الجزائر- جدد الجزائريون، الجمعة، موعدهم مع المسيرات الشعبية السلمية الرافضة للعهدة الخامسة بمشاركة مختلف الشرائح من شباب وشيوخ ونساء وحتى نساء مسنات رفعن الراية الوطنية وشعارات تصب كلها في مطلب العدول عن ترشيح الرئيس وتغيير النظام مع التمسك بالمصلحة العليا للبلاد ورفض المغامرات والتدخلات الخارجية.
أبانت الحشود الجماهرية التي خرجت للجمعة الثالثة بالعاصمة وعدد من المدن الجزائرية “نضجا” حضاريا راقيا في طريقة تنشيط المسيرات التي بدت جوا احتفاليا وطنيا أكثر منها مطلبيا ، في صورة ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي التي سارعت إلى نشر صور الحشود الرهيبة في كل من ساحة البريد المركزي وساحة موريس اودان وكذا شوارع ديدوش مراد والعقيد عميروش والعربي بن مهيدي وحسيبة بن بوعلي ، وهي الأسماء التي لم تغب عن الحدث من خلال حضورها في صور ولافتات وشعارات الجماهير ، في صورة الحنين والوصل النضالي من أجل الجزائر والمعاني السامية للوطن ضد كل من يهدده من الداخل أو الخارج، لتربط مرة أخرى جسد الجزائريين بروح الوطن ومبادئ الثورة التي كرست “الشعب بطلا وحيدا ولا غيره” ، لتبعث به “درسا” جديدا إلى الطبقة السياسية التي لم يعد لها إلا “الاعتذار” عن التقصير في الفهم والتقصير في العمل مع هذا الشعب الذي لم يكن خارج السياسة بقدر ما كان “فوق سياستهم”، وخطاباتهم الخشبية والمناوراتية، التي جعلتهم اليوم يتعففون عن “كل راكب لحراكهم” من حنون إلى مقري ولغديري الذي لقي الجمعة “جوابه” قبل الاستحقاق الذي ينشد له أو بالأحرى يناشد له.
