مسرحية “132 سنة.. حتى لا ننسى” على قناة “الذاكرة”… عرض ثالث لضيوف عرب وأجانب

مسرحية “132 سنة.. حتى لا ننسى” على قناة “الذاكرة”…  عرض ثالث لضيوف عرب وأجانب

كشفت مصادر مطلعة لـ “الموعد اليومي” أن مسرحية “132 سنة.. حتى لا ننسى”، سيتم عرضها قريبا بحضور إطارات سامية في الدولة وضيوف من دول عربية وأجانب ضمن الاحتفال بذكرى استرجاع السيادة الوطنية والشباب الـ 62، كما سيتاح لمحبي الفن الرابع مشاهدة العرض على قناة “الذاكرة” للتلفزيون الجزائري، مساء هذا الاثنين.

هذا العمل الإبداعي الضخم كان قد تم عرضه بالمسرح الوطني الجزائري “محيي الدين بشطارزي”، يومي الأربعاء والخميس الماضيين أمام جمهور كبير، هو إنتاج جديد لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق.

المسرحية التي دامت حوالي 80 دقيقة، مبنية على ثلاثة نصوص درامية للكاتب الراحل ولد عبد الرحمان كاكي، ويتعلق الأمر بـ “132 سنة”، “شعب الظلمة” و”إفريقيا”، استهلت بمدخل كوريغرافي جميل، يختصره الراوي محمد تاكيرات بأداء متميز، انطلاقا من تمجيد تاريخ إفريقيا والحضارات التي تزخر بها، على غرار الحضارتين الفرعونية والنوميدية. ورغم الأداء الجيد للممثل محمد تاكيرات على الخشبة، إلا أنه كمخرج لم يقدم رؤية إخراجية واضحة، قد يعود السبب إلى عملية الربط بين ثلاثة نصوص مختلفة لكاكي، وعدم القدرة على نسج بنية درامية، وكان العرض المسرحي بمثابة لوحات متتابعة، يغلب عليها الخطاب المباشر، إلى جانب تمثيليات داعمة لها.

وعكس ما أخبرنا به المخرج يوم الندوة الصحفية، في أن يكون العرض مختلفا عن الأعمال السابقة، التي تتحدث عن تاريخ الجزائر في شقه النضالي وبعده التحرري، العديد من اللوحات التي شوهدت، سبق وأن رأيناها، كالتي قدمها مسرح وهران الجهوي، العام الماضي، ضمن الاحتفالات بستينية الاستقلال، لما أعاد نص “132 سنة” لولد عبد الرحمان كاكي، وكذلك مسرحية “إفريقيا 54” للكاتب نفسه، التي قدمتها جمعية مسرح الموجة، العام الفارط أيضا. وأمام هذه الحالة، يُطرح أكثر من سؤال حول إلحاح المسرحيين الحاليين على نصوص كاكي، ولماذا كل هذا الاهتمام بكتابات مرت عليها عقود من الزمن؟ حتى وإن كان كاكي بالأهمية الفنية والإبداعية في التاريخ الجزائري، لمَ لا يفكر المسرحيون في الاقتباس منه مثلا؟.

في هذا الشأن، لم يكن للدعامة البصرية، المتمثلة في شاشة عملاقة، داعيا لأن تصور المشاهد والوقائع نفسها المجسدة على الخشبة.

واتكأ العمل على راويين آخرين، شاب صاحب حماس وذو نزعة تحررية، وشيخ صاحب بُعد نظر وحكمة، وهي صورة جميلة قدمها العرض، تعكس فكرة أن الحياة لابد لها من مرجعية اجتماعية أساسها التجربة والخبرة.

وكان النص الدرامي المعتمد للمسرحية، يركز بشكل أساسي على جمل معينة، ما خلق حالة من التكرار الممل، وكذلك جمل من المعنى نفسه، معظمها جاء على شكل شعارات رنانة، والتي مفادها أن الشعب بكل فئاته مقاوم، وينشد الحرية، في تمثيليات سبق وأن شاهدناها، يقوم المحتل بقتل الجزائريين المناضلين، وبذلك غلبت تلك المشاهد على الفعل الدرامي الحقيقي، ولا يمكن أن ننكر أن بعض اللوحات الكوريغرافية كانت بديعة، بدلالات عميقة، وبجماليات متنوعة.

ب\ص