مسجد أبو بكر الصديق بدائرة واد الفضة بالشلف… شباب يضحون براحتهم لخدمة المصلين       

elmaouid

يعد الفريق المتطوع الذي يسهر على راحة مرتادي مسجد أبو بكر الصديق بدائرة واد الفضة بالشلف مثالا حيا عن درجة الوعي الاجتماعي والديني، وحب العمل التطوعي لدى مجموعة من الشباب التي آثرت خدمة بيت

الله والسهر على راحة المصلين.

وجاءت فكرة تكوين هذا الفريق منذ 3 سنوات بمبادرة من أبناء الحي للوقوف على احتياجات المصلين، حيث لقيت ترحابا من طرف لجنة المسجد – الذي لم تكتمل به أشغال الانجاز بعد – وهذا بغية ضمان بعض الخدمات التي تريح المصلين على غرار تنظيف الأفرشة وتقديم المياه والتمور، بالإضافة إلى السهر على تأمين محيط المسجد.

ويقول عبد الحليم زمري – أحد المتطوعين – إن هذه المبادرة أصبحت أكثر تنظيما هذه السنة من خلال اقتناء لباس موحد وتقسيم المجموعة (15 متطوعا) إلى ثلاث فرق، حيث تتكفل الأولى بمهمة توفير التمور والمياه وتوزيعها، فيما تقوم الفرقة الثانية بتجهيز الأرضية وفرشها لتنتشر الفرقة الأخرى بمحيط المسجد وتهتم بتنظيم المصلين داخله وخارجه.

فيما يرى زميله “كريم” أن ممارسة بعض العادات السلبية ببيوت الله وتوفر شروط العمل التطوعي دفعهم نحو التفكير في العمل كفريق يسهر على راحة المصلين خصوصا في الشهر الفضيل، أين يزيد إقبال الكبار والصغار على المساجد بمناسبة صلاة القيام.

ولوحظ في عين المكان تجوال أعوان الفريق المتطوع واطلاعهم على كل صغيرة وكبيرة من شأنها التنغيص على راحة المصلين، بالإضافة إلى التكفل ببعض كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم في أداء صلاة القيام.

 

دعوة لتعميم المبادرة على باقي مساجد الولاية

وأصبح مسجد أبو بكر الصديق بحي عبد القادر بلحمري بوادي الفضة قبلة عديد المصلين من أبناء المنطقة نظرا للأجواء التنظيمية المحكمة التي رسخها هؤلاء الشباب بفضل عملهم التطوعي قبل وأثناء وبعد إقامة الصلوات الخمس وصلاة التراويح، حيث أعرب بعض المصلين عن أملهم في تعميم هذه المبادرة بمساجد الولاية.

ويقول عبد الرحمان أحد المصلين إن العمل الذي يقوم به الشباب المتطوع شبيه بالخدمات المقدمة بالحرمين الشريفين، داعيا إلى الاستلهام من تجربة هؤلاء الشباب وتعميمها على باقي مساجد مدينة واد الفضة كمرحلة أولى ثم مساجد الولاية كمرحلة ثانية.

فيما يثمن “محمد” تكفل هذا الفريق بالتنظيم العام على غرار تفادي تشويش الأطفال للصلاة وتوفير مياه الشرب بمجرد طلبها من الأعوان المتطوعين الذين يتميزون بلباسهم الموحد وبخدماتهم السريعة والمتفانية، كما قال.

من جهته، اعتبر أستاذ علم الاجتماع والدراسات الدينية بجامعة حسيبة بن بوعلي ميلود بوعزدية أن هذه الظاهرة التي تستحق التثمين والتعميم تجسد الصحوة الشبابية فيما يتعلق بالعمل التطوعي وتوجهاتهم الإجتماعية الدينية، مشيرا إلى ضرورة تأطير ومتابعة هذه الظاهرة حتى لا تكون “صحوة اجتماعية دينية عابرة”.