شدد مدير القناة التلفزيونية الرابعة الناطقة بالأمازيغية، يوسف عثمان، على رفع تحدي الوصول الى إنتاج أفلام ذات جودة عالية يراعى فيها التنوع اللساني الجزائري.
وأوضح مسؤول القناة، التي تم إطلاقها في 18 مارس 2009، أن رهان القناة الرابعة للتلفزيون الجزائري هو الوصول إلى “إنتاج أفلام راقية ذات جودة عالية باللغة الأمازيغية تتماشى مع الأحداث والواقع مع جمالية الصورة ويراعى فيها التنوع اللساني الذي تزخر به لغتنا”.
واعتبر السيد عثمان أن السينما، بالإضافة الى كونها تمنح الفرص للفنانين في إبراز مواهبهم، فهي تلعب دورا كبيرا في ايصال الرسالة مهما كان نوعها للمشاهد الذي معروف أنه يتأثر بالسينما أكثر من أي عمل تلفزيوني.
وأشار ذات المسؤول في حوار خص به “وأج” بمناسبة الذكرى الـ41 للربيع الأمازيغي، إلى أن التوجه الحالي للقناة هو التخلي عن دبلجة المسلسلات، الأفلام والوثائقيات وعدم اللجوء، بقدر المستطاع، الى الأرشيف لحشو الشبكة البرامجية للقناة الرابعة والابتعاد عن اضفاء الطابع الفلكلوري لكل ما يبث فيها.
كما تعمل القناة جاهدة على منح فضاء لكل تنوع لساني، كما قال مديرها، معتبرا هذا الاختلاف عاملا لـ “تعزيز الوحدة واللحمة الوطنيتين أكثر من شيء آخر”.
وأضاف في هذا الشأن أن رسالة القناة هي إعلامية بحتة تحاول التقريب بين هذه الألسن، مثمنا بالمناسبة المجهودات التي بذلت منذ 11 سنة من الوجود لإثراء الشبكة البرامجية لقناة الأمازيغية، سيما في السنتين الأخيرتين لتلبية حاجيات مختلف الشرائح الاجتماعية، حيث تم، على سبيل المثال، بث منذ جانفي الماضي لأول مرة حصة أسبوعية “اراش ناغ” (اولادنا) تعنى بشؤون الطفل.
كما عملت القناة جاهدة على التوزيع “العادل” للبرامج التي تبث على مدار الاسبوع حسب التنوع اللساني مع التعريف تدريجيا باللهجات التي لا تزال مجهولة لدى الجزائريين أو التي يكون تواجدها “مناسباتيا فقط”.
وبالنظر للمهام الرئيسية المنوطة بالقناة وهي مرافقة جهود الدولة لترقية الأمازيغية وإعطائها مكانتها الدستورية كلغة وطنية ورسمية، تم إطلاق برنامج جديد “أزار نتدوكلي” (جذور الوحدة) يشرف عليه باحثون ولسانيون ومهتمون بالحقل الثقافي.
وبالإضافة إلى نشرات الأخبار والحصص القارة التي تعنى بمختلف المواضيع التي تهم المواطن الجزائري بالدرجة الأولى، تشمل الشبكة البرامجية أيضا “تاسرثيث” أو “السياسة” وهي حصة تهتم بالقضايا الدولية.
وعلى غرار كل القنوات التلفزيونية، تم تحضير، بمناسبة رمضان، شبكة برامجية تتماشى مع خصوصية الشهر الفضيل، حيث تم انتاج ستة أفلام، مسلسل واحد، أربع حصص وثائقية وسلسلتين من نوع “سيت كوم”، حسب مدير القناة الذي أشار في هذا الاطار الى أن جائحة كورونا تسببت في “تراجع كبير” في الانتاج.
أما عن إحياء الربيع الأمازيغي “20 أفريل”، فقد تم للغرض اعداد حصة من 90 دقيقة حول مكاسب اللغة الامازيغية وحصيلة 25 سنة من عمر المحافظة السامية للأمازيغية التي عملت منذ نشأتها على مرافقة جهود الدولة في الارتقاء بالثقافة والهوية الوطنية.
وبمناسبة حلول شهر التراث “18 أفريل-18 ماي”، ستساهم القناة الرابعة بمجموعة من الحصص سيما حول دور التراث الشفوي ومساهمة المرأة الجزائرية عبر الاشعار والقصص في الحفاظ على التاريخ الأمازيغي.
وسيتم، على المدى القريب، انجاز حصة اجتماعية وكذا إطلاق برنامج لتلقين اللغة الأمازيغية لأبناء الجالية الوطنية المقيمة بالمهجر.
ب/ص