مسرحيون عرب: “جي. بي. إس” يطرح السؤال الصعب حول حرية الإنسان المعاصر

مسرحيون عرب: “جي. بي. إس” يطرح السؤال الصعب حول حرية الإنسان المعاصر

يخاطب العرض المسرحي الجزائري “جي. بي. إس”، للمخرج محمد شرشال، الذي اُفتتحت به الدورة الثلاثين لمهرجان أيام الشارقة المسرحي في دورته الـ30، الإنسان في كل مكان، إذ يعبر اللغة بالحركة والإيماءة، متكئًا على قضية إنسانية وجودية؛ هل نحن مسلوبو الإرادة، مخيرون أم مصيرون؟ يطرح ذلك دون أن يبدي أيّة إجابة.

قرأ مسرحيون عرب العرض المسرحي في حديثهم لـ “بوابة الأهرام”، إذ رأى الفنان والمسرحي الفلسطيني غنام الغنام، مسؤول الإعلام بالهيئة العربية للمسرح، أن العرض الجزائري مهم جدًا، ويعد فريداً من نوعه في المسرح العربي، وكان فوزه في مهرجان المسرح العربي الدورة الـ 12 التي أقامتها الهيئة العربية للمسرح في الأردن، استحقاقا فنيا حقيقيا، وبالتالي نحن نعتز بمحمد شرشال وبالمسرح الجزائري وبهذه المجموعة المهمة، وربما يكون هذا العرض فتحًا لأفق جديدة في عمل المسرحيين.

وتطرق “الغنام” إلى فكرة العرض نفسها، مشيرًا إلى أنها تتناول حالة البشرية منذ الخليقة وحتى الآن، منذ أن فكر الخالق في صياغة أول مخلوق، بقالب كوميدي دمه خفيف، يستعرض مسارات مهمة مثل الحرب العالمية وظهور النازية وظهور تسليع البشر ومن ثم هذه النتائج المرعبة التي يصلها بقالب خفيف ومتقن، لأنه في مستوى فني عال من حيث الإكسسوارات والمكياج والتعامل مع الماسك.

وقال “إن تقديمي عرضا مدته ساعة و20 دقيقة تقريبًا دون كلام، وتكون كل المعلومات وكل الايفيهات حاضرة والناس تتفاعل معها، تحد كبير، لذا فإن عرض “جي. بي. إس” عمل فارق”.

ورأى الدكتور خليفة الهاجري، أستاذ السينوغرافيا بالمعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، أن العرض “جي. بي. إس” الجزائري هو أحد العروض المشاركة في مهرجان الهيئة العربية للمسرح، مهرجان المسرح العربي في الأردن الدورة السابقة الأخيرة، ويعتبر من الأعمال الصامتة، اعتمد على الحركة البنتوميم، الموسيقي، التقنيات، وأبدع مخرج العمل “شرشال” في استخدام التقنيات في كل مشهد.

ونوه الهاجري إلى الأزياء المناسبة، وإعادة استخدام الزي، وبالنسبة للديكور كان الديكور بسيطا جدا، وعناصره ذات دلالات واضحة، وقال “أكثر ما شدني لهذا العمل بكثرة هو تقنيات التمثيل المبتكرة، تقنيات الأزياء الجديدة والحديثة على المجتمع العربي، أتمنى لهذا العمل التوفيق، وهذا ليس بغريب على هذا الفريق الرائع الجزائري، وأشكر الشارقة على هذا الدعم الرائع وهذه الجائزة مستحقة طبعًا”.

من فلسطين والكويت إلى مصر، حيث يقول الفنان والمسرحي ناصر عبدالمنعم، إن العرض الجزائري عرض مبتكر، اعتمد الحركة ولغة الجسد ليناقش موضوعا إنسانيا مهما جدا حول الهوية الإنسانية وفقدانها عبر مجموعة من المؤسسات أو مجموعة من الضغوط التي نتعرض لها.

ورأى “عبدالمنعم” أن العرض فيه اتقان كبير، وأداء متميز من كل فريق العمل، سعدت بمشاهدته مرتين، مرة في الأردن عندما حصل على الجائزة في المهرجان العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، والمرة الثانية هنا في أيام الشارقة”.

ومن السعودية، رأى الناقد الدكتور سامي الجمعان، عرض “جي. بي. إس.”، أنه عرض ينطلق من الابتكار، وبالنسبة له كناقد يرى أن العرض الذي لا يوجد فيه شيء مبتكر يسقط من نظره مباشرة، لذا فإن هذا العرض جميل في أنه مبتكر لحالة معينة خصوصا في مشهد الاستهلالة (البداية الأولى) ثم بعد ذلك هناك ابتكار آخر في مسألة الولادة وخروج الأطفال إلى الحياة، ثم ما يواجهونه من معاناة فيها.

ب/ص