عبرت مديرة غرفة الصناعة التقليدية والحرف “عقيدة ابتسام” بولاية برج بوعريريج، في الحوار الذي جمعنا بها أن الولاية تعرف نقصا كبيرا فيما يخص الصناعة التقليدية الفنية التي يلزمها دعم كبير، خاصة بعد نفاذ صندوق ترقية نشاطات الصناعة التقليدية الفنية الذي كان موجودا قبل سنة 2015 من الموارد المالية اللازمة، مؤكدة في السياق ذاته فيما يخص استفسارنا عن غياب حرفي الولاية عن المعارض الدولية التي تعتمد بحسب رئيسة الغرفة بدرجة أولى وأساسية على الجودة في السلع المقدمة، أن المنتوج المحلي بالولاية لا يرقى للمواصفات الدولية ويفتقد للجودة التي تؤهل حرفيينا للمشاركة به في مثل هكذا معارض.
الصناعة التقليدية الفنية الفرع الوحيد الذي يستفيد من مزايا تحفيزية

رئيسة غرفة الصناعة التقليدية والحرف كشفت أن غرفة الصناعة التقليدية عبارة عن مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري تخضع للقوانين المحددة في الأمر الرئاسي رقم 96/01 وهو عبارة عن قوانين تحكم قواعد الصناعة التقليدية، مؤكدة بأن الغرفة كانت في البداية عبارة عن ملحقة تابعة لولاية سطيف إلى غاية 2010، أين تم تأسيسها بموجب مرسوم تنفيذي أخرجت من خلاله غرف الصناعة التقليدية الجهوية بكل الولايات، كاشفة في السياق ذاته أن الغرفة تتكون من طاقم إداري معين متمثل في موظفي الادارة والمتكون من 11 موظفا بين دائمين ومستفيدين من عقود ما قبل التشغيل، أما الهيكل المنتخب فهو الجمعية العامة وعهدتها 4 سنوات ويحدد عدده مرسوم تنفيذي وذلك حسب عدد الحرفيين بكل ولاية والذي يخضع لعدة قواعد تنظيمية قابلة للزيادة والنقص على حسب عدد الحرفيين، حيث أن ولاية برج بوعريريج لديها 25 مقعدا يتم انتخابهم كل 4 سنوات، ويضم الهيكل المنتخب رئيس ونائب رئيس وأعضاء المكاتب واللجان التقنية على غرار كل من لجنة التأهيل ولجنة التسويق ولجنة الترقية التي تتمثل مهمتها في طرح انشغالات الحرفيين، أما فيما يخص نشاط الغرفة بالمرفق العمومي فهو يرتكز بحسب رئيسة الغرفة على تسجيل الحرفيين على مستوى الولاية مما يسمح لهم بممارسة نشاطهم في إطار قانوني ومنظم ويعفيهم من السجل التجاري من خلال شهادة التأهيل التي تمنح لهم والمتمثلة في بطاقة حرفي.
وكشفت ذات المتحدثة أن النشاطات الحرفية مقسمة إلى ثلاثة ميادين رئيسية الميدان الأول هو الصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية التي تضم كل موروث ثقافي من أجل المحافظة عليه، وهو الميدان الوحيد الذي يستفيد من مزايا تحفيزية وذلك بهدف المحافظة على الموروث الثقافي بالولاية من الاندثار، حيث يتم منح الحرفي في الصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية دفتر شروط يذهب به لمصلحة الضرائب ليستفيد من إعفاء ضريبي مدى الحياة وهو ليس إعفاء كلي بحسب مديرة الغرفة وإنما يقوم بتسديد مبلغ رمزي. والميدان الثاني هو الصناعة التقليدية لإنتاج المواد والتي تضم المواد الغذائية والصناعات المرتبطة بالميكانيك والإنتاج والتحويل المرتبط بالحديد، والإنتاج والتحويل المرتبط بالتغذية، وأخيرا الميدان الثالث وهو قطاع تقديم الخدمات.
عدد المؤهلين 6013 حرفيا

وبخصوص المزايا وبالإضافة إلى المزايا التي يستفيد منها حرفيو الصناعة التقليدية والصناعة التقليدية الفنية، فقد أكدت مديرة الغرفة “عقيدة ابتسام” أن هناك جانب ثاني متعلق بالتأهيل، أين بلغ عدد المؤهلين 6013 حرفيا، منهم 3897 ذكرا و2116 أنثى، والذي يتم من خلاله عرض الحرفيين على لجنة التأهيل بالهيكل المنتخب الذي يضم حرفيين بناءا على تقريرهم تمنح الغرفة شهادة التأهيل للحرفيين، لتأتي بعدها مرحلة الترقية التي تضم المعارض التي تعتبر إعانة بطريقة غير مباشرة للحرفيين في حدود إمكانيات الغرفة، والهدف الرئيسي منها تسويق المنتوج وتسهيل هذه العملية على المستوى المحلي والوطني والدولي، أما بخصوص الدورات التكوينية فقد أكدت أن الدولة تقوم بتأطيرها بهدف ترقية المنتوج الفني.
رئيس دائرة التنشيط والتطوير الاقتصادي “أسامة درارجة”:
الولاية تتوفر على أزيد من 7600 حرفي

كشف هو الآخر أن الولاية تتوفر على أزيد من 7600 حرفي مقسمين على ميادين الصناعة التقليدية بمجموع 3 حرفيين، والصناعة التقليدية الفنية 963 حرفيا، والصناعة التقليدية لإنتاج المواد بـ 2825 حرفيا، والصناعة التقليلدية للخدمات بـ 3897 حرفيا، ومهمة الغرفة الرئيسية مسك وضبط سجل الصناعة التقليدية والحرف بما فيها التأهيل والتكوين والنشاط الترقوي الذي يضم التكوين والتظاهرات الترقوية المختلفة كالمعارض والندوات والأيام الدراسية التي تعتمد على برنامج سنوي يهدف إلى التعريف وتسويق المنتوج التقليدي داخل القاعة وفي الهواء الطلق وعلى المستوى المحلي والوطني وحتى الدولي والتي تقام أغلبها بالمناسبات على غرار كل من اليوم الوطني للحرفي، عيد المرأة، شاو الربيع، يناير، وهي كلها معارض خاصة بالصناعات التقليدية، وقامت الغرفة بحسبه فيما يخص التكوين التقني في نشاطات الصناعة التقليدية وما يتعلق بها من إعداد 45 دورة في الطاقة الشمسية، وحلاقة النساء والرجال، والتجميل، والحلاقة والتجميل، والطبخ، والحلويات التقليدية، والمعجنات والمخبوزات، والبيتزا والمملحات، الخياطة وتصميم الأزياء، البلاكو بلاتر، الدهانات الحديثة، والتصوير الفوتوغرافي، والمرشد السياحي، والحدادة الفنية، وخليط مكسرات العسل، التسويق الإلكتروني، وبلغ عدد المشاركين في هذه الدورات 479 مشاركا، أما فيما يخص التكوين في التسيير فقد برمجت الغرفة 12 دورة بعنوان أوجد فكرة مؤسستك trie ، عدد المشاركين فيها 173 مشاركا، و05 دورات بعنوان أنشأ مؤسستك crée، بلغ عدد المشاركين فيها 45 مشاركا، و62 دورة بعنوان حسن مؤسستك germe، عرفت 690 مشاركا، أما فيما يخص التظاهرات الترقوية تم إقامة 4 طبعات من معرض البيبان للصناعة التقليدية، الاحتفال باليوم الوطني للصناعة التقليدية كل سنة، إقامة 3 معارض خاصة بالمرأة الحرفية، إقامة عدة معارض جهوية للصناعة التقليدية، إقامة معرض وطني للتحف الفنية، وصالونات المنتوجات التقليدية المطبخية، إقامة معرض المأكولات والمنتوجات التقليدية بمناسبة يناير 2017-2018-2019، الاحتفال برأس السنة الأمازيغية.

وأكد رئيس دائرة التنشيط والتطوير الاقتصادي “أسامة درارجة” أن التكوين يضم شطرين، الأول متعلق بالتكوين التقني في نشاطات الصناعة التقليدية، وهو عبارة عن تدريب تقني في مختلف نشاطات الصناعة التقليدية والذي انطلق سنة 2016 من خلال تسطير برنامج سنوي في عدة ميادين، أما فيما يخص التسيير فهناك برنامج معتمد من طرف المكتب الدولي للشغل GERME الذي يدخل في إطار اتفاقية دولية بين المكتب الدولي للشغل والغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف، حيث تملك الغرفة مكونين دوليين للشغل والبرنامج هذا متعلق ومختص بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة هدفه تحسين أداء المؤسسات ولديه مستويات في التكوين تنطلق من الفكرة إلى غاية توسيع النشاط، ليأتي بعدها الانشاء والتسيير وحتى التوسعة، ويتكون البرنامج بحسب ذات المتحدث من ثلاث دورات رئيسية وهي أوجد مؤسستك، وأنشأ مؤسستك، وحسّن تسيير مؤسستك، حيث يتم العمل في الدورات التقنية مع الحرفيين ومراكز التدريب وذلك على مستوى دار الصناعة التقليدية داخل الغرفة من خلال اتفاقية موقعة بين الغرفة والمكونين.
جندي توفيق

