انطلقت منذ يومين حملة واسعة لجهر الوديان وامتصاص المياه الراكدة ببلديات عنابة الـ 12، وتدخل العملية في إطار
مواجهة مشكل الفيضانات الذي تشكو منه الولاية منذ سنوات، وقد برمجت مصالح بلدية البوني خرجات ميدانية ستتواصل إلى غاية منتصف ديسمبر القادم، وبالأرقام تم احصاء نحو 800 نقطة سوداء موزعة على مستوى البلديات الكبرى، تخص هشاشة البنية التحتية. ولاحتواء الوضع سيتم تجسيد مخطط برمجة عمليات ترميم الطرقات وإعادة ربط الأحياء الكبرى بشبكة الصرف الصحي وتجديد القنوات الخاصة بتوصيل المياه الشروب بالأحياء القديمة، وهذا من أجل تأهيل وتهيئة مناطق التوسع العمراني ومواجهة الفيضانات.
ومن بين المناطق المبرمجة في إطار أشغال المخطط الاستعجالي للتهيئة بعد تحضير الصفقات بها لمدة شهر، حي الطاحونة بعنابة وسط، واد الذهب الشطر الأول وفالمسكور ولورونجري وحي سيبوس، أما فيما يخص الأحياء التي تمت المصادقة على دفاتر الشروط الخاصة بها والإعلان عن مناقصات للتهيئة العمرانية وفتح الأظرفة لاختيار المقاولات، علما أن اللجنة التي تم تعيينها من طرف الوالي تحرص على تعميم قطاع التهيئة بمختلف أحياء عنابة ومعاينة عملية انجاز أصحاب المقاولات خاصة منها التي تتبع سياسة البريكولاج والترقيع، ما أدى إلى فشل المشاريع الاستثمارية الكبرى بعنابة والتي كانت قد استهلكت الملايير دون أن تعزز مختلف القطاعات الحيوية وهي تعبيد الطرقات وربط السكنات بالمياه الشروب ومختلف المرافق الأخرى.
من جهة أخرى، فإنه بناء على تقرير الجهات المحلية بعنابة، فإنه تم تخصيص نحو 14 مليار سنتيم لتهيئة الطرقات والأرصفة المتواجدة ببلدية عنابة منها عنابة وسط، بني محافر، الزعفرانية والقمم والطريق المحوري المؤدي إلى سوق الحطاب وسويداني بوجمعة ومحطة المسافرين شاند مارس، إضافة إلى أحياء أخرى، وهي العملية التي استهلكت، حسب تقرير مصلحة الطرقات بالولاية، 140 طنا من الإسمنت.
وقد أسفرت عمليات الحفر العشوائي الذي خلفته مقاولات البناء بمدينة عنابة عن تعرية الطرقات والإضرار بها بشكل كبير، حيث تزيد وضعيتها تعقيدا خلال فصل الشتاء، أين يصعب على السائقين استعمالها وذلك لتأخر أصحاب المقاولات في ردم الحفر وإعادة التراب إلى مكانه وصيانة الطرقات قبل توحلها.
وعلى صعيد آخر، دخل المخطط الاستعجالي لحماية عنابة من خطر الفيضانات مرحلته الأخيرة، حيث تم تهيئة نحو 90 كلم طول القنوات التي غمرتها مياه الأمطار والأتربة وأغصان الأشجار للسنة الجارية. وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإنه تم تحديد النقاط السوداء داخل وخارج مدينة عنابة.
وقد برمجت مصالح بلدية عنابة 12 عملية جديدة خاصة بجهر الأودية ورفع الأتربة عن المناطق المنخفضة وهي لاكولون، بني محافر وحي 8 مارس، فيما تم تحديد أربعة أحياء كنقاط سوداء وهي رفاس زهوان، إليزا والخروبة ووادي فرشة عبر إقليم البلدية، وهي النقاط الأكثر خطورة في ولاية عنابة، وذلك يدخل في إطار مخطط مكافحة الفيضانات وقد تم تحديد نهاية نوفمبر القادم كآخر أجل لعمليات رفع الأتربة وكذلك جهر الأودية.