“كونسيارج” في كل عمارة لصيانتها والاعتناء بواجهتها الخارجية
عملية ترميم العمارات التي فاقت قيمتها المالية 5500 مليار سنتيم لا بد أن ترافقها عملية أخرى لـ”ترميم العقليات”
الجزائر- تحدث المستشار لدى اللجنة المكلفة بإعادة تهيئة وتزيين العاصمة، محمد معشوق، عن عمليات الترميم التي تشهدها العمارات في مختلف بلديات العاصمة، حيث عاد إلى بداياتها التي انطلقت أواخر سنة 2014، محصيا عدد البنايات المكتملة منها وتلك المتواجدة في طور الانجاز، كما شدد على ضرورة محافظة الساكنة على ما تم إنجازه من خلال التحلي بثقافة مواطنة تحافظ على الأملاك العمومية.
وأوضح معشوق، خلال نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي، أن عدد العمارات الجاري ترميمها بالعاصمة منذ سنة 2014 إلى يومنا هذا، والتي تدخل ضمن المخطط الاستراتيجي لإعادة تهيئة وعصرنة ولاية الجزائر، قد بلغ 6951 عمارة متواجدة عبر 57 بلدية، أي ما يعادل 104123 وحدة سكنية، مشيرا إلى أن عدد العمارات التي تم الانتهاء من ترميمها بلغ 3374 عمارة، أي ما يقابلها 51400 مسكن، مضيفا أن هذه الترميمات تم تجهيز لها ميزانية مالية ضخمة تقدر بـ 5500 مليار سنتيم.
وأضاف المسؤول ذاته أنه تمت إزالة 82691 مقعر هوائي واستبدالها بـ 5496 مقعر جماعي على مستوى العمارات، كما تم تغيير أمكنة 5089 مكيف هوائي بطريقة مدروسة حتى لا تشوه واجهة البنايات، بالإضافة إلى عملية تصليح مصاعد جميع بنايات الولاية.
وقال معشوق في هذا الصدد “عمليات الترميم التي بدأت منذ أواخر سنة 2014 لا تزال مستمرة إلى غاية اليوم، حيث مست عمارات قديمة تعود إلى الحقبة الاستعمارية والتي تحتاج إلى عمليات ترميم مدروسة، بالإضافة إلى عمارات تعود إلى فترة ما بعد الاستقلال التي تحتاج في غالبيتها إلى ترميمات خفيفة وتحسين واجهاتها عن طريق نزع الهوائيات المقعرة الفردية ومكيفات التبريد المركبة على مستوى الشرفات والتي كانت تشوه المنظر العام للعاصمة، فضلا عن عمليات تصليح المصاعد خاصة للبنايات التي تزيد على 6 طوابق”.
وأشار المستشار لدى اللجنة المكلفة بإعادة تهيئة وتزيين العاصمة، أنه، إضافة إلى ترميم العمارات القديمة، يتم العمل على ترميم الواجهات الخارجية لبعض مؤسسات الدولة خاصة تلك المتواجدة على المحاور الرئيسية، وقال في هذا الخصوص “تأخذ الولاية على عاتقها ترميم الواجهات الخارجية للمساجد والمدارس، أما المؤسسات الأخرى مثل الوزارات والبنوك يتم دراستها حالة بحالة، لأن ملكية بعضها لا تعود للدولة وإنما لخواص، ولهذا تم مراسلة أصحابها بأمر من الوزير الأول للمشاركة في ترميمها”.
“الكونسيارج” يعود إلى العمارات تحت اسم جديد
وبغية المحافظة على ما تم إنجازه، أشار محمد معشوق إلى أنه سيتم إحياء ما كان يعرف بـ “الكونسيارج” سابقا تحت اسم جديد “أمين مسير للعمارة”، حيث يمكن تعيينه في كل عمارة أو في كل حي في حالة ما إذا كانت عمارات هذا الأخير متجانسة وقريبة فيما بينها.
وأوضح ضيف الموعد اليومي أنه بعد عملية تعيينه من خلال جمعية عامة للحي، سيتمثل دور “الأمين المسير للعمارة” في وقوفه على نظافة الحي وصيانة العمارة خاصة الأسطح منها والسلالم والمصاعد، فضلا عن اعتنائه بالواجهة الخارجية للعمارة، ومن أجل تسديد مصاريفه واحتياجات العمارة من مصابيح ومواد التنظيف، أشار المتحدث إلى أنه سيتم السماح بالقيام بمساهمات مالية من طرف سكان العمارة لتسديدها.
عملية ترميم العمارات لا بد أن ترافقها عملية أخرى لـ”ترميم العقليات”
ودعا معشوق المواطنين إلى المساهمة في المحافظة على كل ما تم ترميمه من خلال تحليهم بثقافة مواطنة تحافظ على الأملاك العمومية، مؤكدا أن أي عملية لا يكون المواطن شريكا أساسيا فيها يكون مصيرها الفشل، وقال في الصدد ذاته: “عمليات ترميم العمارات قد لا تصمد في حالة لم يرافقها ترميم للذهنيات والعقليات، ولهذا يجب على المواطن أن يتخلى نهائيا عن فكرة ملك الدولة وعليه أن يحافظ على ما تم إنجازه بما أنه سيكون هو المستفيد الأول منه”.
ورغم أنه أقر أنه لا يمكن للدولة أن تراقب جميع العمارات والبنايات، إلا أنه أكد بالمقابل أنها لن تبقى مكتوفة الأيدي، فبالإضافة إلى العمليات التحسيسية التي ستقوم بها وسط المواطنين فإنها سنت بعض القرارات التي سيتم تطبيقها قريبا والتي تدخل ضمن إطار المحافظة على جمالية مظهر العاصمة.
ومن بين القرارات التي أمر بها والي ولاية العاصمة عبد القادر زوخ، ذكر معشوق منع نصب الهوائيات المقعرة ومكيفات التبريد على واجهة العمارات، بالإضافة إلى حظر نشر الغسيل نهارا على الواجهات والشرفات، مؤكدا أن المخالفين لهذه التعليمات قد تصل العقوبات ضدهم إلى حد المتابعات القضائية وتسديد غرامات مالية.
مصطفى عمران
ضرورة إنجاز مدينة جديدة للتخفيف على العاصمة
استبعد مستشار الوالي عبد القادر زوخ والمكلف بالترميم وتزيين العاصمة، معشوق محمد، خضوع البنايات أثناء ترميمها لخارطة الزلازل، باعتبار الكثير منها شهدت عدة زلازل، فهناك بنايات تأثرت رغم ضعف شدتها بخلاف أخرى التي صمدت رغم قوتها، مشيرا أن الضغط الديمغرافي الذي تشهده العاصمة لن يتغير مما يتحتم على السلطات التفكير في إنجاز مدينة جديدة بمختلف المرافق العمومية.
أوضح المكلف بالترميم وتزيين العاصمة، خلال منتدى، “الموعد اليومي”، أن عملية الترميم التي شرعت فيها ولاية العاصمة في عديد البنايات القديمة وكذا المعالم التاريخية، تختلف. فمثلا جامع كتشاوة مصنف مع وزارة الثقافة ويخضع لعملية الترميم مرتين في السنة نظرا لاستقباله عددا من الضيوف في المناسبات الدينية، كما رصدت له ميزانية خاصة نظرا للأهمية التي يمثلها.
وأضاف، معشوق محمد، أن الخارطة الديمغرافية في العاصمة لن تتغير رغم المجهودات التي تقوم بها السلطات لتخفيف الضغط على العاصمة، وللتحكم في الوضع يجب بناء مرافق عمومية إضافية تتماشى مع الكثافة السكانية، إضافة إلى ضرورة إنجاز مدينة جديدة بمختلف المعايير العصرية، مضيفا أن العاصمة تعاني من الاكتظاظ والكثافة السكانية مقارنة بما كانت عليه سابقا، حيث أصبحت تستقطب كل الشرائح، وازدادت الوضعية تأزما خلال السنوات الأخيرة مما يتحتم وضع دراسة شاملة للتخفيف من المشكل.
واتهم ضيف المنتدى، المواطن بعرقلته عملية الترميم نظرا لعدم احترامه القواعد المعمول بها، مشبها عملية الترميم بالجرّاح الذي يجري عملية جراحية ناجحة، وفي حالة عدم متابعة المريض فإن ذلك يؤدي إلى وفاته رغم نجاح العملية في البداية، وهذا ما يحدث أثناء الترميم، مشيرا أن الترميم قديما كان سهلا عكس ما هو موجود خلال الفترة الحالية، حيث يتطلب عملية معمقة كون معظم البنايات القديمة مهددة بالسقوط بين لحظة وأخرى.
كما أشار مستشار الوالي، أن عملية الترميم التي شرعت فيها مصالح ولاية العاصمة، بالاعتماد على مختصين وخبراء أجانب، لا تخضع لخارطة زلازل، ففي كثير من الأحيان هناك بنايات بمجرد تعرضها لزلزال بدرجة خفيفة تتعرض للهدم، وبالمقابل هناك بنايات تقاوم رغم ارتفاع درجة الزلزال، وبالتالي من المستحيل وضع هذه الخارطة، موضحا أن الأغلبية الساحقة من البنايات القديمة شهدت زلازل، وهناك منها ما صمد وقاوم ومنها ما تأثر.
أما عن رؤيته للجزائر خلال الأعوام المقبلة، من خلال المدن الجديدة التي شيدت وكذا عملية الترميم للبنايات القديمة التي شرعت فيها، فأكد أن الوضعية لن تتغير ما دامت عقلية المواطن باقية على حالها.
نادية حدار
من أولويات الولاية الاهتمام بالعاصمة لتصبح كباقي عواصم العالم في غضون 2029
أوضح مستشار والي ولاية الجزائر المكلف بترميم السكنات وتزيين العاصمة، السيد معشوق محمد، عند نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي، أن من أولويات الولاية هي الاهتمام بالعاصمة لتصبح كباقي عواصم العالم في غضون 2029 و هذا بعد تسطير مخطط توجيهي ومنه مخطط استراتيجي بغرض إعطاء وجهة عصرية للعاصمة الجزائرية.
وكشف محمد معشوق أن الكثير من المواطنين المعنيين بترميم عماراتهم يشتكون من مدة عملية الترميمات التي تستغرق وقتا طويلا بسبب أن كل عمارة بحسب حالتها الصحية ونسبة التدهور بها، مفسرا أن الولاية لما تقوم بتخصيص مقاول عن طريق مناقصة وطنية ودولية يقوم هذا الأخير بدراسة العمارة التي هي قيد الترميم ويقوم بالتقييم ثم يرسله إلى مكتب الدراسات، وهذا التقييم يكون بحسب ما يراه المقاول بالعين المجردة، ولكن في الميدان يتعرض المقاول إلى مشاكل أخرى ويجد نفسه أمام ترميمات وتصليحات لم تكن في الحسبان.
وأفاد مستشار والي ولاية الجزائر أن ترميم العمارة والسكان داخلها هذا تحد كبير ولا نجده إلا في الجزائر .
عملية الترميم متواصلة وعلى المواطن أن يحافظ على الموروث العقاري
شدد مستشار والي ولاية الجزائر المكلف بترميم وتزيين العاصمة، السيد محمد معشوق، على ضرورة أن يتحلى المواطن بثقافة التحضر والتمدن وأن يحافظ على الأجزاء المشتركة بالعمارة التي يقطن بها وأن يشارك في صيانة العمارة بعد ترميمها من قبل الدولة، لأن هذه فرصة العمر ولا تعوض مستقبلا، كما كشف في السياق ذاته أن الولاية ستتابع ما بعد الترميم بقدر المستطاع حالة العمارات ومراقبة المواطن ومنعه من استغلال السطوح والأقبية وليكون بكل عمارة مشرف على تسيير الأجزاء المشتركة وصيانة العمارة.
كما دعا المتحدث ذاته المواطنين إلى التبليغ عن من يقوم بأعمال تساهم في تدهور وتخريب العمارة، كما أكد مستشار والي ولاية الجزائر المكلف بترميم وتزيين العاصمة السيد محمد معشوق على مواصلة عملية الترميم بإشراك جل البلديات والخواص أصحاب العمارات للمساهمة المالية في إتمام العملية بهدف إعطاء وجه جديد للعاصمة لتصبح من أجمل عواصم العالم قبيل سنة 2035.
زهير حطاب