الطبعة الـ 28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب

مشاركون في ندوة “فلسطين في مواجهة الصمت” يفضحون الدعاية الصهيونية

مشاركون في ندوة “فلسطين في مواجهة الصمت” يفضحون الدعاية الصهيونية

شكّل موضوع “فلسطين في مواجهة الصمت” محور ندوة نُظمت، مساء الجمعة، بالجزائر، أكد خلالها المشاركون أن الاحتجاجات والمظاهرات العارمة التي شهدتها مختلف دول العالم تنديدا بالعدوان والإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني قد كسرت جدار الصمت وأربكت الدعاية الصهيونية التي سعت لتزييف الحقائق.

وتطرقت الكاتبة والشاعرة الفلسطينية، فيحاء عبد الهادي، في مداخلتها خلال الندوة التي نظمت في إطار فعاليات الطبعة الـ 28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا) إلى عدة محاور تتعلق بالرواية التاريخية الفلسطينية التي طافت العالم وتمكنت من كسر الصمت الذي حاول الكيان الصهيوني فرضه لعقود عبر طمس الحقائق وتزييف التاريخ. من جهته، تناول الأستاذ الجامعي أحمد بن سعادة، موضوع تعامل وسائل الإعلام الدولية مع الإبادة الجماعية الصهيونية، موضحا من خلال دراسات علمية أن عددا كبيرا من وسائل الإعلام الكبرى تعمد إلى تقزيم حجم الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، عبر استعمال مصطلحات مضللة وتجنب وصف الجرائم بمسمياتها الحقيقية. وأشار المتحدث إلى أن الشباب في مختلف أنحاء العالم، ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي، تمكنوا من كسر هذا الصمت الإعلامي الممنهج، بفضل قدرتهم على التوثيق والنشر الفوري لمشاهد القتل والدمار والانتهاكات الجسيمة، ما جعلهم يشكلون جبهة إعلامية حقيقية في مواجهة التضليل، ويمارسون دورا بديلا عن المؤسسات الإعلامية التي فشلت في نقل الحقيقة كاملة إلى الرأي العام الدولي. بدوره، قال عالم الاجتماع اللبناني – الفرنسي، المتخصص في القضية الفلسطينية وحركات التحرر، رودولف الكاره، أن الـ7 أكتوبر 2023 شكل نقطة تحول تاريخية في مسار القضية الفلسطينية، إذ أعادها إلى الواجهة الدولية بعد سنوات من التهميش وكشف حجم الانحياز الغربي الفاضح للكيان الصهيوني، في مقابل تزايد وعي الشعوب بحقيقة ما يجري على الأرض من جرائم إبادة وتطهير عرقي. كما بيّن أن هذا التاريخ رسخ قناعة عالمية بأن الكفاح الفلسطيني هو نضال مشروع ضد الاحتلال وليس كما تحاول الدعاية الصهيونية تصويره. أما الصحفي أكلي أوراد، فقد أكد أن الموجة غير المسبوقة من التضامن الشعبي التي اجتاحت عواصم عربية وغربية على حد سواء، أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام الدولي بعد محاولات مستمرة لطمسها وإقصائها من الأجندات السياسية والإعلامية.

كما أشار إلى الدور المحوري الذي لعبه الشباب في مختلف دول العالم في فضح الانتهاكات الصهيونية عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تمكنوا من إيصال صور الجرائم والحقائق الميدانية إلى ملايين الأشخاص، متجاوزين التعتيم الإعلامي الممنهج الذي تمارسه وسائل إعلام أجنبية كبرى. من جانبه، لفت الكاتب الصحراوي، حمدي يحظيه، إلى أن العديد من العواصم شهدت تحركات شعبية عفوية تنديدا بالعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، عكست الوعي الإنساني المتنامي بخطورة الجرائم المرتكبة في الأراضي المحتلة، مؤكدا أن هذه الموجة التضامنية الواسعة تعبر عن ضمير عالمي رافض للإبادة والتطهير العرقي. غير أنها، حسب قوله، تحتاج إلى أن تترجم إلى مواقف رسمية وتحركات دبلوماسية حقيقية باسم الدول، من أجل كسر الصمت الدولي المفروض وفرض مساءلة الكيان الصهيوني على جرائمه المتواصلة ضد الإنسانية.

ب\ص