خرج وزير الخارجية عبد القادر مساهل عن دائرة التحفظ التي التزمت بها الجزائر لسنوات بخصوص التجاوزات غير المعلنة من الجانب المغربي وتحديدا ما تعلق بتجارة المخدرات، ووضع النقاط على حروف عبارة صريحة
“أمننـــا أهم من فتح المعابر”.
وتحدث مساهل عن تهديدات كبرى تعرقل تنقل البضائع والأشخاص عبر الحدود الجزائرية مع دول الجوار المترامية الأطراف، وأكد في تصريحات صحفية على هامش الجامعة الصيفية لمنتدى المؤسسات ردا على سؤال يتعلق بالحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب، أن “الأمن الجزائري قبل كل شيء”، مشيرا إلى أن هذا الملف صعب جدا بالنظر إلى نشاط مجموعات التهريب وبخاصة تهريب المخدرات.
وأضاف الوزير أن “الانشغالات التي يطرحها رجال الأعمال والمصدرون بخصوص المعابر الحدودية المغلقة مع عدد من دول الجوار لأسباب أمنية، تقابلها تهديدات وصعوبات”، تجعل الدولة تتعامل مع هذا الملف باعتبار أن “الأمن الوطني يأتي قبل كل شيء”. وأضاف مساهل قائلا إن “مشكل فتح الحدود مرتبط بعدة عوامل منها الجانب الأمني والهجرة غير الشرعية”، موضحا بأن “هناك عدة تحديات ينبغي رفعها في هذا المجال وعدة تهديدات وصعوبات تدفع إلى تسبيق أمن البلد”. وأشار إلى أن الأوضاع على الشريط الحدودي “ليست بالبساطة التي يتصورها البعض”.
وفي هذا السياق، قال مساهل إن موريتانيا “هي الدولة الجارة الوحيدة التي لا يربطها بالجزائر مركز حدودي”، مؤكدا أنه سيتم “لأول مرة فتح مركز حدودي على مستوى منطقة تندوف وذلك في سبيل ولوج السوق الموريتانية والسنغالية وكذا إفريقيا الغربية”.
من جانب آخر، نقل الموقع الإخباري “كل شيء عن الجزائر” عن مساهل قوله إنه يرفض أن يصف المغرب بأنه مثال يحتذى به في الاستثمارات في إفريقيا، مضيفا أن المغرب يقوم بـ “تبييض أموال المخدرات والحشيش عبر فروعه البنكية في إفريقيا”. كما لفت في هذا السياق إلى أن “قادة أفارقة يعترفون بذلك”. وبخصوص اغلاق المعابر الحدودية الجنوبية مع كل من النيجر ومالي، قال مساهل إن “الظروف الأمنية دفعت إلى هكذا قرار خصوصا مع تعاظم تجارة البشر والتهريب عبر الحدود”، لافتا إلى أن فتح معبر على الحدود الموريتانية سيساهم في “تنشيط التجارة بين المستثمرين ودول أخرى مثل السينغال”. ودعا مساهل المستثمرين الجزائريين إلى الترويج للجزائر دبلوماسيا كوجهة بلد مستقر ومنفتح على المستثمرين الأجانب، وخصوصا في مجال السياحة وغيرها من القطاعات.
وفي هذا السياق، ذكر الوزير أن وزارة الخارجية وضعت أهم أولوياتها الدبلوماسية الاقتصادية، وهي تعمل على مراجعة المنظومة القانونية الخاصة بالاستثمار وضمان مصالح الشركات الجزائرية أثناء إبرامها للاتفاقيات مع الأجانب. وكان وزير الخارجية عبد القادر مساهل، أدلى بتصريحات لدى نزوله ضيفا على الجامعة الصيفية لمنتدى رؤساء المؤسسات، رفض خلالها وصف “المغرب بأنه المثال الذي يحتذى به في إفريقيا بالنظر لاستثماراته”، معتبرا أن المغرب “لا يقوم باستثمارات في إفريقيا كما يشاع، بل أن بنوكه تقوم بتبييض أموال الحشيش، وأن الخطوط الملكية المغربية لا تقوم فقط بنقل المسافرين عبر رحلاتها إلى دول إفريقية”.