ما تزال العائلات القاطنة بالأكواخ على مستوى مزرعة بن حدادي ببني مسوس تترقب فرصتها في توديع سكنات البؤس والمعاناة التي تشغلها منذ سنوات، رغم أنها غير صالحة للاستعمال البشري لما تتميز به من اهتراء وقابلية التهاوي على رؤوس أصحابها في أي لحظة، سيما عند هبوب الرياح أو تساقط الأمطار، وهو الأمر الذي تتخوف منه لاقتراب حلول فصل الخريف والشتاء، دون الحديث عن النقائص الكثيرة التي تعكر صفو حياتها وتجعلها تطارد حلم تحقيقها في كل فرصة أو بصيص أمل يلوح لها في أفق حياتها الكئيبة.
ناشدت العائلات القاطنة بأكواخ المزرعة ترحيلها إلى سكنات لائقة تضمن عيشها الكريم وترحمها من المعاناة المتجددة مع حلول موسم الأمطار والرياح نظرا لهشاشة السكنات التي تأوي إليها والتي بالكاد تضمن لها سقفا يحميها، مؤكدة أنها احتملت كل تلك السنوات أملا في أن تشملها قائمة المستفيدين من شقق الكرامة، مثلما استفادت منها آلاف العائلات التي كانت تعاني نفس معاناتها على مدار أكثر من أربع سنوات، وأنها إلى الآن تترقب بفارغ الصبر أن يزول وباء كورونا حتى تأتيها الأخبار الطيبة، سيما وأنها تعتبر نفسها صاحبة حق وتنتظر نيله.
وحسب السكان، فإن الأوضاع التي يعيشونها داخل هذه البيوت القصديرية كارثية، لأن أكواخهم لا تصلح لمبيت البشر فيها، خاصة مع اقتراب حلول موسم الأمطار التي تمثل أكبر هاجس لهم، حيث عانوا لسنوات من مشكل تسرب المياه إلى منازلهم، التي تسببت في تبليل معداتهم وأفرشتهم لتتحول لياليهم إلى جحيم، ضف إلى ذلك افتقار المزرعة لأدنى شروط العيش الكريم، على رأسها غياب الغاز الطبيعي الذي ما زال حلما يراودهم متكبدين عناء التنقل إلى مسافات بعيدة لاقتناء قارورات البوتان، ومعها نقص المياه أين يضطرون إلى استخدام أساليب تقليدية لاقتناء المياه بملء الدلاء والقارورات البلاستيكية بالليل.
وأوضح السكان أن ترقبهم للسوسيال ليس اتكالا بقدر ما هو حاجة ملحة بالنظر إلى ظروفهم الاجتماعية القاهرة ومعاناتهم مع غياب مدخول ثابت، إضافة الى معاناة أغلب شباب الحي من البطالة، ما أثر على إمكانية الحصول على سكن ضمن الصيغ الأخرى باستثناء برنامج الولاية المخصص لقاطني القصدير الذي استفادت وما زالت تستفيد منه العديد من العائلات إلى حد الآن.
إسراء. أ