يعيش عدد من العاصميين المقبلين على عمليات تلقيح أطفالهم حالة من الشك والريب، بسبب الفوضى التي تعرفها مراكز صحية بالكاد تزاول عملها في أعقاب انتشار وباء كورونا، وإن التزمت بتعليمة الوزارة القاضية باستئناف عمليات تلقيح الرضع لما فيها من أضرار في حالة تأجيلها أكثر، فإنها تقع في مشكل عدم توفر اللقاحات بالشكل المطلوب، بحيث يصرف المتأخرون بحجة انتهاء المواد اللازمة لعمليات التلقيح، الأمر الذي جعل عددا من المواطنين يراسلون الوزارة الوصية للوقوف على الخلل.
لم تشفع تعليمة وزارة الصحة القاضية باستئناف عمليات التلقيح بتحرك القائمين على المراكز الصحية، لتمكين الرضع من اللقاح الذي يحميهم من الأمراض و الالتهابات، باعتبار أن كثيرا من المواطنين وجدوا أنفسهم إمام إشكالية جديدة تتجاوز مخاوفهم من قطع التزامهم بالمكوث ببيوتهم باسم الحجر الصحي، وتتجاوز حتى مخاوفهم من العدوى لأن الأمر يتعلق بأبنائهم الذين لا حول لهم ولا قوة ولن يستطيعوا مقاومة أي مرض في حال لم ينالوا التلقيحات اللازمة حسب الرزنامة الصحية، وأن الذين ترددوا في البداية خشية التواصل مع المراكز الصحية التي من الممكن أن تستقبل مصابين بفيروس كورونا في ظل نقص كبير في معدات الوقاية، إلا أنهم أذعنوا في النهاية إلى ضرورة تلقي التلقيحات اللازمة ليصطدموا بجملة من التجاوزات تورط فيها القائمون على العملية والذين برروا ذلك بنقص اللقاحات.
وأعرب مرتادو هذه المراكز عن استيائهم للخدمة سيما في هذا الظرف الحساس، حيث يكون فيه أي خطأ حتى ولو كان بسيطا قاتلا، تقول إحدى المواطنات إنه عند تنقلها إلى مركز لتلقي لقاح لابنها احتجت على سلوك ممرضة لا تغير قفازاتها عند تلقيحها للرضع، فما كان من الممرضة إلا طمأنتها بأن الأمر لا يستدعي منها كل هذا الخوف، في وقت احتج آخر على تراجع ساعات الخدمة وكأن الأطباء والممرضين في عطلة كما باقي القطاعات المعفية بقرار رئاسي، في المقابل لم تجد مواطنة أخرى بدا من طلب تنقل الأعوان إلى المنازل لتطعيم الأطفال بدل التجمع في هذه المراكز و تكريس ظاهرة تم منعها، وطالبوا وزارة الصحة بالعمل على توفير اللقاحات بالقدر الكافي.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة أصدرت تعليمة قبل أسبوع تؤكد فيها على وجوب تلقيح الأطفال بصفة عادية في ظل الوباء المنتشر، مع التأكيد على أن التوقف عن تلقيح الأطفال أو تأجيله يمكن أن تكون نتائجه وخيمة عليهم، وبالتالي المساس بسلامة الصحة العمومية، إضافة إلى ضرورة الإلتزام بنصائح الوقاية من الوباء وتنظيم تجمع المواطنين داخل المراكز الصحية.
إسراء.أ