يواصل السجال الذي فجّره منتخبو المجلس الشعبي الولائي للعاصمة بشأن جدوى اعتماد مراقد بالمساجد، لتمكين عابري السبيل من فرصة الإيواء سيما أولئك الذين يتنقلون من مناطق داخلية أو بعيدة لدواع استشفائية، ويتعذر عليهم إيجاد مأوى بالقرب من المستشفيات أو يفتقرون إلى الإمكانيات المادية التي تسمح لهم باللجوء إلى الفنادق. ويقود السجال شباب على الفايسبوك بين مؤيد ورافض، في حين تتحفظ مديرية الشؤون الدينية للعاصمة في جدواها بالنظر إلى المسؤوليات الجديدة التي ستلقى على مصالحها وإلزامية التكفل بتسييرها ومراقبة سيرها .
ما يزال الصراع بين مؤيدي ورافضي اعتماد مراقد بمساجد العاصمة يثير اهتمامات الكثيرين، بعدما دافع المجلس الشعبي الولائي المكلف بالشؤون الاجتماعية عن أهميتها بالنسبة للذين لا يجدون لهم مأوى، حيث أوضحت نائب رئيس المجلس المكلفة بالشؤون الاجتماعية فريدة جبالي عن دورها الانساني موازاة مع النقص الفادح المسجل في مراكز الإيواء بالولاية، داعية إلى ضرورة فتح مراقد في جميع مساجد العاصمة وخاصة منها القريبة من المستشفيات، وتعميم ذلك اقتداء بمبادرة مرقد لعابري سبيل بمسجد القرية الفلاحية بزرالدة التي وصفتها بالحسنة كونها تعكس قيم التضامن والتكافل الاجتماعي، والذي أطلق عليه اسم _بيت السبيل لكل من يريد المبيتس والموجود بالقرب من مستشفى زرالدة.
من جهتهم، انقسم رواد مواقع التواصل الاجتماعي وكذا سكان الأحياء الواقع بها مشاريع مراقد بمساجدها بين التأييد و الرفض، وعزا المؤيدون موقفهم إلى المزايا الكثيرة التي توفرها هذه المرافق البسيطة بالنسبة لعابري السبيل بالنظر إلى المعاناة التي يقاسونها في تنقلاتهم سيما المتوجهين إلى المستشفيات، أما الرافضون فيتخوفون من نزع غطاء الانسانية عن المراقد في أقدس الأماكن وإعطائها صفة غير أخلاقية بحكم غياب آليات تسمح بالتعرف على هوية المستفيدين ومدى قدرة القائمين عليها على ملاحقة المتورطين، وهي النقطة التي أثارها السكان القاطنون بمحيط هذه المساجد ومعهم المسؤولون على مستوى مديرية الشؤون الدينية الذين طرحوا عدة تساؤلات حول قدرة المؤسسات الدينية على تسيير هذه المراقد .
إسراء. أ