“مساهمة المرأة في نشر الوعي التحريري ودورها في كفاح الشعب الجزائري”… محور ندوة تاريخية من تنظيم جمعية شامة للثقافة والتراث والسياحة

“مساهمة المرأة في نشر الوعي التحريري ودورها في كفاح الشعب الجزائري”… محور ندوة تاريخية من تنظيم جمعية شامة للثقافة والتراث والسياحة

 

احتضنت بلدية برج زمورة في الجهة الشمالية لولاية برج بوعريريج، بداية الأسبوع الجاري، فعاليات الندوة التاريخية التي حملت عنوان “مساهمة المرأة في نشر الوعي التحريري ودورها في كفاح الشعب الجزائري” المنظمة من طرف جمعية شامة للثقافة والتراث والسياحة والتي تندرج بحسب رئيس الجمعية “رياض بن مهدي” ضمن الاحتفالات المخلدة للذكرى المزدوجة 20 أوت 1955/1956 وذلك احتفاء بمجاهدات المنطقة التي جاهدن خارج حدود بلدية برج زمورة كالمناضلتان “خضرة وشامة بوفجي” التي تم أخذهما أنمذوجا لهذه الندوة وكذلك المرحومة “الصافية بوطاهر”. المحاضرة بحسب رئيس الجمعية تخللتها عدة محاور وحضرتها المجاهدة العملاقة المحكوم عليها بالإعدام السيدة “جميلة بوباشا” التي تعد إحدى جميلات الجزائر والتي دعمت الندوة بشهادات حية عايشتها هي والمناضلتان “خضرة وشامة بوفجي” وإسهاماتهن ونضالهن إبان الثورة التحريرية.

الدكتورة “عفاف زقور” التي قدمت محاضرة حول “مدرسة شريفة الأعمال” التي هي مدرسة خاصة بعائلة “محمد بوفجي” الذي أنشأها وتعلمت فيها جميع العائلة وهو الأمر الاستثنائي فيها والتي تأسست تزامنا مع مدرسة الشبيبة سنة 1921 ولم تعتمد إلا سنة 1934 أين وافقت الإدارة الفرنسية على إنشائها، تحدثت فيها عن جهود السيدة “خضرة بوفجي” في تعليم البنات ونضال المرأة على مستوى التعليم والنضال العسكري خلال الثورة التحريرية، مؤكدة أن جمعية شامة منحتها خلال هذه الندوة التاريخية فرصة لتكون في حضرة التاريخ وواجب الذاكرة خاصة وأن لها تجربة مباشرة مع السيدة “خضرة بوفجي” بين سنتي 2006/2011 سنة وفاة “خضرة بوفجي” والتي تعرفت عليها بمحض الصدفة خلال دراستها الأكاديمية بمرحلة ليسانس وقبلها السيدة “شامة” بجملة ذكرها “محفوظ قداش” بكتابه الحركة الوطنية قال فيها “أن شامة بوفجي هي المرأة الوحيدة في الثلاثينات ممن تعرض للاعتقال في وسط المظاهرات بمدينة الجزائر”، أين طلب منها آنذاك الأستاذ إجراء بحث عن “شامة” علما أن الوثائق الموجودة ليست كافية، لتقوم بعد نجاحها في شهادة الماجيستر ببحث حول مدينة الجزائر أين استعملت الأرشيف الفرنسي الذي يعتمد على التقارير الأمنية بالدرجة الأولى مما جعلها تسعى إلى إجراء لقاء خاص مع إحدى الفاعلات وهي السيدة “نفيسة حفيز” التي تعد من العائلات الكبرى عراقة بالجزائر العاصمة والتي ذكرت لها علاقة النسب والمصاهرة التي تربط العائلات الكبرى بالجزائر العاصمة، لتقوم بنقلها إلى السيدة “خضرة بوفجي” التي كانت أستاذة لها، أين رفضت الأخيرة الحديث والإدلاء بأي تصريح إلى بشرط قبول أخيها مصطفى ذلك الذي أعطى موافقته لتبدأ علاقة الدكتورة مع السيدة “خضرة بوفجي” التي كذبت بدورها جميع التقارير الأمنية الفرنسية. الدكتورة “عفاف زقور” أكدت أن واقع المدرسة بالوثائق المكتوبة واقع مؤسف كون أرشيف مدينة الجزائر حول جمعية شريفة الأعمال مفقود في حين المعلومات الأخرى معلومات مقتضبة كون المدرسة لم تكن تحظى بألوية المراقبة، مشيرة في السياق ذاته أن المعلومات المستقاة من الأرشيف الفرنسي حول مدرسة شريفة الأعمال يتمثل في أنها جمعية نسوية تعمل على ترقية المرأة بتعليمها اللغة العربية والفرنسية وهي تعلم ما يسمى بالقواعد الصحية والتدريبات المنزلية.

الدكتورة “عفاف زقور” من جامعة الشلف أكدت على هامش الندوة التاريخية أنها حاولت من خلال مداخلتها توضيح مساهمة نموذج من المرأة في القصبة بالجزائر العاصمة وهما “خضرة وشامة بوفجي” والعائلة ككل ومساهمتهما في توعية المرأة من خلال التعليم والمدارس وكيفية مواصلة التكوين والتوعية أثناء الثورة وبعد الاستقلال.

ممثل المنظمة الوطنية للمجاهدين “بن طلحة بلقاسم” أكد هو الآخر من خلال مداخلته أن المرأة الجزائرية برهنت عن شجاعتها في الثورة التحريرية فصمدت في جهادها صمود الأشداء وأعطت درسا قاسيا للاستعمار في المدن والأرياف والجبال وفي كل المناطق، وهو الأمر الذي أكده الدكتور والناشط السياسي “جمال بن حمودة” الذي تحدث عن دور المرأة في نشر الوعي التحريري وكفاحها مع الشعب الجزائري مستدلا بالمناضلتين “خضرة وشامة بوفجي”.

الباحث في تاريخ منطقة برج زمورة “مراد دغاش” سلط من خلال محاضرته التي ألقاها الضوء على المجاهدة “الصافية بوطاهر” في قصة كفاحها ونضالها، متحدثا عن دور المرأة الجزائرية إبان الثورة التحريرية التي كانت قدوة للتحرر في إفريقيا وفي جميع أنحاء العالم، حيث بلغ عدد النساء المشاركات في الثورة على حد تعبيره بحسب بعض الإحصائيات 11 ألف امرأة، الباحث تطرق إلى السيرة الذاتية للمجاهدة “الصافية بوطاهر” التي هي من مواليد عام 1910 بقرية القليعة لأب فلاح يدعى “بوطاهر الطاهر”، حيث أنه عند اندلاع الثورة التحريرية ووصول صداها لمنطقة برج زمورة كانت “الصافية” من بين اللواتي فرحن بقدوم الثورة وقررت المشاركة فيها والتي ساهمت في نقل المواد التموينية للمجاهدين وإعداد الطعام رفقة العديد من حرائر الجزائر، كما تحدث الباحث عن تضحيات ابنها “عيسى” الكبيرة الذي كان في صفوف المجاهدين والذي استشهد بساحة المعركة.

جندي توفيق