وصف وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، الجزائر بأنها صديق عظيم ومورد موثوق، مشيدا بقوة العلاقات بين البلدين في مجال الطاقة، وذلك خلال مداخلته أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإسباني في مدريد، الاثنين.
وشدد الوزير الإسباني، على أن توطيد العلاقات مع المغرب لا يعني بالضرورة تدهور العلاقات مع الجزائر، مؤكدا أن الجزائر واصلت تزويد بلاده بالغاز بشكل منتظم، رغم التوترات السياسية التي طبعت العلاقات الثنائية منذ سنة 2022 وقال ألباريس إن الجزائر حافظت على مكانتها كمصدر رئيسي للغاز نحو إسبانيا، مشيرا إلى أن إمدادات الطاقة لم تتأثر خلال السنوات الأخيرة، ما يعكس – حسب تعبيره – طبيعة العلاقة المتميزة التي تجمع الطرفين. وبلغة الأرقام، كشف ألباريس عن انتعاش ملحوظ في المبادلات التجارية، حيث سجلت الصادرات الإسبانية نحو الجزائر ارتفاعا بنسبة 142% خلال عام 2024 مقارنة بالسنة السابقة، في مؤشر اقتصادي يعكس بداية استعادة الثقة بين البلدين. هذا التحسن التدريجي، يأتي بعد أزمة حادة فجّرتها مواقف مدريد بشأن الصحراء الغربية، حين أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانتشيز دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي المزعوم الذي يطرحه المغرب، وهو ما اعتبرته الجزائر انحيازًا مرفوضًا وردّت عليه بتجميد معاهدة الصداقة والتعاون الموقعة سنة 2002. ورغم تداعيات هذه الأزمة التي طالت التبادل التجاري والحوار السياسي، بدأت ملامح الانفراج تلوح منذ أشهر، مع أول زيارة رسمية لمسؤول جزائري إلى مدريد، تمثلت في استقبال وزير الداخلية الإسباني لنظيره الجزائري إبراهيم مراد في فيفري الماضي، وهي خطوة فسّرها المراقبون على أنها بداية فعلية لإعادة بناء الثقة وفتح قنوات الحوار مجددا بين البلدين.
محمد. د