مسافرو العاصمة تحت رحمة حافلات السبعينات

مسافرو العاصمة تحت رحمة حافلات السبعينات

لم يتغير واقع النقل في العاصمة رغم سلسلة الاجتماعات والمتابعات التي دأب عليها أهل الاختصاص مع المسؤولين على القطاع، منذ 2014، والتي تخللتها كثير من الاحتجاجات يقودها المسافرون الذين ضاقوا ذرعا من وضع لا يطاق، دون الحديث عن أخطار ذلك على حياتهم، متسائلين عن دور مراكز المراقبة التقنية التي منحت تراخيص النقل العمومي لحافلات تعود إلى السبعينات، والتي أصبحت هيكلا حديديا لا يصلح حتى لنقل الحيوانات، ومع ذلك اكتفت مديرية النقل ومن ورائها وزارة النقل بدور المتفرج بعدما تأكدت أن تعزيز القطاع بحافلات محترمة تخضع للمقاييس المعمول بها ليس كافيا للقضاء على الظاهرة التي تجذرت بخطوط العاصمة وأضحى من الصعب اقتلاعها.

يشكو المواطن العاصمي في كل مرة من سوء خدمة النقل رغم المبالغ الطائلة التي تصرف إزاء تحسين هذا الواقع الكارثي،  إلا أن دار لقمان ما تزال على حالها وفشلت الإجراءات المتخذة في القضاء نهائيا على سلبياته، باعتبار أن المشكلة تقوم أساسا على أهم عنصر في النقل وهو الحافلات التي بلغ عمر عدد منها أكثر من 30 سنة وتحولت إلى خردة حديدية تثير سخط من يستقلها، ويستمر أصحابها رغم ذلك في استعمالها عبر خطوط متعددة ليبصموا بذلك على المخاطرة بحياة المسافرين بتلك المراكب التي سميت بمراكب الموت لدى البعض، خاصة وأنه من الممكن جدا أن تتسبب أعطابها في حوادث مميتة، على غرار الحافلات المشتغلة على خط تافورة عين البنيان وساحة الشهداء سطاوالي والكاليتوس، والتي كرست الرعب في نفوس المسافرين الذين يستقلونها وكلهم خوف من أي طارئ، معبرين عن استيائهم من تدهور خدمة النقل وتجاهل السلطات لمعاناتهم، والدليل على ذلك إبقائها في الخدمة لحد الساعة، متسائلين عن دور المصالح التي تمنح الرخص التقنية لسير هذه الحافلات، وعن المعايير التي من خلالها سمحت لها بمواصلة تقديم الخدمة للمواطنين، الذين يعرضون أنفسهم يوميا للموت، لاسيما مع تسجيل دوريا حوادث تؤدي إلى وفاة بسبب قِدم تلك الحافلات.

وحمّل المواطنون مسؤولية الوضع إلى مسؤولي القطاع الذين تغاضوا عن معاناة المسافرين الذين يقاسون الأمّرين يوميا في حافلات بطيئة مهترئة لم تعد صالحة لا صيفا ولا شتاء مع اهتراء الكراسي وتقطع الأغلفة وتطاير أرضيتها، بحيث يمكن مشاهدة الطريق عبر منافذها وتكسر زجاج النوافذ وغيرها من النقائص الكفيلة بإفساد يوميات المسافر والتأثير على راحته وأحيانا تهديد حياته.

إسراء. أ