يجدد القاطنون بالحي القصديري “الحرية” الواقع ببلدية براقي شرق العاصمة، مطلبهم للسلطات الولائية ببرمجتهم للترحيل ضمن عمليات إعادة الإسكان المقبلة المزمع انطلاقها خلال أيام قليلة، وتخليصهم من الجحيم
الذي يعيشونه منذ سنوات عديدة، مستائين مما أسموه تجاهل المسؤولين لمطالبهم المتعلقة أساسا بالسكن.
وفي هذا الصدد، يطالب سكان الحي القصديري، السلطات المحلية بضرورة النظر إليهم بجدية، والسعي لبرمجتهم للترحيل قريبا، لاسيما وأن مصالح ولاية الجزائر ستعيد إطلاق المرحلة الثالثة من عملية إعادة الإسكان في غضون أيام قليلة، آملين في برمجتهم ضمنها، بالنظر إلى المعاناة التي يعيشونها داخل أكواخ قصديرية لا تصلح للعيش الكريم، مشيرين إلى أن ترحيلهم سيضعهم في طريق التنمية بعدما أضحوا يعانون بسبب التقلبات الجوية، وترحيلهم إلى سكنات جديدة تبعدهم عن السكن الفوضوي، مثلما وقع مع آلاف العائلات التي كانت تقطن بالسكنات الفوضوية والقصديرية، على غرار عملية ترحيل عائلات من “حوش ميهوب”، وكذلك ترحيل أحياء قصديرية في “سليبا” لأجل إقامة وإنجاز مشروع الميترو.
وأكد المشتكون أنهم تفاجأوا بعدم ادراجهم ضمن أي عملية ترحيل منذ بدايتها في جوان 2014، مشيرين إلى أن حي “الحرية” خارج حسابات الولاية وحتى مصالح البلدية، بسبب ما وصفوه بعدم حاجة السلطات الولائية للقطعة الأرضية التي تتواجد على مستواها السكنات القصديرية، إضافة إلى أن القطعة الأرضية ليست ملكا للولاية وإنما ملك لصاحبها، وعدم برمجة أي سكنات أو مشاريع أخرى في المنطقة، وهو ما يثير استياءهم، كون الولاية على حد تعبيرهم أعطت الأولوية في الترحيل للمواقع الهامة التي ستنجز فوقها مشاريع تنموية، في وقت تغاضت عن الكثير من المواقع الأخرى، بالرغم من الوضعية الجد مزرية التي يتخبط فيها العديد ممن يقطنون بتلك الأكواخ كحالهم، مضيفين بأنهم يعيشون في الحي منذ أكثر من 20 سنة ويقطنون سكنات فوضوية في انتظار برمجة ترحيلهم إلى سكنات جديدة في إطار عملية إعادة الإسكان التي تشهدها العاصمة منذ 2014، إلا أنه تم تجاهل حيهم، وفي كل مرة يستعدون للرحلة إلا أنه يتم تأجيلها، وهو الأمر الذي لم يقووا على تحمله خاصة أن فصل الشتاء على الأبواب، حيث تعبث بهم التقلبات الجوية كما تشاء في ظل هشاشة البيوت التي يأوون إليها وغياب أساسيات العيش الكريم، سيما أنهم متخوفون من تكرار سيناريو البحث عن قارورات غاز البوتان في الأيام الشتوية الباردة خاصة مع تذبذب التوزيع وندرتها في بعض الفترات.
وأضاف المواطنون أنهم سئموا من الوضع الذي يعيشونه دون أن تتحرك السلطات لتحسينها والتخفيف من وطأة المعاناة التي لا يعرفها إلا من عانى من برد الشتاء وحرارة الصيف في حيز مكاني ضيق تنعدم فيه أدنى الضروريات من شبكات الغاز والماء الشروب، ومعرضين لكل أنواع الأخطار سواء الفجائية خلال تهاطل الأمطار الغزيرة أو البعيدة المدى والمرتبطة بالأمراض المزمنة التي تفتك بهم مع مرور الوقت، مشيرين بذلك إلى افتقارهم لما يمكن أن يجابهوا به الشتاء القارس ممثلا في الغاز الطبيعي، إذ يكابدون رحلة البحث عن قارورات غاز البوتان في كل شتاء، وهو ما عمّق معاناتهم، مطالبين الجهات المحلية ووالي الجزائر، عبد القادر زوخ، بالتدخل من أجل إيجاد حل الذي أكدوا أنه لا يمكن أن يكون إلا بإعادة إسكانهم وإدراجهم ضمن عملية الترحيل المقبلة لتطليق حياة البؤس والمعاناة التي يتجرعونها منذ سنوات.