هدد عشرات المحتجين القاطنين على مستوى بلدية عمال أقصى جنوب شرق بومرداس بتصعيد لهجتهم، تنديدا بتفجيرات الديناميت بمحجرة تيميزار المهددة بنسف مغارة مكتشفة قبل أيام تعود إلى مئات السنين، وتزخر بتحف طبيعية على شاكلة مغارات تلمسان وجيجل.
وقادت كل من جمعية “ثافاث” بتيزة
و”اسيرم” الوقفة الاحتجاجية، صبيحة السبت، لمنع المحجرة من مواصلة تفجيراتها لتفتيت الحصى، لما تسببه من اهتزازات تهدد المغارة العجيبة بالنسف، حيث أشار رئيس جمعية “ثافات” مختار بولجنت إلى أن الوقفة الاحتجاجية سلمية ونظمت على مستوى المحجرة الواقعة بتيميزار الحدودية مع الأخضرية، للضغط على مسؤوليها لوقف استعمال المتفجرات وغلقها تماما حماية للكنز السياحي الذي تم اكتشافه مؤخرا، مناشدين والي بومرداس مدني فواتيح التدخل العاجل لإنقاذ هذا المعلم الطبيعي والكنز السياحي ربما الوحيد على مستوى الولاية، موضحا أن فئة قليلة فقط تعلم بوجوده حتى سكان المنطقة لم يروها من قبل.
وحسب عدد من العارفين بخبايا هذه التحف الطبيعية التي جرى اكتشافها من خلال حفريات في جبال عمال، فالمعلم يضم تجويفاً يحوي منحوتات طبيعيةصنعها الكلس، إضافة إلى ما يسميه الخبراء الجيولوجيون “الصواعد والنوازل الكلسية” ذات الأشكال والألوان المختلفة التي تشكلت على مر القرون، وقداُكتشفت هذه المغارة مؤخرا بالصدفة من طرف عمال محجرة بعمال بدائرة الثنية في منطقة اسمها تقرين الموجودة في حدود عمال والأخضرية تقابل حمام
ثلاث و شلالات الأخضرية، حيث تم التكتم عن الأمر حتى لا تتوقف أشغال المحجرة رغم أنها ليست خاصة و إنما شركة عمومية مقرها بالرويبة، موضحين أن هذه الأخيرة معرضة للهدم بفعل المتفجرات المستعملة في تفتيت الصخور والأحجار والتي لا تبعد عنها سوى مئات الأمتار فقط.
وأضافوا أن هذه المغارة التي تشكل ظاهرة عجيبة في شكل معلم طبيعي أثري وسياحي والوحيدة على مستوى الولاية، تحتوي على أشكال غريبة و ألوانمختلفة، تشكلت بفعل ظاهرة تسرب مياه الأمطار المحملة بالكلس والأملاح المعدنية مشكلة بذلك نوازل وصواعد وأشكال مختلفة، والأهم أن نمو هذهالنوازل والصواعد، حسب ما أثبته الخبراء في مختلف المغارات من هذا النوع أنها تنمو بمعدل 01 سم في القرن ويبلغ طول الصواعد والنوازل بهذهالمغارة من مترين إلى 10 أمتار، ولكم أن تتخيلوا الوقت الذي استغرقه تكوّن تلك الصواعد والنوازل، و من عجائب وغرائب هذه المغارات أنها تشبه إلى حد كبير مغارة بني عاد بتلمسان ومغارة جيجل.