في أجواء مميزة وبحضور رسمي رفيع المستوى، احتضنت الجزائر العاصمة احتفالية اليوم العالمي لحرية الصحافة، تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي ناب عنه في إلقاء كلمته وزير الاتصال محمد مزيان، وذلك بحضور الوزير الأول، عدد من أعضاء الحكومة، والسلك الدبلوماسي المعتمد، إضافة إلى ممثلي الأسرة الإعلامية الوطنية.
رسالة رئيس الجمهورية: دعم ثابت لحرية الصحافة
وفي كلمة رئيس الجمهورية التي ألقاها نيابة عنه، وزير الاتصال، محمد مزيان، أكد رئيس الجمهورية حرصه على ضمان حرية الصحافة ضمن إطار المسؤولية والاحترام، مشيدا بالدور الحيوي للإعلام الوطني في تنوير الرأي العام، ومذكرا باللقاءات الدورية التي ينظمها مع الصحفيين لطرح القضايا الجوهرية بشفافية.
الهجمة الإعلامية.. وصحافة وطنية في الخط الأمامي
وتطرق رئيس الجمهورية إلى التحديات الراهنة، مشيرا إلى أن الجزائر تتعرض لهجمة إعلامية عنيفة تهدف إلى زعزعة استقرارها وتشويه صورتها. وقال إن “الحرب الإعلامية الحالية تتطلب منا الوقوف صفا واحدا”، داعيا إلى تشكيل جبهة إعلامية موحدة للتصدي للأخبار الزائفة والمضامين المضللة. وأثنى الوزير، على الأداء المهني للصحفيين المشاركين في اللقاءات الجهوية التي نُظمت بوهران، قسنطينة، والجزائر، معتبرا أن الإعلام الوطني أثبت وعيا مشرفا والتزاما بقيم المهنة.
صندوق دعم الصحافة.. نحو محتوى تنافسي واحترافي
كما كانت الاحتفالية فرصة للإعلان عن إعادة بعث صندوق دعم الصحافة، كما نصت عليه المادة 220 من قانون المالية لسنة 2025. ويهدف الصندوق إلى دعم كل أنماط الصحافة، مكتوبة أو إلكترونية أو سمعية بصرية، من خلال تمويل التجهيزات، التكوينات، وتحفيز الصحافة المتخصصة في قضايا الصحة، الاقتصاد، البيئة، والطفولة. كما شدد تبون على ضرورة إدماج التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي، لمواكبة المتغيرات العالمية وضمان استدامة القطاع.
تعديلات قانونية مرتقبة لصالح الصحافة الإلكترونية
وأعلن تبون عن مشروع مرسوم تنفيذي جديد سيمكن الصحف الإلكترونية المعتمدة من نشر إعلانات الصفقات العمومية، في خطوة من شأنها دعمها ماديا ومهنيا. كما أكد أن الصفقات العمومية ستشمل بندا خاصًا بـ”الإشعار المحلي”، ما يفتح المجال أمام الصحف الجهوية للمساهمة في التنمية المحلية.
منصة تفاعلية لفتح قنوات الحوار
وفي مبادرة لتعزيز الشفافية والتفاعل، أطلقت وزارة الاتصال منصة إلكترونية بعنوان: “أنت تسأل ووزارة الاتصال تجيب”، تتيح للصحفيين والمواطنين طرح استفساراتهم ومقترحاتهم، في خطوة تهدف إلى تحسين الأداء وتكييف المنظومة الإعلامية مع تطلعات المجتمع.
نحو إعلام يعكس تطلعات الجزائر الجديدة
واختتم الرئيس اللقاء برسالة تضامن وتفاؤل: “نحن أسرة إعلامية واحدة، وبتكاتفنا يمكننا بناء إعلام حر، مسؤول، ومحصن ضد كل أشكال التضليل، بما يعكس حقيقة الجزائر وتطلعات شعبها.
إيمان عبروس