مداهمات ليلية لتضييق الخناق على عصابات الأسلحة البيضاء.. الأحياء الجديدة بالعاصمة تتنفس الصعداء بعد قرار الرئيس تبون

مداهمات ليلية لتضييق الخناق على عصابات الأسلحة البيضاء.. الأحياء الجديدة بالعاصمة تتنفس الصعداء بعد قرار الرئيس تبون

شرعت الأحياء الجديدة بالعاصمة – والتي كانت إلى وقت قريب حلبات دامية لمشاجرات وصفت بحروب الجاهلية التي تستعمل فيها كل أنواع الأسلحة البيضاء – في جني ثمار القرارات الجديدة التي أقرها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بعدما شنت الأجهزة الأمنية مؤخرا مداهمات ليلية في بؤر الصراعات لأجل قطع دابر الفتن و منع تشكّل العصابات في مهدها سيما مع إرفاق ذلك بتشديد العقوبات المسلطة على المتورطين وتضييق الخناق على ظاهرة تداول الأسلحة البيضاء وهذا كأولى خطوات الردع التي ستتعزز ميدانيا بإجراءات أخرى موكلة إلى لجان مشكلة من عدة إطارات في علم النفس والاجتماع لدراسة الظاهرة عن قرب قصد فهم الظاهرة التي تولدت حديثا بفعل عمليات الترحيل التي طبعتها نقائص تأطيرية كثيرة نتج عنها تعزيزا ملفتا لعوامل التنافر في المجمعات السكنية المختلطة بدل فرض الانسجام.

وستعمل هذه اللجان على تحرير تقارير دورية حول المشكلة التي أرقت الكثيرين لرفعها على طاولة الرئيس لاحقا بغية اتخاذ التدابير اللازمة للقضاء النهائي عليها.

استحسن سكان عدة أحياء جديدة بالعاصمة المستجدات الأخيرة التي كبحت جماح عصابات المافيا التي أضحت أبعد من التهور في اعلان الحروب القبلية وسط السكان الآمنين، وأصبحت تتردد في الدخول في الصراعات التي درجت عليها في السنوات الأخيرة خشية السقوط في متاهة العقوبات القانونية الجديدة المفروضة على المتورطين والتي بلغت درجة الحرمان من الإجراءات التخفيفية وحتى من العفو خلال المناسبات الوطنية لأصحاب السلوك الحسن داخل السجون، وأبدوا ترحيبا كبيرا بتكثيف دورات المداهمة الليلية سيما بالأحياء الجديدة بأولاد فايت التي عرفت قبل أقل من عام جملة من المعارك الدامية التي استعملت فيها أبواق البواخر والألعاب النارية والسيوف والخناجر وأحرقت السيارات كما تم رشق رجال الأمن بالحجارة، معربين عن شدة امتنانهم لقرارات الرئيس التي من شأنها حمايتهم مستقبلا من محاولة فرض قانون الغاب وترويعهم، وهذا في انتظار تفعيل اللجنة المكونة من النخبة للتقرب من أسباب الظاهرة التي استحدثت مع عمليات الترحيل والتي لخصت إلى الآن في أن اندلاع الحروب المميتة أحيانا لأتفه الأسباب يعود بالدرجة الأولى إلى غياب العلاقات الحميمية التي كانت تربط بين الجيران في الأحياء العتيقة، واختفاء روح التآزر والتضامن والمحبة التي كانت تجمع بين الأسر في السراء والضراء، حيث حلت محلها حروب العصابات التي يشبّهها الكثيرون بحروب الجاهلية بالنظر إلى التعصب الذي يبديه المنتمون إلى حي على حساب آخر على شاكلة حمية القبائل بالبوادي ولكن في موقع واحد ما يفتأ أن يشتعل فتيلها بين الفينة والأخرى، معلنا عن فصل جديد من الشجارات الدموية بعيدا عن السيطرة الأمنية، فأكثر هذه الأحياء دون مراكز أمنية ولا فضاءات مدنية لامتصاص الآفات والمظاهر السلبية التي تراكمت وتحولت مع مرور الوقت إلى قنبلة اجتماعية موقوتة. وقد نقل السكان الذين استقدموا من الأحياء الهشة والبنايات القصديرية التي نخرتها الآفات الاجتماعية، ذهنية الزعامة والسيطرة، مصطدمين بذهنية التعالي والطبقية المستمدة من عراقة العلاقات بين الأسر التي احتضنتها أحياء كباب الوادي، بلكور والقصبة العتيقة، فنتج عنها انعدام تام في الانسجام الاجتماعي .

يذكر أن الرئيس أمر بضرورة التشديد على مكافحة تفشي ظاهرة النشاط الإجرامي لعصابات الأحياء التي عرفت تناميا في السنوات الأخيرة، خاصة في المدن الكبرى، والزيادة في إجراءات الردع القانوني لحماية المواطنين وممتلكاتهم من هذه العصابات الإجرامية التي يُستخدم فيها المال الفاسد لخلق البلبلة وترهيب السكان، وترويج المخدّرات مع منع استيراد أو بيع أو حيازة أو استعمال أو صناعة السلاح الأبيض من سيوف وخناجر قصد تزويد عصابات الأحياء به، واستثناء المعاقبين منهم من إجراءات العفو، بالإضافة إلى إقرار تدابير قانونية لحماية الأجهزة الأمنية بمختلف أسلاكها المكلفة بمواجهة هذه العصابات.

كما أمر بتكثيف عمل اللجنة الوطنية واللجان المحلية المستحدثة، وإشراك المجتمع المدني في محاربة هذه الجريمة التي تتراوح عقوبة الحبس المقترحة بشأنها من خمس سنوات إلى المؤبد في حالة القتل بالإضافة إلى الغرامة المالية التي تصل إلى مليوني دج.

إسراء. أ