حذر محسن كريم سليماني مدير المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج واتحاد الإذاعات العربية من ترك الرأي العام العربي والجزائري يتابع مختلف القضايا الدولية الراهنة في وسائل إعلام غربية أصبحت تستغل الأخبار والحوادث لخلق رأي عام مضاد بهدف تشويش ذهن المستمع والمشاهد على حد سواء.
نبه محسن كريم سليماني لدى نزوله ضيفا على منتدى الموعد اليومي إلى أن كثيرا من الدول وصلت إلى حد التفكك بسبب الإعلام، داعيا الجميع من مسؤولين ومهتمين بشؤون الإعلام إلى العمل سويا بمهنية لتأطير الشعوب العربية خاصة في ظل اهتمام متزايد للرأي العام العربي والجزائري بالخبر الدولي وبالتطورات المختلفة سواء في المنطقة العربية أو باقي الدول الغربية.
وقال المتحدث بأنه ينبغي تبني استراتيجية هادفة بفتح الإعلام أولا والاهتمام بمختلف القضايا الدولية ومعالجتها بوجهات نظر عربية وجزائرية محضة لتحقيق مصداقية من الإعلام الغربي الذي يستغل السياسة في البلاطوهات الخارجية لتشتيت وتشويش أذهان المتلقين بالوجهة والطريقة التي يريد تسويقها.
وأوضح المتحدث بأن اتحاد الإذاعات العربية يقوم بمجهودات مضنية لتقريب الصورة والواقع المعاش للرأي العام العربي وبالتالي يجب مساعدته والأخذ بيده لتعزيز والارتقاء بمستوى المهنية كي يستطيع أن يعالج الأزمة اليمنية والليبية والسورية وغيرها من الازمات ..بوجهات نظر وعقول عربية خالصة وليس بوجهات نظر أمريكية وغربية.
لا بد من إحداث تكتل إقليمي عربي بين المهنيين العرب لتبادل الأخبار والبرامج
وشدد المتحدث ذاته على ضرورة إحداث تكتل إقليمي عربي بين المهنيين العرب لتبادل الاخبار والبرامج ذلك الهاجس الذي قام عليه المركز العربي واتحاد الاذاعات العربية منذ النشأة الاولى ثم العمل على تطويره أكثر وأكثر على صعيد الاتصالات والتكنولوجيات الحديثة ليكون في مستوى التطلعات والتحديات في الوقت نفسه.
وفي هذا الإطار بالذات ذكر المتحدث بأن تطور الإعلام ليس مجرد موضوع ومضمون وفقط بل يتعدى ذلك إلى النظر في المسائل المتعلقة بالمجال الفني والتقني والتكنولوجي وإشكالاتها المرتبطة ببعضها البعض على غرار التصوير والتركيب وإلى غير ذلك من أجل فرض الوجود في هذا العالم والفضاء المهم.
كما ذكر المتحدث بأن اتحاد الاذاعات العربية ليس منغلقا، فهو يسعى دائما للانفتاح على جميع الهيئات الدولية ويبحث بحثا حثيثا عن الاخبار ومعالجتها بكل مهنية واحترافية عالية وباستقلالية تامة عن الحكومات باعتبار أنه فرض ويفرض نفسه على الساحة التي تتميز بالتكتلات الإقليمية والدولية وبإمكاناته ووسائله التي استطاع من خلالها تمويل نفسه في ظل النقاش المستمر في كيفية اندماج القطاع الخاص داخل الاتحاد.
من جهته كشف ضيف المنتدى في معرض حديثه بأن التجربة الإعلامية الطويلة المكتسبة بيّنت بما لا يدع مجالا للشك بأن الإذاعة كانت وما تزال الفضاء الاكثر تجاوبا مع الاحداث والقضايا وبأن الفيسبوك والوسائط الإلكترونية المختلفة والمتنوعة لم ولن تستطيع أن تحل محلها للتأثير على المتلقي الذي يجيد الاستماع أكثر من شيء آخر.
القنوات العربية حولت اهتمامها إلى الاقتصاد الجزائري منذ 2016
كشف مدير المركز العربي لتبادل البرامج والأخبار التابع لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية محسن كريم سليماني أن القنوات الإذاعية الجزائرية تحتل المراتب الأولى الأكثر نشاطا في حين يحتل التلفزيون الجزائري المرتبة الخامسة أو السادسة من حيث اقتراح المواضيع للتبادل.
وأوضح محسن كريم سليماني لدى استضافته في منتدى “الموعد اليومي” أن القنوات الخليجية تتهافت على المادة الأمنية الجزائرية خاصة ما تعلق بالتحليلات الأمنية. وقال في هذا الخصوص “السعودية، الكويت ومصر لديهم اهتمامات متباينة على المادة الإخبارية والبرامج المتعلقة بالشأن الجزائري لاسيما منها السياسي والأمني وتجربتها في محاربة الإرهاب”.
وسجل مدير المركز العربي لتبادل البرامج والأخبار “طلبات ملحة من قبل التلفزيونات العربية لاسيما الخليجية على التلفزيون الجزائري لإنتاج البرامج الأمنية من حوارات، تقارير، روبورتاجات، تحاليل .. “، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام نابع من الوضع الأمني الذي فرض نفسه في المنطقة والذي فرض معه وجود الكثير من المختصين.
وبخلاف الملف الأمني، أشار ضيف “الموعد اليومي” إلى المواضيع الثقافية التي تجلب اهتمامات الإذاعات والتلفزيونات العربية بتسجيل طلب كبير حول البرامج والتقارير المتعلقة بالكتابات والمبدعين والحياة الثقافية بصفة عامة، إضافة إلى التاريخ والمعالم الأثرية فضلا على التقارير الرياضية التي تشهد بدورها طلبا كبيرا بحكم أنها تشغل اهتمامات الرأي العام العربي بدرجة كبيرة، لكن الملاحظ – يتابع المتحدث – هو تحول تركيز الاهتمام نحو المواضيع الاقتصادية منذ 2016 ، تزامنا مع التحولات التي شهدتها سوق النفط وتداعياتها على الاقتصاد الجزائر خاصة بوجود زخم من التحاليل ودكاترة مختصين يتدخلون بشكل كبير..
وفي رده على سؤال حول نسبة مساهمة التلفزيون الجزائري والإذاعة الوطنية في تبادل البرامج بالمقارنة مع يتم تداوله بالمركز ، أشار المتحدث إلى أن اهتمامات القنوات الإذاعية والتلفزيونية العربية بالأحداث فرض عليها التعاطي مع متطلباتها غير أن القنوات الأكثر نشاطا بلغت مستوى تخصيص هيكل داخلي خاص بالتنسيق وتبادل البرامج وهو ما يعكس “ديناميكيتها” في التبادل كون هذا الأخير له علاقة بالمنسق وليس بالإدارة أو التقنيين بحكم أنه صاحب الاقتراح.
وبخصوص تجربة إطلاق الإذاعة الدولية الناجحة وعدم تكرارها على مستوى التلفزيون الجزائري، ذكر محسن كريم سليماني بأن الإذاعة الدولية كانت وليدة تحديات ومغامرة كتب لها النجاح بفضل التحرر من الروتينية وكذا بفضل روح المبادرة وحسن انتقاء الكفاءات من الشباب. وأضاف يقول إن الحكومة يومها فهمت تفاعل الرأي العام الداخلي نتيجة تطور الأحداث في العراق، وتعزز هذا الخيار خاصة بعد ظهور قناة الجزيرة وعملها على توجيه الرأي العام العربي وفق أجندتها، كما ذكر المتحدث أيضا أنه لما كان على رأس القناة الإذاعية الأولى تحتم عليه رفع الحجم الساعي لبرامج الأخبار من 8 بالمائة إلى حدود 40 بالمائة تلبية لطلبات الرأي العام والمستمعين وقتها.
استقبال الجزائر للمركز نتيجة عمل دبلوماسي جبار
صرح مدير عام المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج محسن كريم سليماني لدى نزوله ضيفا بمنتدى الموعد اليومي، أنه انتخب على رأس المركز العربي من قبل الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات العربية في 18 ديسمبر 2016 وتم تنصيبه منذ 15 جانفي 2017 المنصرم. وأشار محسن كريم سليماني إلى أن المركز رغم أنه متواجد في الجزائر منذ 30 سنة إلا أنه غير معروف بشكل عام، موضحا في السياق ذاته أن المركز باعتباره منظمة إعلامية مهنية تابعة لاتحاد إذاعات الدول العربية كان قد أنشئ في مارس من سنة 1987 ويشتغل تحت لواء الجامعة العربية هدفه هو تكثيف التبادلات الإخبارية فيما بين الدول العربية وتزويد الهيئات التلفزيونية والإذاعية بتقارير سياسية وأحداث كبرى حول الأخبار والمعطيات المتداولة في العالم فيما يتعلق بالأحداث الآنية، وهي أيضا أخبار متخصصة ومصنفة كالأخبار الرياضية والثقافية إلى جانب مواضيع متصلة بقضايا الدين.
وأبرز المتحدث ذاته على أن اتحاد الإذاعات العربية يتعامل أيضا مع اتحادات إقليمية ودولية مهنية كاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الأروبية “أورو فيزيون” واتحاد الإذاعات والتلفزيونات الأسيوية والإفريقية وغيرها من المنظمات الإعلامية المهنية بهدف تبادل الأخبار والبرامج إذاعيا وتليفزيونيا ينتقيها المركز لتبادل الأخبار وبرامج الدول العربية.
بفضل منظومة المينوس تحصل الاتحاد على الكثير من الجوائز الدولية
كشف مدير عام المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج محسن كريم سليماني أن للجزائر علاقة كبيرة فيما يخص تطور المركز الذي كان سابقا يعتمد في بداية تأسيسه على منظومة الإرسال العادي إلا أنه بعد التطور التقني والتكنولوجي أصبح يستعمل وسائل جديدة غير مكلِّفة للقيام بعملية التبادل بشكل سريع وجيد وذات نوعية أيضا. وأضاف المصدر نفسه أن المركز تحصل على إمكانات كبيرة من قبل إدارة المالية للاتحاد لتجديد التجهيزات وبالفعل تم تجهيز المركز بمنظومة المينوس وهي منظومة جد متطورة تعتمد على الرقمنة وهي منظومة متعددة الوسائط – يضيف محسن كريم سليماني- قام بتصميمها مهندسون عرب وبفضل هذه المنظومة تحصل الاتحاد لإذاعات الدول العربية على الكثير من الجوائز الدولية.
قال إن المركز لا يمثل أي موقف حكومي..محسن سليماني :
”هناك ضوابط تمنع الإذاعات من ممارسة الدعاية في التبادلات الإخبارية”
أوضح مدير المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج، محسن كريم سليماني، أن تبادل الأخبار بين الإذاعات والتلفزيونات في المركز يكون من خلال ميثاق التبادلات الإخبارية الذي يحدد الضوابط المهنية من أجل تفادي الوقوع في مشاكل سياسية.
وقال محسن كريم سليماني، لدى نزوله ضيفا على منتدى ”الموعد اليومي” ، إن ” الضوابط المهنية التي حددها المركز هو أن تكون صياغة الموضوع أو الفقرة أو الفيديو المرسل من تلفزيون إلى آخر لا يعبر عن الموقف الحكومي لذلك التلفزيون، بل تكون عبارة عن مادة إعلامية خام غير معالجة من طرف المرسل ” .
وأضاف المتحدث نفسه، أن المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج، يراقب كل الأخبار التي يتم إرسالها من مختلف القنوات العربية، مشيرا أن المركز لا يقبل ممارسة الدعاية لأي حكومة، مؤكدا أن الموضوع المعروض للتبادل الذي يصل المركز يكون في شكل مادة إعلامية غير معالجة خالية من القذف أو الشتم أو تداخلات للمواقف السياسية، معطيا مثالا عن الحرب في اليمن أو سوريا قائلا ” عندما نستقبل في المركز موضوعا سياسيا نشتغل على الصورة ثم نقوم بإرسالها والمستقبل يعالجها بحسب الخط التحريري له “.
وفي هذا السياق، أضاف مدير المركز العربي لتبادل الأخبار والبرامج، أن المركز يحرص أن لا تمارس هناك أي دعاية من طرف تلفزيون أو إذاعة ما، لأن المركز مهني دولي ولا يمثل أي حكومة من الحكومات العربية، مؤكدا أنه لو لم يتم ضبط الأمور القانونية الخاصة بتبادل الأخبار والمعلومات لنشبت عدة مشاكل فيما يخص مواقف التلفزيونات العربية.
وفي حال وقوع مشكل في المادة الخام -يضيف المتحدث- يقوم المركز بمعالجتها قبل إرسالها لأنه لو ترسل وفيها خلل ستحدث مشكلا سياسيا والأمور هذه مضبوطة من خلال التنسيق بين صحفيي المركز حول المواضيع المقترحة وهناك اتفاق تام بين صحفيين المركز العربي لتبادل الأخبار يمثلون كل الدول العربية.