فقدت بلدية باب الزوار الواقعة شرق العاصمة سيطرتها على سوق دبي المشهور الواقع بحي الجرف الذي عرف عنه طوال سنوات نظافته ورقي معروضاته، قبل أن يتهاوى إلى الحضيض ويتوسط كم هائل من النفايات التي
تطاير أغلبها إلى الأحياء السكانية القريبة لتمنع عن السكان مجرد التنفس بفعل الغزو المسجل مؤخرا، والتي أضحت تغلق بواباتها وكذا الطرقات المؤدية من وإلى السوق.
فقد زبائن سوق دبي بالجرف متعتهم في التسوق بعد الوضع الكارثي الذي آل إليه بفعل الاهمال وعجز البلدية عن فرض سيطرتها عليه بعدما تكدست النفايات التي باتت ديكورا مميزا يشوّه الصورة العامة له، وكذا المحيط السكني الذي بات هاجس قاطنيه، معربين عن استيائهم لهذا التحول الرهيب لوضعه بعدما كان قبلة الجزائريين وحتى الأجانب لوفرة كل السلع التي يحتاجونها وبجودة عالية، ضف إليه النظام الذي كانت عليه المحلات، بحيث يجد أي زبون ضالته بمجرد حفظ خريطة العرض، كما أن السكان القاطنين على مقربة منه لم يشتكوا يوما بسبب توسعه أكثر باعتبارهم لا يعانون أبدا في تأمين احتياجاتهم ويكفي مجرد أمتار سيرا على الأقدام حتى يوفروا كل مستلزماتهم.
واتهم الزبائن التجار بالتسبب في تقهقر سمعة السوق بفعل غياب الحس المدني لدى البعض منهم ممن يعمد إلى التخلص العشوائي من النفايات ورميها أحيانا على حواف وأرصفة الطرقات، التي أصبحت روائحها تزعج المارة وتجلب مختلف الحشرات والجرذان، معتبرين أن هذا المكان أصبح خارج اهتمامات البلدية التي لم تفكر في تنظيمه والتغيير من الوضع المزري الذي يعرفه المحيط البيئي بسبب النفايات التي أضحت ديكورا جديدا يميز المنطقة، كما أشار الزبائن والسكان القاطنون بالعمارات المحاذية بأصابع الاتهام أيضا إلى أعوان النظافة التابعين للبلدية والذين فشلوا في تحديد موعد واحد لرفع النفايات، الأمر الذي أرهق السكان وأدخلهم في قلق كبير.
وحسب سكان المنطقة، فإن أحيائهم كانت تشهد نظافة دائمة، غير أنه وبعد الخلل المسجل على مستوى مواعيد رفع القمامة، بات المواطنون يخرجون نفاياتهم قبل الموعد وهو ما ساهم في تدني وضعية محيطهم السكني، متسائلين عن دور السلطات المحلية خاصة مع المراسلات الكثيرة التي وجهت إليها من أجل رفع القمامة في الأوقات المخصصة لها إلا أن المعضلة لا تزال تزداد حدة وفي تفاقم مستمر.