“مرايا أمازيغية”… مجموعة قصصية تغوص في عالم المرأة الأمازيغية “المغلق”

elmaouid

تخترق الروائية نجاة دحمون في مجموعتها القصصية الأولى “مرايا أمازيغية” العالم “المغلق” و”السري” للمرأة في مجتمع رجالي تحكمه عادات وطقوس صارمة وقاسية وضعت “خطوط حمراء” لمنع مخالفة المعمول به في المحيط الأسري والاجتماعي.

وتوغلت الكاتبة باحتشام في السرداب العميق الذي يحتفظ بأسرار وحكايات غريبة عن حياة نساء من كل الأعمار والمستويات الاجتماعية والثقافية.

واختارت نجاة دحمون ابنة المنطقة في مؤلفها -الذي يضم مجموعة من 30 قصة- إيصال أوجاع ومآسي المرأة الأمازيغية من خلال منظور واقعي للأمور بعيدا عن الذاتية، فجاءت بحكايات مختلفة زمنيا ومشتركة في المكان وهو منطقة القبائل الصغرى.

وتنقل الكاتبة عبر نسائها “المناضلات” اللواتي قضين العمر كله في السعي لتحقيق غايات قد تبدو بسيطة في نظر البعض، لكنها “مصيرية” بالنسبة لها حتى وإن تعلق الأمر بأبسط الأمور كلقمة العيش اليومي بأدق تفاصيل تركيبة المجتمع القبائلي في وصفها للطبيعة والعادات وكذا المحيط الذي يتواصل مع سكانه.

وتتشابه القصص التي تحتضنها الصفحات الـ 461 من المؤلف باختيار الكاتبة في بنيتها السردية لنهايات “مفتوحة” ما عاد في بعض القصص التي جاءت نهايتها مأسوية سوداوية كما في “دقة واقلب” (الشرف في قرطاس)، حيث تقوم العجوز “نا هبوبة” بإصدار وتنفيذ حكم الإعدام في حق ابنتها “عوبة” “المتهمة” بـ “جريمة” “العشق الممنوع” أو في حكاية “لمعنى ارثذماس”(جمال الوجه أهم) حيث تنتهي البطلة “حورية” بانتحار.

وكشفت الكاتبة في مقدمة المؤلف أن “مرايا أمازيغية” تروي “قصصا حقيقية عن نساء عاديات بطريقة اختلط فيها الواقع بالخيال والكذب بالصدق، كما يمتزج فيها الحب بالكراهية والجمال بالقبح والفرح بالحزن”.

ولنجاة دحمون روايتين الأولى بعنوان “زهرة زعتر” والثانية “سيرة امرأة ووطن” وهي تنشط في الحقل الثقافي والإعلامي ولها العديد من الإصدارات الأدبية في دوريات وطنية وعربية.