منذ أن قدم المنتج الراحل سيمون أسمر في سبعينيات القرن الماضي برنامجه الشهير “استديو الفن”، تكرست على الساحة الفنية العربية فكرة وجود مدير أعمال الفنانين، خصوصاً أن أسمر كان “صانع نجوم” حقيقيا، وتمكّن من تحويل هواة كثر إلى أسماء بارزة في عالم الغناء.
وقد يكون جيجي لامارا، أحد أشهر مديري الأعمال الذين يمتازون بقدرة على التأثير فنياً، فلامارا الذي قدم ألين خلف وجعل منها نجمة ذائعة الصيت، سرعان ما تخلى عنها بعد خلاف بينهما، وهو ما أدى إلى تراجع نجوميتها إلى حد اختفائها نهائياً عن الساحة.
سريعاً وجد رجل الأعمال المخضرم ضالته، من خلال إدارته لأعمال المراهقة وقتها نانسي عجرم. هكذا أعاد تقديمها إلى الجمهور ودوّر موهبتها من الأعمال الكلاسيكية إلى الأغاني الراقصة، فأحدث معها انفجاراً في شكل موسيقى البوب العربية. لكن عجرم التي نضجت فنياً أصاب مشروعها الفني الوهن في السنوات الأخيرة، بعدما تسرب إلى الإعلام وجود خلافات كثيرة بينها وبين لامارا، لم تصل إلى الطلاق الفني. فصارت عجرم مسؤولة عن اختياراتها الفنية وجيجي مشرفاً عن إطلالتها في الحفلات والمهرجانات. ولا ينسى جمهور “مهرجان جرش” اللقطات التي وثقها مصورو المهرجان لنانسي وجيجي وهما يتواصلان بالإشارات، تنفيذاً لخطة ظهورها الأولى على جمهور عام 2004.
وفي السياق نفسه، انتقلت إدارة أعمال كاظم الساهر قبل عشرة أعوام، من منذر كريم رفيق دربه منذ ظهوره الفني أواخر الثمانينيات، إلى ضرغام عويناتي حيث فضّل كريم أن يبقى مرافقاً لصديق عمره من دون أن يتدخل بالعمل، بسبب ظروفه الصحية. وصار عويناتي ممثلاً عن الساهر في كل اتفاقياته الفنية، ومسؤولاً عن حضوره الفني والإعلامي، ونجح بالفعل في كسر عزلة الساهر الإعلامية من خلال مشاركة هذا الأخير كحكم في برنامجي “ذا فويس” و”ذا فويس كيدز”، فضلاً عن تكثيف حضوره في البرامج التلفزيونية المتعددة. إلا أن عويناتي جلب للساهر العديد من العداوات الفنية، مرة عندما صرح سالم الهندي رئيس شركة “روتانا” عن سبب القطيعة الفنية مع الساهر، ناسباً إياها إلى مدير أعماله، إضافة إلى شكوى دونتها واحدة من موظفات الأمم المتحدة عبر “فايسبوك”، قالت فيها إن مدير أعمال الساهر رفض على الرغم من كون الأخير سفيراً لليونيسف، التعاون مع المنظمة العالمية لأنها اتصلت به في وقت غير مناسب.
ويبدو أن المشاكل التي سببها عويناتي، دفعت شركة “بلاتينوم” مؤخراً، لرفض تسويق ألبوم الساهر الجديد الذي أعلن عن الانتهاء من تسجيل أعماله قبل عدة أشهر، بعدما طلب من الشركة السعودية مبلغ 700 ألف دولار للتنازل عن الألبوم وتسويقه، وهو المبلغ الذي رأت الشركة أنه “مبالغا فيه” في ظل الظروف السائدة جراء تفشي فيروس كورونا. هذا الواقع دفع الساهر إلى إطلاق أغنية “الحياة” عبر صفحته الرسمية على “يوتيوب” في انتظار إيجاد حل لتسويق الألبوم.