يترقب سكان العاصمة والمترددون عليها إتمام أشغال فك الخناق عن طرقاتهم بفارغ الصبر نظرا للمعاناة التي يقاسونها بسبب كثرة النقاط السوداء وتشبع الخطوط والمواقف وغياب آليات منظمة تتحكم على أساسها في الفوضى التي تجبر السائقين أحيانا على الاستسلام للطوابير، الأمر الذي جعل والي العاصمة يضع مشكلة الاختناق المروري في صدارة اهتماماته واقفا على أهم المشاريع الكفيلة بإنهاء الظاهرة، كما رحب بالطريقة المعتمدة حاليا في التخلص من النفايات، داعيا إلى محاكاتها وتبني مقاربة الحل التقني أسوة بتجربة حظيرة واد السمار.
قاد والي العاصمة زيارة تفقدية مقسمة إلى عشر محطات للوقوف على سير الأشغال العمومية سيما منها تلك المتعلقة بفك الاختناق المروري مع الاعتناء بالمحيط لتحسين صورة البهجة التي ما تزال تشكو عدة مشاكل، حيث تفقد في بداية زيارته عديد المشاريع مرفوقا بالوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية للحراش، مديرة البيئة، مدير الموارد المائية، مدير الأشغال العمومية ومدير المؤسسة العمومية الولائية (EDEVAL)، عاين فيها حظيرة وادي السمار (مفرغة وادي السمار سابقا)، ووقف على وضعية الحظيرة ومختلف التجهيزات المتواجدة بها. كما وقف على التقنيات المعتمدة في هذا المشروع البيئي الرائد على المستوى الوطني، مشددا على ضرورة تشجيع مثل هذه المبادرات البيئية الناجحة والعمل على اعتماد هذه المقاربات والحلول التقنية في التكفل بالمحيط وبملف النفايات على اختلاف أنواعها على مستوى العاصمة.
كما أوضح بأن المشاريع الجاري العمل عليها والمتمثلة أساسا في مراكز الفرز الانتقائي والمحطات المدمجة لفرز ومعالجة وتثمين النفايات، ستسهم بشكل كبير في تحسين آليات التكفل بهذا الملف بما يعيد لعاصمة البلد رونقها ومكانتها بين عواصم المتوسط، مؤكدا على الدور الحساس المنوط بالمواطنين في نجاح هذا الملتقى.
وفي المحطة الثانية، عرج الوالي على مشروع إنجاز محول منشأة فنية على الطريق الولائي رقم 122 ما بين رغاية وأولاد هداج مع حدود ولاية بومرداس، وقد عاين خلال هذه المحطة، الأشغال الجاري إنجازها والمتمثلة في أشغال الحفر المتواصلة من جهة بومرداس، كما وقف على تقدم إزالة العوائق التي تواجه المشروع.
في هذا السياق، شدد على ضرورة تكثيف الجهود واستنفاذ كل السبل اللازمة لتذليل العقبات في أقرب الآجال بالتنسيق مع كافة الأطراف والهيئات المتدخلة، مع تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة لتسريع وتيرة الانجاز .
أما المحطة الثالثة فقد خصصت لتشييد مصنع الخرسانة والمساند الحديدية التابع للشركة العمومية SAPTA بالرويبة، وقد وقف الوالي على مدى تقدم إنجاز مساند الجسر الحديدي على طول 45 مترا، كما اطلع على عرض حول نشاط المصنع ومختلف أقسامه الإنتاجية.
وفي المحطة الرابعة، عاين الوالي أحد المشاريع الهامة التي تندرج في إطار مخطط فك الاختناق المروري عن عاصمة البلد، ويتعلق الأمر بمشروع إنجاز ازدواجية الطريق الولائي رقم 145 الرابط بين الحميز وبرج الكيفان، بشرق العاصمة، حيث أكد أن مشاريع فك الاختناق المروري لا تعني بلديات محددة دون غيرها، وأنها ستمس كل إقليم الولاية، بما يضمن القضاء على كل النقاط السوداء المسجلة في حركة المرور وتأمين تنقل آمن وسلس للأشخاص والمركبات بعاصمة البلد، وشدد خلال هذه المحطة على ضرورة الرفع من وتيرة سير الأشغال لضمان تسليم هذا المشروع في الآجال المحددة له ووفقا للمعايير التقنية المطلوبة.
وفي المحطة الخامسة، عاين مشروعا آخرا من المشاريع الهامة، ويتعلق الأمر بمشروع إنجاز نقطة تلاقي الطرق الخمسة وإنجاز نفق أرضي يربط الكاليتوس بالأربعاء والشراربة، مشددا على المقاطعة الإدارية لبراقي ضرورة تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة وعلى تكثيف جهود كل الهيئات المتدخلة لضمان تسليم هذا المشروع في الآجال المحددة لها ووفقا للمعايير والمواصفات المعتمدة.
وفي نفس السياق المتعلق بفك الخناق المروري، فقد شملت المحطة السادسة زيارة مشروع مسجل على مستوى إقليم المقاطعة الإدارية لبراقي، ويتعلق الأمر بمشروع إنجاز المحول على الطريق الاجتنابي الثاني والذي سيسهم في فك الخناق عن الكاليتوس والأحياء الجديدة ”سلاماني” وكذا مشروع الطريق الرابط بين الطريق الاجتنابي الثاني والكاليتوس والأحياء الجديدة “سلاماني”، حيث دعا الوالي إلى ضرورة الرفع من وتيرة الإنجاز لضمان تسليم هذا المشروع في الآجال المحددة لها، للتخفيف من معاناة ساكنة المنطقة وبصفة خاصة سائقي المركبات على مستوى هذه النقطة السوداء.
أما في المحطة السابعة، فقد ركز على مشروع إنجاز الطريق الرابط بين الطريق الوطني رقم 01 بجنان سفاري -بئر خادم- السحاولة. هذا المشروع سيسهم حسب تصريح الوالي في القضاء على الاختناق المروري على مستوى هذا المحور، وفي تحسين ظروف تنقل الساكنة، وهو ما يستدعي العمل على تجنيد كل الإمكانيات اللازمة لتسليمه ضمن الآجال المحددة له. أما المحطة الثامنة فقد تضمنت معاينة المحطة متعددة الأنماط للنقل ببئر مراد رايس والتي يعول عليها، ليس فقط في تخفيف الضغط على حركة تنقل الأشخاص والمركبات فقط، بل وفي تحسين منظومة النقل بعاصمة البلد، حيث أكد والي الجزائر الذي عاين الأشغال الجارية لإنجاز مداخل المحطة ومرافق أخرى تندرج في إطار المشروع، على ضرورة تسليمه ضمن الآجال المحددة وحرصه الشديد على مطابقة الأشغال للمواصفات التقنية التعاقدية.
من جهة أخرى، عاين الوالي في محطته التاسعة أشغال صيانة الأرصفة التي قامت بإنجازها مصالح المؤسسة العمومية الولائية (ASROUT)، أسفل المنشأة الفنية على مستوى الطريق الوطني رقم 01 ببئر مراد رايس، حيث شدد الوالي على ضرورة تنظيم وترشيد آليات وكيفيات التدخل، بحيث تشمل عمليات الصيانة كل المواقع التي تتطلب ذلك عبر كامل إقليم الولاية دون استثناء، مع مراعاة تنفيذ أشغال الصيانة خلال الفترة الليلية لتجنب إزعاج ساكنة العاصمة من الراجلين وسائقي المركبات. كما أكد أيضا على ضرورة مراعاة أشغال الصيانة للجانب الجمالي بما يتماشى والعمليات الجاري تنفيذها للعناية والتكفل بالمحيط لتزيين عاصمة البلد وتحسين الإطار المعيشي لساكنتها.
وفي محطته العاشرة والأخيرة، عاين أشغال إعادة تهيئة أقبية الجزائر والتي تعد جزءا لا يتجزأ من الأشغال الكبرى الجاري تنفيذها لتهيئة الواجهة البحرية لعاصمة البلد، مشددا على ضرورة مضاعفة وتيرة تقدم الأشغال، كما أكد على ضرورة الاستعانة بالمؤهلات البشرية اللازمة والانتقاء المناسب للمواد المستعملة ولاسيما ما تعلق بإنارة الأقبية بعد استكمال عملية إعادة تأهيلها، بما يتوافق مع النمط المستعمل حاليا في تزيين عديد المعالم الأثرية القديمة ومقرات البنايات الحكومية والذي أضفى رونقا خاصا على عاصمة البلد خلال الفترة الليلية.
إسراء. أ















