بحكم الرصيد التاريخي الذي حققه منذ الاستقلال إلى اليوم

مسرحيون يرافعون من أجل إعادة بعث المسرح الإذاعي

مسرحيون يرافعون من أجل إعادة بعث المسرح الإذاعي

رافع مسرحيون ومخرجون جزائريون، من أجل إعادة بعث المسرح الإذاعي باعتباره فنا قائما بذاته قادرا على التأقلم مع التطور التكنولوجي، وبحكم الرصيد التاريخي الذي حققه منذ الاستقلال إلى اليوم.

ويرى الممثل التلفزيوني، عبد النور شلوش، أن الحديث عن المسرح الإذاعي في الجزائر، هو حديث “عن تاريخ حافل بالأسماء الفنية المناضلة في فرقة جبهة التحرير الوطني والتي أسست لهذا الفرع الإبداعي خدمة لصوت الجزائر المستقلة”.

ويقول شلوش، بمناسبة إشرافه على ورشة تكوينية في إطار الدورة 15 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف المنعقد بالجزائر العاصمة، إنه في الوقت الذي “استفادت فيه الأمم من التطور التكنولوجي والثورة الرقمية الحاصلة في ميدان الإعلام والاتصال، وسجلت عودتها إلى المسرح الإذاعي، تراجعت مساحة المسرحيات الإذاعية في الجزائر لأسباب بيروقراطية محضة خاصة منذ التسعينيات”.

ويؤكد المتحدث، أن المسرح الإذاعي الجزائري “قادر على تجديد وهجه وفرض نفسه في الساحة الإعلامية والفنية من خلال طاقات شابة يتم اكتشافها كل سنة بمناسبة المهرجان الوطني للمسرح المحترف”، وأن هذا الجيل – يضيف- “يتحلى بالحماس والرغبة إضافة إلى تمكنه من اللغة العربية والأمازيغية وكذا الدارجة المحكية”.

ويعلق الممثل، في المقابل، “آمالا كبيرة” على مؤسسة المسرح الوطني الجزائري، بالقول: “نحن نسعى لدفع إدارة المسرح الوطني إلى إنشاء استيديو تسجيل لمسرحيات الإذاعية، وسيكون ذلك مكسبا لكل الفنانين ولإدارة المسرح يمكن استغلاله لتسجيل الأغاني وغيرها من الدعائم الصوتية”.

وأكد في ذات الشأن، بأن المشاريع التي يمكن تسجيلها مستقبلا مع الفنانين المتمرسين والجيل الجديد، “يمكن بثه عبر الإذاعات الجهوية والمركزية وسيشكل ثراء أثيريا غاية في الأهمية”.

ويتفق المخرج الإذاعي السابق المتخصص في هذا السجل المسرحي، محمد شنيوني، مع زميله في مسألة تجسيد فكرة مشروع استديو تسجيل تابع للمسرح الوطني، بالقول: “سيكون الوضع جيدا بالنسبة إلينا كممارسين ومحبين لهذا النوع المسرحي، فثمة إمكانية بث الأعمال المسرحية عبر 52 إذاعة محلية، ناهيك عن الفرصة التي تتيحها التكنولوجيا لتقديم محتوى متنوع تربويا وثقافيا وترفيهيا”.

ويبرز شنيوني، بأن الإعلام المتخصص اليوم بات يستعمل مصطلحا “أكثر دقة” عند الحديث عن المسرح الإذاعي، فالأمر يتعلق “بالفيلم الإذاعي الذي يتطلب أسلوب كتابة مغاير، وتقنيات إخراج جديدة، ذلك أن المسرحية الإذاعية أصبحت تسجل عبر مقاطع أو مشاهد صوتية، لتخضع بعدها إلى مرحلة التركيب وإدراج المؤثرات الصوتية والمكساج… تماما كما في السينما”.

وإذا كانت الوسائل التقنية متوفرة في الجزائر، يردف المتحدث، فإن المخرجين المتخصصين في هذا الإخراج التقني الفني يبقى “غير كافي وذلك بسبب نقص التكوين في المجال وتراجع مساحة العمل على هذا النوع الإبداعي في السنوات الأخيرة”.

وبخصوص إشرافه رفقة الممثل عبد النور شلوش، على تأطير ورشة المسرح الإذاعي، يؤكد شنيوني، أن الهدف الأول هو “إعادة بعث الفن الدرامي الإذاعي وإعطائه المكانة التي يستحقها من أجل المساهمة في خدمة المستمع الجزائري فنيا وإبداعيا”.

واعتبر أنه يحرص أولا على تلقين المتربصين معنى المسرح الإذاعي بصفته عملا دراميا يعتمد على قدرة الممثل في تحويل النص إلى صورة مسموعة، ومنح المستمع مساحة للخيال والتفاعل مع الأحداث ضمن مساحة زمنية أثيرية محددة لا تتجاوز 23 دقيقة.

وأوضح المدير العام للمسرح الوطني الجزائري، محمد يحياوي، أن محافظة المهرجان الوطني للمسرح المحترف بفتحها ورشة المسرح الإذاعي على مدار طبعتين متتاليتين، تعي مكانة المسرح الإذاعي في مسار الفن الرابع الجزائري وارتباطه بالحركة النضالية الوطنية.

وبخصوص المقترح الذي عبر عنه مؤطرو الورشة، أكد يحياوي، أنه “حال ما توفرت الإمكانيات اللازمة، فإن إدارة المسرح الوطني لن تتأخر في تجسيد هذا الاستيديو الذي سيثري العمل التوثيقي والإعلامي”.

ق/ث