصة في هذا الفصل البارد من أجل التدفئة، غير أنهم لا يزالون يستعينون بقارورات غاز البوتان التي أثقلت أسعارها كاهلهم خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط.
مضيفين أن العديد من العائلات خاصة منهم ذوي الدخل المتوسط يلجؤون إلى التحطيب من أجل التدفئة والذي يعتبرونه الحل بالنسبة لهم هروبا من الأسعار المرتفعة لقارورات البوتان، ما يجعل حياة السكان شبه بدائية، مؤكدين أن حتى قارورات غاز البوتان تشهد خلال فصل الشتاء خاصة مع تساقط الثلوج وغلق الطرقات المضاربة في أسعارها، أما في فصل الصيف الذي يشهد حركة كبيرة في الأعراس التي يزداد عليها الطلب ما يجعل هذه المادة شبه نادرة.
وأمام هذا الوضع فإن السكان وجدوا أنفسهم تحت ضغط العوز، مع العلم أنها منطقة جبلية وتمتاز بالبرودة في فصل الشتاء، لذالك لا يزال هؤلاء ينتظرون الالتفات إلى هذا الانشغال وبرمجة مشروع تزويد القرية بالغاز الطبيعي.
صهاريج المياه تثقل كاهل العائلات في غياب الماء
مشكل آخر نغّص من معيشة القاطنين وهو غياب الماء الشروب عن حنفياتهم التي تصوم على طول فصول السنة الأمر الذي زاد من غبن السكان بالنظر إلى أهمية المادة كيف ولا وهي الحياة ومن الضروريات الأساسية في يوميات السكان.
وقد أكد سكان القرية أن الينابيع والآبار هي مصدر تمويلهم بالمياه الصالحة للشرب بعد أن جفت حنفيات منازلهم عن آخرها مؤكدين أن رغم جل نداءاتهم للسلطات المحلية والولائية بضرورة التدخل من أجل وضع حد لهذا المشكل العويص إلا أن جل نداءاتهم باءت بالفشل بدليل أن المشكل لا يزال قائما، مضيفين أنهم قاموا بشن عدة حركات احتجاجية لرفع مطلبهم والتعبير عن استيائهم إلا أن حتى ذلك لم يخرجهم من الأزمة بدليل بقاءهم يشرون صهاريج من المياه هذا بالنسبة للعائلات الميسورة الحال، أما الأخرى فإن الآبار هو ملجأها.
البطالة نخرت أجساد الشباب في غياب فرص العمل
من جهتهم شباب قرية “بوحفار” أضحوا تائهين بأحياء القرية، بسبب البطالة التي نخرت أجسادهم في غياب فرص العمل، حيث أكد الشباب خاصة منهم الجامعيين أنهم يعيشون معاناة يومية، نتيجة أزمة البطالة الخانقة التي تقدر بحوالي 75 بالمائة التي لا مفر منها بسبب نقص المشاريع التنموية في بعض الأحياء والمداشر منذ عدة سنوات وعدم توفرها على مصانع، شركات، مؤسسات اقتصادية والمناطق الصناعية، إذ يتساءل هؤلاء الشباب عن نصيبهم من تلك المشاريع وفرص للعمل آملين أن تتدخل السلطات في القريب العاجل وتخصص لهم مناصب عمل حتى وإن كان ذلك في عقود ما قبل تشغيل.
… والمرافق الرياضية والترفيهية في خبر كان
وما زاد الطينة بلة على حد قول قاطني قرية “بوحفار” بيسر جنوب شرق بومرداس هو نقص المرافق الشبابية والرياضية والترفيهية، مؤكدين أن هذا النقص أضحى يؤثر عليهم وعلى حياتهم سلبا، حيث ينعكس على يومياتهم خاصة مع معاناتهم من شبح البطالة والحرقة والانحرافات التي تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه والذي يتضح معالمه في أخبار المحاكم أو نهايته تؤول إلى الانتحار والموت البطيء من جهة ثانية، مضيفين أن القرية تشكو من النقص الفادح في قاعات الأنترنت التي من شأنها أن تزودهم بالمعلومات العلمية والتربوية والترفيهية، أما عن المرافق الثقافية والهياكل التابعة لها فحدث ولا حرج، حيث تخلو من دار للشباب ومراكز للترفيه وحتى ملاعب رياضية وقاعات متعددة الرياضات غائبة الامر الذي عزلهم عن العالم الاخر وجعل العديد منهم يلجأون إلى الآفات الاجتماعية الخطيرة هروبا من الملل والفراغ الذي قتل يومياتهم.
مشاكل القرية بحاجة إلى زيارة والي بومرداس لتداركها
وأمام جل هذه المشاكل التي يتخبط فيها قاطنو قرية “بحوفار” بيسر جنوب شرق بومرداس، يطالب هؤلاء بضرورة تدخل السلطات المعنية وعلى رأسهم والي ولاية بومرداس السيد “يحي يحياتن” الذي هو مطلوب بشدة لزيارة قريتهم من أجل إخراجهم من هذا الوضع الذي عكر يومياتهم مشيرين أن الغاز الطبيعي والمياه والمرافق الشبانية وتوفير النقل من أولى انشغالاتهم حتى تحسن وضعيتهم المعيشية وتجعل يومياتهم كباقي يوميات قاطني القرى الأخرى المجاورة لهم.
روبورتاج: أيمن ف