واصل المخرج أحمد رزاق عرض مسرحيته الجديدة “خاطيني” بمسارح البلد وسط تفاعل الجمهور مع عمله الذي يجسد عبر الكوميديا الساخرة، الحراك الشعبي الذي أطاح بالرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة قبل أشهر.
وتدور أحداث المسرحية الكوميدية “خاطيني” حول شاب يدعى “خاطيني” (وهي كلمة باللهجة المحلية تعني لست أنا)، يعيش في بلد ما يحكمه شيوخ وكل شبابه هاجروا، ليجد نفسه وحيدا بها.
ويقرّر خاطيني الهجرة، لكن يعارضه بشدة مسؤولون كبار في السن بحجة أنّ شرف الوطن مرهون ببقائه. فيقرّر ثانية الهجرة بأي طريقة، لكنه يصطدم أيضا برأي صديقته إيمان التي أقنعته بالبقاء والنضال ضد مسؤولين طاعنين في السن بالخروج في مسيرة شعارها “انتهى زمن الهجرة”.
وتقدّم المسرحية في 80 دقيقة إسقاطا للوضع الذي تعيشه بلدنا منذ 22 فيفري 2019، حيث تستعيد صور المظاهرات والحراك الشعبي على خشبة المسرح.
العمل الذي تفاعل معه الجمهور في مختلف عروضه رسم في قالب كوميدي ساخر أحداثا أبطالها رئيس مسن وجنرال نافذ، وصحافية موالية للنظام وشيوخ طاعنون في السن وشاب ضائع بين الهجرة أو البقاء.
وشارك في أداء المسرحية الممثلون: بوحجر بوتشيش، سميرة صحراوي، بن دبّابة فؤاد، حورية بهلول، ربيع وجاوت، عيسى شوّاط، قريشي صبرينة، بشير بوجمعة، شهرزاد خليفة، نسرين بلحاج، دراوي فتحي، بصغير عبد الله، قطّاري محمّد وبن أحمد حمزة.
وتركّز المسرحية على دور المرأة في البيت كأم، وفي السلطة كزوجة رئيس، وفي الحمام كعامة الناس. مع إبراز الفوارق الاجتماعية والمعرفية وتقاسم التراكمات المزرية للمجتمع، وهو الأمر ذاته بالنسبة للرجال سواء في المقهى والشارع أو كموظفين لدى الدولة.
ويجد الشاب خاطيني، نفسه بين سندان الواقع المرير، ومطرقة الرّفض لفكرة هجرته، وبعد أن انجرف لعاطفته المتمثلة في حبّه لصديقته إيمان، فاختار التظاهر في وجه النظام السياسي القائم في بلده، بهدف تغيير الأوضاع نحو مستقبل أفضل. تتمكن السلطات من إلقاء القبض عليه ما يولّد حالة من الحسرة والأسى لدى أمه وأبيه وصديقته.
وتقرّر الأم الخروج إلى الشارع من أجل ابنها، لتنتهي المسرحية بصرخة إيمان، قائلة “خلاص”، فيسقط أفراد النظام في صورة الممثلين بعد أن انقلبوا على بعضهم.
ب/ص