قدم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، الأربعاء، إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من العاصمة الليبية، بعد أن أجرى هناك سلسلة مباحثات مع عدد من المسؤولين بيهم رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي والمبعوث الأممي إلى ليبيا عبدالله باتيلي.
و زار خان المقابر الجماعية بمدينة “ترهونة” الواقعة جنوب شرق العاصمة طرابلس، برفقة رئيس “الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين” كمال السيوي، وعضوي مكتب النائب العام، محمد الأسود ونورالدين الغالي.
وقالت محكمة الجنايات الدولية، عبر صفحتها على تويتر، إن كريم خان التقى خلال زيارته مع مجموعات الناجين وضحايا العائلات في ترهونة، وأكد التزامه بتسريع العمل من أجل تحقيق “عدالة مجدية” في ليبيا.
كما التقى خان مع المدعي العسكري الليبي مسعود إرحومة، وأعضاء مكتبه، وناقش معهم تعزيز التعاون والتكامل في السعي لتحقيق العدالة في ليبيا.
من جهته نقل تلفزيون “ليبيا الأحرار” عن المدعي العسكري قوله إن القضاء الليبي هو صاحب الاختصاص في محاكمة المتهمين الليبيين، وذلك رداً على مطالبة خان للسلطات المحلية بضرورة تسليم المتهمين المطلوبين للمحكمة الجنائية.
ووصل المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إلى العاصمة طرابلس، السبت الماضي، في أول زيارة لمدعي عام تلك المحكمة منذ 10 سنوات.
وقالت المحكمة، التي تتخذ من لاهاي مقراً لها، إن الزيارة تهدف لتسريع التعاون وتحقيق العدالة لضحايا جرائم الحرب في البلاد، وبناء شراكات مع الضحايا والسلطات الوطنية والمجتمعات المتأثرة من أجل “تعزيز المساءلة عن الجرائم وفق نظام روما الأساسي”، الذي أسست بموجبه المحكمة الجنائية الدولية عام 1998.
وفي تقريره المقدم إلى مجلس الأمن، في أبريل الماضي، قال كريم خان، إن الوضع في ليبيا يمثل أولوية لمكتبه، وذلك لكون البلاد مرت بحروب عدة وقعت خلالها “انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وجرائم حرب”.
وكانت “الهيئة العامة للبحث والتعرف على المفقودين” قد أعلنت في 2 نوفمبر الحالي عن استخراج 6 جثث جديدة مجهولة الهوية من أحد المواقع بـ”المكب العام” بترهونة، وذلك قبل ثلاثة أيام من وصول خان إلى طرابلس .
ويطالب أهالي ضحايا المقابر الجماعية في ترهونة وغيرها بتحقيق العدالة لذويهم وبكشف مصير المفقودين منهم.
وعثر على أكثر من 250 جثة متوزعة على عدد من المقابر الجماعية في ترهونة منذ صيف 2020، فيما بلغ مجموع عدد المسجلين لدى “هيئة البحث والتعرف على المفقودين” نحو 3650 شخصا، 350 منهم ينحدرون من المدينة المنكوبة.
وتتهم السطات الليبية ميليشيات محمد الكاني المعروفة باسم “ميليشا الكانيات” بارتكاب جرائم في ترهونة التي كانت تسيطر عليها منذ عام 2014 قبل أن تضطر للفرار من المدينة بعد انسحاب قوات المشير خليفة حفتر منها عام 2020.
وحاولت حكومة الوفاق الوطني قبل الهجوم على طرابلس عام 2019 إضفاء الطابع الرسمي على الميليشيا وضمها للجيش، لكنها تحالفت مع المشير حفتر بعد ذلك وتُتهم بالمسؤولية عن ارتكاب فضائع وحشية في المدينة خلال سيطرتها عليها.