مسرحية “بين الجنة والجنون”… مأساة تنديد بانحرافات السلطة

elmaouid

في إطار فعاليات الطبعة 13 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف التي انطلقت في 22 من الشهر الجاري، تم عرض مسرحية “بين الجنة والجنون” التي تعتبر مأساة تنديد بانحرافات السلطة.

وقد تابع الجمهور الذي غصت به قاعة المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، طيلة 70 دقيقة، الأحداث المؤثرة لهذا العمل للمسرح الجهوي للعلمة (سطيف) المشارك في المنافسة، والذي أخرجه لطفي بن سبع انطلاقا من نص الكاتب علاوة كوسة.

وتدور أحداث المسرحية في مملكة كان يعيش فيها كل مواطن يوميات عادية، غير أن المستشار الأول للملك كان يمضي وقته في تدبير الحيل للوصول يوما إلى هدفه المتمثل في اعتلاء سدة الحكم بالزواج من الأميرة التي تقمصت دورها الممثلة وسام شهرزاد كملة.

ويبدأ تجسيد الخطط الشيطانية المحاكة من طرف المستشار الذي تقمص شخصيته الممثل سليم بوودن، من خلال وضع السم للملكة التي أصبحت تعيقه كثيرا، من طرف أحد حارسي الملك، اللذان أديا دورهما كلا من عاطف كرميش وعاشور بوراس.

وبفضل عزمه على الدفاع على نمط حياة قائم على العدالة الاجتماعية والقيم الإنسانية، يتمكن حكيم المملكة، الذي أدى دوره محمد حربي، من منع المستشار من الاستيلاء على الحكم وبسط استبداده.

وقد تألق العرض الذي لعب أدواره أيضا كل من الممثلين سفيان فاطمي، وعبد السلام مخلوفي، والطاهر شرفة، وسليم عميروش بالخيارات التصميمية المجدية سواء من حيث الإخراج أو السينوغرافيا.

كما شكل الديكور المتغير اللوحات الذي صممه مراد بوشحير والتأليف الموسيقي الذي نجح في تصوير أجواء الخيانة والانتفاضة إضافة بالنسبة للعرض.

كما شدت انتباه الجمهور الذي تفاعل مع العرض وأعجب بجماليات لوحاته الازدواجية التي ينطوي عليها العنوان من خلال “الجنون” الذي يعكسه السعي الحثيث وراء السلطة و”الجنة” كرمز للبحث عن الحقيقة المطلقة والعدالة الاجتماعية.

للإشارة، فإن فعاليات الطبعة 13 للمهرجان الوطني للمسرح المحترف تتواصل إلى غاية 31 من الشهر الجاري بـ 18 عرضا (بعد إعادة برمجة مسرحية -المينا-) مدرجا في برنامج المنافسة بقاعة المسرح الوطني، و8 مسرحيات خارج المنافسة بالمسرح البلدي للجزائر الوسطى، كما تتخلل برنامج المنافسة للمهرجان محاضرات وورشات وعروض شارع.

ب-ص