مسافر عيناه قصيدة لن تكتب
قلبه حقيبة بلا محتويات
كل الشغف الذي في قلبه مات
أشاهده كل يوم من نافذة القطار
مرتحلا بلا توقف ..
مسافر هو حتى في جلوسه قرب أقداره
لا يعرف الراحة أو البقاء
من غيمة لغيمة… يسير
يطير… يعبر الكلمات كأنما يؤذيها
ثم يضمها إليه بكل لطف …
يمسح وجهها …
يخفيها في جيب معطفه الجلدي
يربت عليها لتظل دافئة
البرد لا ينتهي …
مسافر ذلك المعنى العميق على جسر ميرابو
القطة التي تمسح فراءها من الحليب، تعرفه
اللمسة التي خلفها عاشقان على شجرة السنديان… بينما يتعانقان … تعرفه
الليل المنقوش بالأرق… يعرفه
وزوارقي المحطمة على بحر من الحيرة
تعرفه …
تجالسه وتشرب معه البن والذكريات
وحدي أنا… لا أعرفه… كما لا أعرف نفسي
ربما لأنني… مسافر… لا يجيد شيئاً سوى السفر ..
ربما لأنني البحر الذي لا يستقر !