أنا صديقتكم أم ياسر، متزوجة وأم لثلاثة أولاد، أحرص دائما على أن أكون عند حسن ظن أسرتي، حيث أسهر على خدمة زوجي وأولادي، وأوفر لهم كل ما يحتاجون من أجل راحتهم، وهذا ما وفقت في تحقيقه إلى حد بعيد، لكن أحيانا أعيش مشاعر سلبية لا أعرف سببا محددا لها، حيث ينتابني شعور الحزن وأبحث دائما عن السعادة، فمن طبعي لا أحب أن أفكر في هذه السلبيات لأنها تدفعني لارتكاب حماقات خاصة مع أولادي وزوجي،
ولذا أنا أبحث دائما عن السعادة وهي مطلبي في الحياة حتى أعيش الهدوء مع زوجي وأولادي، فكيف أصل سيدتي الكريمة لهذا المبتغى وأكون سعيدة دوما، فأرجوك دليني على الوصول إلى هذا الهدف.
صديقتكم: أم ياسر من عنابة
الرد: لابد أن تعلمي صديقتي أم ياسر أن مفهوم السعادة نسبي، وأن كل إنسان له معاييره في الحياة التي تجعله دائما سعيدا، فهناك من يرى سعادته في الصحة، وهناك من يراها في المال، وهناك من يراها في نجاحه في العمل، وهناك من يراها في خدمة أهله،……. إلخ، ولذا فأنت الوحيدة التي تعلمين ما هي الأمور التي تجعلك سعيدة، والمشاعر التي تجعلك تعيسة، وفي هذه الحالة عليك الابتعاد قدر المستطاع عن تلك الأمور التي تجعلك تعيسة وتدفعك للتصرف بسلبية مع المحيطين بك خاصة زوجك وأولادك، ولا تهتمي بالجوانب الهامشية في حياتك مع أسرتك، خاصة وأنك تحرصين على خدمة أسرتك وتقدمين لها كل ما تحتاجه منك، وقمة سعادتك عندما ترين أفراد أسرتك مرتاحين وهادئين في حياتهم، وهذا ما يجب أن تهتمي به وبالتأكيد يشكل سعادتك.
سيدتي الفاضلة أم ياسر من الجميل جدا أن يعيش الانسان هادئا في حياته خاصة مع أقرب الناس إليه، وتأكدي أيضا أن التقرب إلى اللّه عز وجل بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن يشكل مصدرا للسعادة، فعيشي حياتك مع أسرتك مطمئنة وسعيدة بالتوفيق.