مراهقة مبكرة و خالية من البراءة… أطفال مدمنون على مواقع التواصل الاجتماعي

مراهقة مبكرة و خالية من البراءة… أطفال مدمنون على مواقع التواصل الاجتماعي

 

اكتسحت شبكة الأنترنت العديد من البيوت الجزائرية، مما جعل أغلب أفراد المجتمع مدمن عليها خاصة الأطفال، الذين صاروا يستعملونها بشكل كبير في أوقات فراغهم و حتى أثناء الدراسة، و لعل أكثر ما يجذب هؤلاء الأطفال الذين لا يتجاوز سنهم 10 سنوات هي مواقع التواصل الإجتماعي و على رأسها الفايسبوك، حيث تغير تفكير هؤلاء الأطفال نتيجة لتأثير هذا الموقع عليهم ما جعلهم يعيشون فترة مراهقة مبكرة.

تلاميذ الإبتدائي يغرمون في الفايسبوك

لقد صار الفايسبوك في الوقت الحالي أفضل و أسرع طريقة للتعارف بين الجنسين، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في انتشار العلاقة العاطفية بين جميع فئات و شرائح المجتمع، و لم يكن الأطفال الذين لا يتجاوز سنهم 13 سنة في منأى عن هذه العلاقات، حيث قام العديد منهم بإنشاء صفحات خاصة على موقع الفايسبوك، منهم من فضل التسجيل بأسماء مستعارة أما البعض الآخر فاختار أن يضع اسمه الحقيقي، و كان هذا الموقع نافذة لدخول هؤلاء إلى عالم الحب و العاطفة و تشكيل عدة صداقات من دول كثيرة، كما ساهم أيضا في تغيير أفكار و تطلعات الأطفال في حين غفل أوليائهم عن الثأثيرات السلبية لهذا الموقع.

مراهقة في سن مبكرة

بالرغم من أن الأطفال دون سن 16 سنة يتميزون ببراءتهم الصادقة، غير أنهم في الوقت الحالي صاروا يعيشون بعقول كبيرة، و اول شيء ميزهم هو العلاقات الغرامية التي صارت تنشا بين التلاميذ و التلميذات، في اشارة كبيرة الى تاثير مواقع التواصل الاجتماعي عليهم، كونها الاسرع في الاتصال اضافة الى توفرها في البيت و مقاهي الانترنت، حيث صار الاطفال يفتحون صفحات خاصة في الفايسبوك، و هناك من يفتح عدة صفحات من اجل تكوين علاقات عاطفية مع الفتيات.

و قال بعض التلاميذ في حديثهم لـ “الموعد اليومي”، ان موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك فتح لهم المجال لانشاء عدة علاقات سواء المتعلقة بالصداقة او العلاقات العاطفية خاصة و انهم لا يستطيعون تكوينهم في المدارس من ابتدائيات او اكماليات نظرا للرقابة الموجودة في هذه المؤسسات حيث اصبح العالم الافتراضي السبيل الوحيد لهم و اضافوا ايضا انهم يسجلون معلومات خاطئة عند فتح صفحة خاصة بهم في الفايسبوك حيث يغيرون تاريخ ميلاد بسبب عدم سماح إدارة الفايسبوك للاطفال دون سن 13 سنة في التسجيل بالموقع.

أولياء غائبون و مختصون يشددون على المراقبة

شدد العديد من المختصين في علم الاجتماع و علم النفس في حديثهم لـ “الموعد اليومي”، على ضرورة مراقبة الاطفال القصر خاصة فيما يتعلق باستعمالهم لشبكة الانترنت و مواقع التواصل الاجتماعي، كون هذه الظاهرة تؤثر سلبا عليهم و تجعلهم يفكرون بطريقة خاطئة، اضافة الى انها تعتبر وسائل غير محمية بالنسبة للاطفال الذين يتعلمون منها امور العلاقات العاطفية و التلاعب بالبنات، و هو ما يجعل تنشئتهم خاطئة         و تربيتهم غير صحيحة، لان هذه العلاقات العاطفية تدفعهم الى الكذب      و النفاق و تفسد اخلاقهم، و تجعلهم يبتعدون عن دينهم، كما قال عدد من الاخصائيين النفسانيين ان العلاقات العاطفية للاطفال في سن مبكرة تتعب نفسيتهم، فيصبحون قلقين و متوترين طوال الوقت، كون عقولهم لا تزال صغيرة و تجربتهم في الحياة قليلة جدا، كما اضاف المتحدثون انه على الاولياء مراقبة ابنائهم و توجيههم من اجل اللاستعمال الصحيح للشبكة العنكبوتية، حيث يمكنهم الاستفادة من خدمات الانترنت بعيدا عن قصص العلاقات الغرامية و الفايسبوك، و ذلك من خلال قراءة المواضيع الجدية و المفيدة و كذا متابعة البرامج التي تقدم معلومات تهمهم، اضافة الى استعمالها من اجل الدراسة.

 

ل.ب