مسلسل “فتح الأندلس” يواصل إثارة الجدل.. مؤرخ سوري يعتبر طارق بن زياد جزائريا أمازيغيا.

مسلسل “فتح الأندلس” يواصل إثارة الجدل.. مؤرخ سوري يعتبر طارق بن زياد جزائريا أمازيغيا.

يواصل أبطال المسلسل السوري “فتح الأندلس” تصوير مشاهده وذلك للحاق بالسباق الرمضاني المقبل، حيث من المقرر عرضه في رمضان على MBC5 وMBC1.

وهو مسلسل عربي مشترك يحكي قصة شخصية البطل طارق بن زياد قائد الجيش الإسلامي الذي غادر المغرب في عهد موسى بن نصير لفتح الأندلس.

ويجري تصوير المسلسل حاليا بين بيروت وتركيا في عدة مواقع، ورفع المخرج محمد سامي العنزي ساعات التصوير لتصل لـ 18 ساعة يوميا لإنجاز ما تبقى من مشاهد، خاصة وأن العمل يعتبر الأضخم إنتاجيا بين المسلسلات السورية المقرر عرضها في شهر رمضان لما يتناول من حروب وفتوحات.

ويجسد شخصية طارق بن زياد الممثل السوري سهيل جباعي ويشاركه في البطولة الفنان المغربي هشام بهلول في شخصية شداد صديق طارق بن زياد وذراعه اليمنى وقائد جيوشه.

مسلسل “فتح الأندلس” يشارك في بطولته أيضا تيسير إدريس وجاسم النبهان وروبين عيسى وبيار داغر ونجوم آخرين من تونس وليبيا ومصر والشام والخليج ومن إخراج محمد سامي العنزي.

وأثار العمل الضخم ضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، واتهم البعض قناة “أم. بي. سي” التي ستعرضه خلال موسم رمضان، بمحاولة سرقة التاريخ الجزائري، لأنها _لم تنسب فاتح الأندلس للجزائر، رغم أنه جزائري النشأة حسب تعبيرهم.

ودشّن جزائريون هاشتاغ طارق بن زياد جزائري، فيما رد المغاربة بهاشتاغ طارق بن زياد مغربي. وطالب مغردون جزائريون وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، بالتدخل لوقف _الأيادي الخارجية التي تحاول طمس وتشويه وتزوير تاريخ الجزائر_. وكتبت مغردة: ونشر جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي مقتطفات من كتب تاريخية منها كتاب لابن خلدون. وقال مغرد: طارق بن زياد قائد عسكري جزائري من قبيلة ورفجومة النفزية بجبال الأوراس بالدلائل القاطعة من المصادر والمراجع التاريخية التي تجدونها في هذا الفيديو من لديه مصادر مثل هذه فليقدمها..

واستدعى الهجوم على المسلسل ردا من مخرج العمل محمد العنزي، الذي اعتبر أن التشويه المتعمد للمسلسل قبل اطلاع البعض على المحتوى هوكذب وافتراء. وأضاف في تغريدة: التشويه المتعمد لمسلسل فتح الأندلس من قبل البعض قبل الاطلاع على محتوى المسلسل كذب وافتراء. ومحاولات البعض تحجيم قادة إسلاميين مثل طارق بن زياد بأقاليم حددها لنا اتفاق سايكس بيكو لن تفيد. إن طارق وغيره من قادتنا هم إرث لأمّة المليار ونصف المليار مسلم لا دولة معينة أو إقليم.

وأطلق المخرج من جانبه هاشتاغات أخرى بعنوان: طارق بن زياد مسلم فقط لا غير.

وفي هذا الصدد، يقول المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث، في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية” إن “المصادر الأولية التي تتحدث عن الفتوحات الإسلامية حول فتح بلاد المغرب كلها تجمع على أن الرجل هو طارق بن زياد بن عبد الله ونسبته إلى قبيلة لواتة الضاربة في كل ليبيا الآن، والثابت أن الرجل أسلم في فترة مبكرة ما يعني أن والده وجده يحملان ألقابا عربية ويتضح هذا من اسمه واسم أبيه واسم جده”.

أما المؤرخ المغربي محمد عبد الوهاب رفيقي، فيقول إن “الجدل المثار حول هوية طارق بن زياد في مسلسل فتح الأندلس يتضمن كثيرا من المزايدة وكثيرا من التعصب المذموم”.

وأضاف في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “شخصية طارق بن زياد في التاريخ الإسلامي ليست بقدر كاف من الوضوح من حيث هويتها وأصولها، وهناك اختلاف في القبيلة التي ينتسب إليها إن كانت هي قبيلة نفزة الموجودة في طرابلس أو المغرب الأقصى”.

وأوضح أن “موضوع أصول طارق بن زياد معلوم أنه من الخلاف المشهور بين المؤرخين، وعليه فإن ادعاء أي طرف في نسبته إليه به نوع من المزايدة، والمهم ليس هو هوية الشخص وإنما المفترض تسليط الضوء على ما قدمه من أعمال وإنجازات وتقييمها تقييما موضوعيا بعيدا عن العصبيات الزائدة”.

وبينما يرى المؤرخ السوري محمد مرعي في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن “طارق بن زياد يرجح بأنه جزائري أمازيغي لم يكن يتقن العربية”، يقول أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفي، إن “الفترة التي عاش بها طارق بن زياد لم تكن تعرف الحدود السياسية بين الدول التي نعرفها اليوم ولا يمكن الجزم بانتمائه لدولة ما دون غيرها، لكنه في العموم قائد إسلامي أصوله بربرية”.

ب/ص