مستشارة والي العاصمة المكلفة بالاستثمار والمدن الذكية، فتيحة سليماني، لـ”الموعد اليومي”: هكذا ستصبح العاصمة بعد اقترانها بالذكاء..

elmaouid

الجزائر “الذكية” أعادت عددا من الأدمغة إلى الوطن

شباب المشاريع “الذكية” فرضوا أنفسهم على السلطات والمتعاملين الاقتصاديين

الجزائر- تحدثت مستشارة والي ولاية العاصمة المكلفة بالاستثمار والمؤسسات الناشئة ومشروع العاصمة مدينة ذكية، فتيحة سليماني، عن مشروع “الجزائر العاصمة مدينة ذكية في آفاق 2035″، حيث أوضحت أبرز النقاط فيه والغرض منه، كما تحدثت أيضا عن مدى الفروقات التي سيلحظها المواطن على مستوى الخدمات بين المدينة العادية والذكية.

وأوضحت سليماني، لدى نزولها ضيفة على “منتدى الموعد اليومي” أن الجزائر العاصمة وعلى رأسها الوالي عبد القادر زوخ انفردت بمشروع “الجزائر مدينة ذكية” والذي يمتد لعام 2035، والغرض منه تحسين إدارة العاصمة وتطوير نمط عيش مواطنيها، والوصول بهم إلى عيش حياة رفاهية، وذلك من خلال إشراك عدد كبير من الخبراء الجزائريين والأجانب، بالإضافة إلى طلبة جزائريين متمكنين من مختلف جامعات الوطن، فضلا عن أصحاب الشركات الناشئة.

وبغية وضع القارئ في الصورة وتبسيط مفهوم المدينة الذكية له، أوضحت فتيحة سليماني أن المدينة الذكية هي مدينة رقمية تقوم على معاملات شبكية رقمية ومبتكرة، من خلالها يمكن للمواطنين العيش في رفاهية وتنمية محلية في جميع المجالات من نقل وصحة وغيرها.

 

هذه هي الفوارق بين مدينة ذكية وأخرى عادية

 

وفي سؤال عن مدى الفوارق التي يمكن للمواطن أن يلمسها بين المدينة الحالية العادية والمدينة الذكية، أوضحت ضيفة الموعد اليومي أنه لدى هذه الأخيرة عدة إيجابيات تسمح بتوفير الراحة والرفاهية للمواطن، لعل أبرزها إمكانية مراقبة عدادات المياه والغاز والكهرباء إلكترونيا واستشعار أماكن تسرب المياه والتدخل لإصلاحها في الوقت المناسب.

كما أضافت المسؤولة عن مشروع العاصمة مدينة ذكية، أنه في هذه الأخيرة يمكن للمريض تجنب عناء التنقل إلى طبيبه أو عيادة حيه من أجل إجراء فحص روتيني، وذلك من خلال دخوله إلى الموقع الإلكتروني أو التطبيق المناسب الذي يتيح له فحصا كاملا عن بعد مع نصائح يتلقاها من طبيبه ووصفة دواء إلكترونية يتلقاها من صيدليته، مضيفة أن ذلك سيصبح حقيقة بعد ربط جميع المستشفيات والعيادات والصيدليات بأرضية رقمية تسمح للجميع بالتنسيق وتبادل المعلومات فيما بينهم.

وعن الازدحام المروري الذي يشكل الهاجس الأبرز للعاصميين حاليا، أكدت سليماني أن هذا المشكل سيصبح من الماضي في إطار مشروع العاصمة مدينة ذكية، حيث أوضحت أنه سيمكن التحكم عن بعد بالإشارات الضوئية وهو ما سيسمح بحركة مرورية منظمة غير عشوائية تجنب زحمة مرورية.

وقالت ضيفة المنتدى في هذا الأمر “سيسمح هذا النظام الإلكتروني بفك الخناق والتخفيف من الازدحام المروري في العاصمة، حيث سيشمل عددا كبيرا من أحياء ومفترقات الطرق في العاصمة، بغية تسهيل حركة السيارات والراجلين، وإعلام السائقين بوضعية الطرقات بشكل آني”

وفي  السياق ذاته وبغية القضاء على مشكل الازدحام المروري، أكدت سليماني أنه سيتم استخدام مستشعرات إلكترونية لمعرفة حظائر السيارات في العاصمة وإرشاد السائق إلى حظائر أخرى في حالة امتلائها.

 

وضعنا الثقة في كفاءات شبانية طموحة…وسنحصد النتائج قريبا

 

ورغم أن كل ما سبق ذكره، يعد في مخيلة الجزائريين من المستحيلات التي يمكن رؤيتها في الجزائر، أكدت سليماني أن تزويد الجزائر العاصمة بالذكاء الاصطناعي حلم قابل للتجسيد، وليس شعارا مناسباتيا، موضحة أن تجسيد ذلك واقعيا يحتاج لكفاءات بشرية وهو ما اعتبرته “ليس بالعنصر الذي تفتقده الجزائر”.

وأشارت سليماني أن الكفاءات الشبانية في الجزائر كثيرة جدا تحتاج فقط إلى المرافقة والاستماع لها ووضع الثقة فيها، مؤكدة أن هذه الكفاءات تعد مصدرا ثمينا أغلى من البترول.

واستدلت سليماني كلامها بمختلف التطبيقات الإلكترونية لشباب مبدعين تسمح للمواطن العيش برفاهية، والتي مع تعميمها وتطويرها أكثر سيصبح الذكاء الرقمي ميزة غالبة في العاصمة تحديدا، قائلة في هذا السياق: ” أنشأ كثير من المبدعين الشباب مؤسسات ناشئة وطوّروا تطبيقات مفيدة للمجتمع، ومنها تطبيقات سيارات الأجرة والمدارس على النت، والتسوق الرقمي، والمطاعم الرقمية…وهي أمور كنا نجهلها”.

مصطفى عمران

 

 

شباب المشاريع “الذكية” فرضوا أنفسهم على السلطات والمتعاملين الاقتصاديين

 

قالت مستشارة والي العاصمة المكلفة بالاستثمار والمدن الذكية، فتيحة سليماني،”إن المدينة الذكية مشروع مجتمع جديد، فرض علينا مواكبته وليس قرارا سياسيا أوإداريا، ونحن اليوم بصدد الاستجابة فقط لاحتياجات المرافقة من قبل هؤلاء المواطنين الذين أسسوا شركات ناشئة.

وأوضحت فتيحة سليماني أن هؤلاء الشباب المبتكرين والمبدعين في مجال التكنلوجيا الذكية كانوا يكافحون  ويتخبطون وحدهم معزولين ولم يتلفت إليهم أحد،  في وقت كانت بعض الشركات الاجنبية تتابعهم وتختار المتفوقين منهم لتوظيفهم في الخارج، وهناك من هو مضطر لبيع الحلول التي يقترحها فلا تبقى ملكا له وتلك تعد خسارة كبيرة للجزائر، ومنه ولد مشروع المدينة الذكية في هذه الظروف وعلى هذا المستوى، وتبنت ولاية الجزائر، في هذا الإطار، مرافقتهم ودعمهم”.

وأضافت المتحدثة قائلة: بدأنا بالالتقاء والحوارفي إطار غير رسمي مع هؤلاء المبدعين وتكلموا بكل صراحة أنهم فرضوا أنفسهم رغم أن الكل أدار ظهره لهم،  وأكثر من ذلك أبانوا أنهم لا يطلبون دعما ماديا أو أموالا كما يطلب غيرهم من الشباب أصحاب المشاريع التقليدية، وإنما يطلبون مرافقة مشاريعهم، في كل المجالات بفعل إدراج كامل القطاعات في العمل على مرافقة هذا المشروع .

واعترفت سليماني في سياق متصل أن هؤلاء الشباب المبدعين في التكنلوجيا الذكية، فرضوا انفسهم على السلطات والمتعاملين الاقتصاديين لمرافقتهم وتبني إستراتيجيتهم وفرضوا تنافس المتعاملين على خدماتهم، وإن متعاملا لا يواكب هذا الجيل سيكون مصيره مصير شركات أتى عليها الزمن.

وكشفت المتحدثة أنه “بفضل المرافقة التي شرعنا فيها معهم وقع عدد منهم اتفاقيات مع شركات عاملة بالجزائر مثل شركة سيال التي اشترت خدمة “كاشف التلوث”، مشيرة كذلك إلى بعض التطبيقات الناجحة في قطاع الصحة والنقل وفتحوا مناصب شغل جديدة، وحتى حوكمة استعمال الطاقة. وأكدت أن التحفيزات الجديدة التي تحوز عليها الجزائر كونها “سوقا عذراء” في التكنلوجيا الذكية دفع بعديد الكفاءات للعودة إلى أرض الوطن.

و من جانب التوطين والمقر ، تم الترخيص لحاضنة المؤسسات الناشئة لمنحهم مقرات، في الوقت الذي شددت ضيفة الموعد اليومي على حتمية امتلاك “السحابة المعلوماتية” التي توطن فيها المشاريع عبر الانترنيت في الجزائر لحماية المعلومات، محذرة من “خطر أن تبقى معلوماتنا خارج التراب الوطني، فمن جهة نحقق من خلالها مداخيل مالية ومن جهة نحمي معطياتنا”. 

حكيم مسعودي

 

 

 

والي العاصمة أول من رافق الشباب حاملي المشاريع الذكية

 

أكدت المكلفة بالاستثمار في المدن الذكية، سليماني، أن نقص تدفق الانترنيت الذي تعاني منه الجزائر،  لن يؤثر سلبا على مشروع المدن الذكية الذي تبنته ولاية الجزائر مؤخرا، نظرا لشروع شركة الجزائر” تليكوم”  في عملية تجديد الشبكة، مشيرة في  السياق ذاته، أن والي العاصمة عبد القادر زوخ له الفضل في مرافقة عديد الشباب حاملي المشاريع التنموية.

وقالت سليماني التي نزلت ضيفة على منتدى “الموعد اليومي”، أن مشروع المدينة الذكية بدأ مع مجموعة من الشباب الذين يملكون مشاريع تنموية في مختلف المجالات،  سواء في  قطاع المياه وكذا النقل والسياحة إضافة إلى ميادين أخرى أثبتوا  فيها تفوقهم في التحكم بالتكنولوجيا الحديثة، مشيرة  أن جل المشاريع أثبتت ربحا في الجهد والمال وكذا الوقت  عكس ما كان معمولا به في الفترة السابقة،  حيث يتطلب مثلا إصلاح عطب  أو خلل في شبكة المياه الوقت والجهد،  أما في مشاريع المدن الذكية  فيتم التحكم بكل الأمور عن طريق لوحة التحكم في ظرف جد قصير.

وأضافت المكلفة بالاستثمار في المدن الذكية، أن والي العاصمة، عبد القادر زوخ، أول من رافق هذه الفئة من الشباب، التي تحمل عديد المشاريع التنموية، مذكرة أنه في الوهلة الأولى لم تقدم لهم أية مساعدة وكان العمل تطوعيا، وكل واحد يعمل في إطار اختصاصه وبإمكانياته الخاصة،  فهناك من واصل رغم إمكانياته المحدودة، والأكثرية اختارت الهجرة لتطوير مشاريعها، ولكن مع مرور الوقت وتوفر الإمكانيات عاد البعض  ليساهم في تطوير مشروع المدن الذكية الذي شرعت فيه ولاية الجزائر.

أما فيما يتعلق بنقص تدفق الانترنيت الذي تعاني منه الجزائر، ويعتبر المشكل الكبير الذي يواجه  مختلف المستثمرين سواء الأجانب أو المحليين، وكذا مشروع المدن الذكية، فقالت”لا خوف على ذلك باعتبار هناك عملية التجديد في الألياف وهو المشروع الذي تسهر على تجسيده ميدانيا شركة الجزائر “تليكوم” وبالتالي سيتم القضاء على المشكل نهائيا مستقبلا”، وذكرت أنه ليس بالضرورة أن تتطلب مختلف المشاريع تدفقا عاليا كما يروج لذلك، فيكفي فقط التحكم في التكنولوجيا.

وأشارت  المتحدثة ذاتها، أن مشروع المدن الذكية تم تبنيه نهاية سنة 2016 وبداية 2017، حيث  وجدنا أنفسنا نعمل مع خبراء من عدة دول، حينها قام هؤلاء بعرض مشاريعهم التنموية، وبالتالي وصلنا إلى مرحلة لابد من المقارنة ما تم تجسيده من مشاريع مع تلك  الدول التي تبنت مشروع المدن الذكية، حينها  قمنا بتنظيم أول مؤتمر هنا بالجزائر بحضور عديد الدول التي قامت بعرض تجاربها في مختلف المجالات التي  تم تجسيدها ميدانيا.

نادية حدار

 

نهدف لتغطية نقائص المؤسسات العمومية والمتعاملين الاقتصاديين

 

كشفت مستشارة والي ولاية الجزائر المكلفة بالاستثمار والمؤسسات الناشئة ومشروع الجزائر مدينة ذكية، فتيحة سليماني، أن كل “ستارتاب” تخلق واحدة أخرى جديدة ضاربة بالمثال بواد كنيس الذي يقدم خدمات البيع والشراء على المباشر عبر النت، والذي كان يعاني في البداية من مشكل إيصال البضاعة إلى الزبائن إلا أن أجبر على استحداث مناصب شغل لإيصال البضاعة بأنفسهم الى بيوت الزبائن، وهكذا تخلق ستارتاب أخرى في خدمات أخرى وغير ذلك.  وأوضحت فتيحة سليماني أن هناك جمعيات معنية بهذا الشأن تقوم بالعمل نفسه كجمعية “إنجاز”  التي لديها أكثر من 15000 شاب منخرط وهي حاليا خارج  الحدود الجزائرية لتصل الى الشرق الأوسط وتنافس “إنجاز العرب”، إلى جانب جمعية “اليب” للسيدة راشدي وتلك الجمعيات تلعب دورا كبيرا في تكوين الشباب المتخرج من مختلف الجامعات عبر التراب الوطني وبالتالي يليها ظهور ما يقارب بين 40 إلى 50 ستار تاب سنويا يقومون بعرض منتوجاتهم وبيعها، وفسرت فتيحة سليماني أن الولاية تشتغل بالتعاون والتنسيق  مع مختلف الجامعات ومركز الترقية وتطوير التكنولوجيات المتقدمة في إطار منظومة موحدة بهدف تغطية نقائص المؤسسات العمومية والمتعاملين الاقتصاديين للبقاء في سوق الاقتصاد وإلا سيختفون مثل المتعامل الاقتصادي نوكيا الذي رفض التعامل مع هاته الفئة.

زهير حطاب