الجزائر- دعت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وزير الصحة في التحقيق في مصير أموال الصندوق الخاص لمساعدة مرضى السرطان الذي يضخ فيه سنوبا أكثر من 18 مليار دينار جزائري، في ظل معاناة أزيد من 480 ألف جزائري مريض الذين يلزمون على دفع 80 مليون سنتيم لدى العيادات الخاصة بدون أن يعوض لهم صندوق الضمان الاجتماعي.
وحذر المكتب الوطني للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان وزير الصحة عبد المالك بوضياف من خطورة التقصير أو شبه انعدام في تقديم رعاية صحية للمرضى المصابين بالسرطان، حيث يكابد المواطن الويلات ويضطر للوقوف في طوابير طويلة في سبيل الظفر بموعد طبي في المؤسسات الاستشفائية العمومية، رغم وجود 09 مراكز لمكافحة السرطان على مستوى الجزائر العاصمة، وهران، ورقلة، قسنطينة، البليدة، الاغواط، سطيف، باتنة وعنابة.
وأكد المكتب أن المعاناة تزداد بعد أن يتم تحديد الموعد بعد شهر على أقل تقدير وهو ما قد يزيد المريض مرضا وقد يلفظ أنفاسه في انتظار موعد قد لا يأتي، وقد ينجو من كابوس المواعيد في المستشفيات سوى من يملك وساطة (معريفة) أو يستنجد بالعيادات الخاصة.
كما تلفت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان بأن السكانير والتحاليل في المستشفيات لطويل العمر وأصحاب المعريفة، ويستغرب عديد المواطنين الإمكانات الضخمة التي تسخرها وزارة الصحة لاقتناء معدات طبية وأجهزة وتجهيز مخابر بالملايير، فيما يمنع على المواطن الاستفادة من خدماتها ويرغم على التوجه للخواص ودفع مرتبه كاملا للهروب من الأسطوانة اليومية التي يسمعها في المستشفيات (السكانير معطل أو الطبيب المشرف عليه في عطلة)، بل وحتى الكواشف في مخابر التحاليل يدعون أنها غير موجودة، حتى أصبح المريض ينفق في بعض الأحيان أكثر من 80 مليون سنتيم لدى العيادة الخاصة بدون أن يعوض له صندوق الضمان الاجتماعي.
وفي هذا السياق، يتساءل هواري قدور الأمين الوطني المكلف بالملفات المتخصصة: أين تذهب الأموال الضخمة التي خصصتها الدولة ولاسيما الصندوق الخاص لمساعدة المرضى الذي يضخ فيه سنوبا أكثر 18 مليار دينار جزائري من أجل التكفل الجيد للمرضى.
وتأتي تحذيرات الرابطة عشية الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السرطان في 04 فيفري من كل عام، بعد أن رسمت صورة قاتمة عن وضعية التكفل بمرضى السرطان حيث ما يزال المرضى يواجهون عناء كبيرا من أجل تلقي العلاج بسبب قلة المراكز المختصة وقلة أجهزة العلاج بالأشعة من جهة وتنامي عدد المصابين بالسرطان حيث تسجل الجزائر ما يفوق50 ألف حالة سنويا من جهة أخرى. ففي الوقت الذي تعرف بعض الأنواع السرطانية في العالم تراجعا بفضل تقنيات التشخيص المبكر للمرض إلا أن في الجزائر هذه الفئة يبقى مصيرها الموت في صمت.
بالرجوع إلى الأرقام “المرعبة” التي سجلتها الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان، فإن السرطان يحتل المرتبة الثانية في عدد الوفيات 21 بالمائة بعد أمراض القلب والشرايين في الجزائر وبلغ عدد المصابين بمرض السرطان في الجزائر أكثر من 480 ألف حالة. وتسجل 50 ألف حالة إصابة جديدة سنويا بمختلف أنواع السرطانات، منها 1500 حالة للأطفال.
والأخطر من ذلك كان 70 بالمائة من الأدوية التي تعطي للمرضى، تؤخذ بعد مرحلة متأخرة من المرض ما يتسبب في وفاة 12 ألف مريض سنويا بمرض السرطان.