الجزائر- أفاد مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، خالد يونسي، أن عدم تعيين مفتي رسمي للجزائر يعود ” للرؤية البعيدة لمحمد عيسى الذي يرى أن الأفضل للجزائر إنشاء مجلس فتوى موسع للاستشارة، لا
يقتصر فقط على الفقهاء وإنما يضم الأطباء وعلماء النفس والاقتصاد والاجتماع ” معتبرا أن “الفقيه يبني الحكم الشرعي بناء على أراء المتخصصين” .
وأضاف خالد يونسي لدى نزوله ضيفا على منتدى ” الموعد اليومي” ، أن هذا النموذج المتعلق بالمجلس الأعلى للفتوى محل دراسة من قبل وزارة الشؤون الدينية، مؤكدا أنه سيكون له فروع في جميع الولايات يرأسها الإمام المفتي الذي يملك السلطة الرسمية للإفتاء، مقره في الجامع القطب الذي من المفترض أن يكون في كل الولايات وهي فروع من مسجد الجزائر الأعظم .
وبخصوص الأئمة الذين يفتون في مختلف القنوات الإعلامية الخاصة، أكد محدثنا أن وزير الشؤون الدينية يولي اهتماما بالغا للخطاب الديني في وسائل الإعلام ومختلف الوسائط الإلكترونية، غير أن الوزارة لا تملك أي سلطة على القنوات الإعلامية الخاصة التي تتعامل مع الأئمة مباشرة دون استشارة الوزارة.
وأضاف يونسي، أن الأئمة الذي يتعاملون مع القنوات الخاصة لا يلتزمون في بعض الأحيان بالمرجعية الدينية، مؤكدا أن الوزارة لا تتحمل مسؤولية ما يفتون به للمواطنين، داعيا إياهم إلى احترام المرجعية الدينية التي تحفظ وحدة الأمة الجزائرية.
المسجد الأعظم يخدم السياحة الدينية
وعن الجدل المثار حول المسجد الأعظم والتساؤلات المطروحة عن جدوى إنجازه في ظل الأزمة الاقتصادية التي تشهدها الجزائر، قال مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، إن عديد المواطنين لم يفهموا بعد دور وأهمية هذا المسجد الذي يخدم السياحة الدينية غير الموجودة في الجزائر .
وأضاف المتحدث، أن المسجد الأعظم يلخص جهود الجزائر في صناعة الحضارة الإسلامية من خلال النصوص التي ستنقش على جدرانه الممثلة في القرآن الكريم وأثار العلماء الجزائريين من شعر ونثر ، مضيفا أن الجامع الاعظم يتوفر على 6 مرافق، من بينها قاعة للصلاة، دار للقرآن، مكتبة، مركز ثقافي، متحف إسلامي وطني، مدرسة عليا لتكوين الائمة.
فتوى علي عية تمثل رأيه الشخصي … وعيسى يتبع رأي الجماعة
وبخصوص فتوى شيخ الزاوية العلمية لتحفيظ القرآن علي عية الذي اعتبر أن الاتفاقية الممضاة بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف مع بنك “البركة” هي ربوية، أكد ضيف “الموعد اليومي” أن ذلك رأيه الشخصي ولا يمثله إلاّ هو وحده”.
وأضاف قائلا:” الجزائر فيها الكثير من الفقهاء والمجتهدين، وأحكام الشريعة معروفة، ومحمد عيسى متحصل على درجة الأستاذية ما بعد دكتوراه في مقاصد الشريعة الإسلامية، يعني ليس في أصول الفقه فقط بل في أصول الفقه ومقاصد الشريعة الاسلامية وبالتالي، محمد عيسى محاط بإطارات فقهية، وهو يمشي مع رأي الجماعة ” .
مسابقة بين المساجد والفائز يتحصل على 100 مليون
كشف خالد يونسي، أن وزارة الشؤون الدينية ستنظم مسابقة لأجمل مسجد في الجزائر، لإيجاد جو من التنافس في إعداد المؤسسات الدينية، مضيفا أن المقصود من أجمل مسجد ليس في الجانب المعماري أو الهندسي وإنما الأكثر لياقة في استقبال المصلين، موضحا أن معايير المسابقة تتضمن التركيز على النظافة، التزيين، التجهيز، وتشمل قاعة الصلاة ودورة المياه ومحيط المسجد.
وتتم المسابقة عبر مرحلتين، الأولى تصفوية ولائية، والمرحلة النهائية وطنية، وفي كل ولاية تشكل لجنة تحكيم، في حين أن الفائز يتحصل على 100 مليون .
قال إن الأمور متروكة لتقديراتهم ومدى وعيهم
محمد عيسى لم يصدر أي تعليمة تأمر الأئمة بعدم الإطالة في التراويح
أكد خالد يونسي مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن الوزير محمد عيسى لم يصدر أي تعليمة رسمية لأئمة المساجد تأمرهم بعدم الاطالة في صلاة التروايح خلال شهر رمضان الكريم هذه السنة، وبالتالي الامور متروكة لتقدير الأئمة الذين هم على وعي ودراية كافية بالمسألة.
قال خالد يونسي لدى نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي بأن السنّة قائمة والأمور متوفرة في المرجعية الدينية والتي تؤكد عدم إطالة الإمام في الصلاة في إشارة ضمنية لما تؤكده السنة النبوية في حق الامام، مصداقا لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أمَّ أحدكم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف والمريض فإذا صلى وحده فليصل كيف شاء” رواه البخاري ومسلم وأصحاب السنن وغيرهم”.
وأوضح المتحدث بأن هناك بعض المداشر والقرى في الجزائر العميقة مرتبطة بالمسجد ولا تستطيع أن تذهب إلى أي مكان يوميا وبالتالي مسألة الإطالة من عدمها غير مطروحة إطلاقا ولا مشكلة في حين أن خصوصية المدينة وضغوطاتها اليومية فيها مساجد تطرح فيها إشكالية إطالة الإمام كما أن هناك مساجد نظرا لحسن تلاوة الإمام فيها تجد المصلين لا يطرحون المشكلة بتاتا إلى غير ذلك من الأمثلة ولهذا -يضيف – فالإطالة من عدمها متروكة لتقديرات الأئمة.
كما أوضح المتحدث بأن ترتيل القرآن لا يجب أن يكون ترتيل ما تيسر بل يجب أن يرتل بشكل لائق وبتلاوة خفيفة وسريعة، ويصلى فيها بحزبين في كل ليلة عن طريق رواية ورش عن نافع هذه الأخيرة سواء في صلاة التراويح أو صلاة التهجد أو في الصلوات المكتوبة، مشيرا إلى القراءة المذكورة هي بمثابة التزام بالمرجعية الدينية واحتراما لعلمائنا الأجلاء الذين عرفوا معنى جسور التواصل.
دول العالم تستلهم نموذج الجزائر في الاعتدال والوسطية
قال خالد يونسي مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف ضيف منتدى الموعد اليومي بأن العالم يشهد للجزائر بالوسطية والاعتدال في الإسلام حتى أن ممثلي دول عظمى تصنع القرار كثيرا ما ناقشوا وزير الشؤون الدينية والأوقاف في عديد المناسبات، النموذج الجزائري.
أكد مستشار الوزير محمد عيسى أن الجزائر بشهادة الدول استطاعت أن تحافظ على صورة الاسلام الحقيقي الذي يرتكز على الاعتدال والوسطية بالرغم من التحديات الاقليمة والدولية الراهنة وكذا الصعوبات التي تواجهها الدول.
وأوضح المتحدث بأن الجزائر أصبحت اليوم تعتز بدبلوماسيتها الدينية التي أصبح يسوقها أئمتها في الخارج سواء المنتدبين أو الذين يذهبون لصلاة التروايح إلى درجة أن الوزير تلقى في الكثير من المرات رسائل شكر من دول أوربية بسبب سلوكات وأداءات الائمة الذين أحسنوا تأدية الرسالة.
كما أوضح في هذا الشأن بأن كثيرا من الدول الان تطلب من الجزائر تكوين أئمتها كي يستلهموا من النموذج الجزائري والمرجعية الدينية السمحاء.
تحت إشراف مجلس سبل الخيرات
مطاعم الرحمة وعابر السبيل بالمساجد عبر التراب الوطني
أفاد مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف خالد يونسي عند نزوله ضيفا بميومية الموعد، أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف وبتعليمات وتوجيهات من السيد الوزير الدكتور محمد عيسى ركزت كثيرا هذه السنة على الجانب الاجتماعي بطريقة جديدة مميزة عن باقي السنوات الماضية تتمثل في تفعيل مجلس سبل الخيرات.
ويؤكد المتحدث موضحا أن مؤسسة المسجد متواجدة بـ48 ولاية عبر التراب الوطني وبها أربعة مكاتب خاصة بالبناء والتجهيز ، المجلس العلمي، مجلس اقرأ والتعليم المسجدي، ومجلس سبل الخيرات، هذا الأخير – يضيف المصدر ذاته – مكون من المحسنين بالولاية ومن رجال الخير، مشيرا في الوقت ذاته أنه ولأول مرة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ستفتح رسميا مطاعم الرحمة في مؤسساتها الدينية خلال طيلة الشهر الفضيل بالمساجد في المدارس القرآنية وفي معاهد تكوين الإطارات الدينية.
وأضاف المسؤول نفسه أن الإمام الذي لا يملك فضاء ليحوله إلى مطاعم فيمكن له أن يستعير مطعما أو قاعة ولكن بعنوان المسجد وتحت إشراف سبل الخيرات.
وصرح مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف خالد يونسي أن هذه العملية تقودها الوزارة بالتنسيق مع الجمعيات من المجتمع المداني الفاعلة ومع المحسنين ومع كل الراغبين في فعل الخير.
وفي السياق ذاته أعلن المستشار خالد يونسي في حديثه ليومية الموعد أن نشاط الوزارة لن يقتصر فقط على مطاعم الرحمة وإنما حتى إطعام عابر السبيل وذلك لتفادي حوادث المرور بسبب السرعة المفرطة والجنونية للوصول بأقرب الوقت إلى المنزل للإفطار.
قفة رمضان والقوافل التضامنية الاجتماعية من أولويات وزارة الشؤون الدينية
ألح مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف خالد يونسي على ضرورة البحث عن الفقير في ما يخص توزيع قفة رمضان. وهذه السنة أعطى وزير الشؤون الدينية والأوقاف توجيهات لتنظيم توزيع قفة الفقير أو قفة اليتيم أو قفة رمضان، تعددت الأسماء -يقول خالد يونسي- ولكن المسمى واحد، وأشار المصدر ذاته أن القانع هو الفقير المتعفف الذي يستحي والمعتر هو الفقير الذي لديه الجرأة ويعترض طريق الناس ليتحصل على نقود أو ما يغطي حجاته، أما المتعفف يجب البحث عنه والقرآن يحملنا مسؤولية البحث عن الفقير المتعفف، وعلينا -يقول خالد يونسي- أن نمأسس عملنا وأن نستثمر تجربة الإمام في صندوق الزكاة وفي زكاة الفطر، كما يفترض على كل إمام أن يكون لديه قائمة العائلات الفقيرة في الحي.
وكشف مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف خالد يونسي أن الوزارة كل سنة تبادر لإحياء وتمجيد عيد الأرامل في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم وذلك بتوزيع قفة ثانية وهي قفة الأرامل والأيتام الخاصة بحلويات العيد ومستلزماتها، إلى جانب هذا يشير مستشار الوزير إلى عمل خيري أخر تقوم به الوزارة في كل سنة وهو ختان الأيتام وذلك بالتنسيق مع مديريات الصحة وفق القانون برعاية صحية من المتخصصين في أطر قانونية تؤطر من المسجد وتتم في المستشفيات والعيادات، مضيفا أنه إلى جانب كل هذا يوجد أيضا ما يسمى بالقوافل التضامنية هذه السنة وكانت لنا تجربة رائعة في العام الماضي، يقول خالد يونسي، تمثلت في انتقالنا إلى دور العجزة وللمستشفيات وإلى مراكز الطفولة المسعفة وحتى إلى الحواجز المرورية الثابتة وقمنا بحملة حول السلامة المرورية وكل هذا يضيف ضيف الموعد اليومي كان بالتنسيق مع المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة للحماية المدنية والكشافة الإسلامية الجزائرية، مفسرا بأن هذه الأنشطة الرائعة كانت من تأطير الأئمة بحضورهم هذه المناسبات والمحطات باللباس الرسمي التقليدي وتم خلال هذه الأنشطة توزيع أطنان من الهدايا جاءت من المحسنين في المساجد، وخلال هذه السنة ستكون هناك إضافات مميزة ولقاءات تفاعلية من خلال القوافل التضامنية الاجتماعية التي تقودنا إلى محطات عدة ومختلفة لفعل الخير .
كل الترتيبات تبشر بإنجاح حج سنة 2017
كشف مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف خالد يونسي أن حج 2016 كان من أنجح المواسم كون أنه تم التحكم فيه بنسبة عالية جدا، وهذه السنة -يضيف المسؤول نفسه- سيحضر وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور محمد عيسى شخصيا في البقاع المقدسة ليقف على إدارة شؤون الحجاج. وأشار خالد يونسي أن التحضيرات تسير على ما يرام والبعثة الأولى ستكون في الرابع أوت القادم وسوف يتم توديع الحجاج في المطار كالعام الماضي مع الكشافة الإسلامية الجزائرية. وأضاف أيضا في الوقت ذاته أن كل المستلزمات متوفرة، والإسكان الالكتروني موجود هذا كل ما قام به ديوان الحج والعمرة، ويبقى دور وزارة الشؤون الدينية أنها ستوفر العدد الكافي من الأئمة والمرشدات الدينيات والمرشدين الذين لديهم عدة مهام كمرافقة الحاج في المناسك وشرح هذه المناسك وكشف أسرارها لربط الحاج روحيا بمعانيها، تبيان الأحكام الشرعية وفق المذهب المالكي والمرجعية الدينية الوطنية. وأعرب خالد يونسي عن ارتياحه لهذه السنة كون أن كل الترتيبات تبشر بإنجاح عملية الحج لسنة 2017 .