بالرغم ان حلقاته تحمل  مواضيع تعتبر مرفوضة اجتماعيا

 مخرج مسلسل “الدامة”: الدراما ليست موعظة

 مخرج مسلسل “الدامة”: الدراما ليست موعظة

ما زال مسلسل “الدامة” الذي يعرض على التلفزيون الرسمي في الجزائر، خلال شهر رمضان، يثير الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يرى منتقدوه أنه “لا يتماشى مع القيم والمعايير الأسرية”، ويعتمد على لغة حوار وصفوها بأنها “سوقية وعنيفة”، فيما يقول مؤيدوه إنه “يصور جزءاً من الواقع”.

وبالرغم من التبريرات التي يقدمها القائمون على انتاج العمل، إلا أن اللغط ما زال مستمرا ضد عرض هذه السلسلة التي حملت حلقاتها مواضيع تعتبر مرفوضة اجتماعيا، خاصة عند متابعة الانتقادات الواسعة عبر صفحات التواصل الاجتماعي التي اتسمت بالانزعاج المجتمعي من تناول مشاكل غير أخلاقية لا تليق بقيم المجتمع كمتاجرة بنت محجبة بالمخدرات والمهلوسات، وما أثار الجدل أيضا كان بروز شعر”كلمات” في مشاهد المسلسل.   كانت مكتوبة على الحائط في مشاهد مدروسة بالتأكيد لأن اختيار موقع تصوير أي مشهد أو لقطة لا يتم إلا بعد أن تعالج الخلفية وما فيها من رسائل ضمنية أو صريحة، والعبارة التي حيرت الجميع هي لمسمى منظمة إرهابية مكتوبة بحروفها الفرنسية، وهو تنظيم إرهابي يسعى عناصره إلى زعزعة استقرار الوطن؟

ويتساءل الكثير أيعقل أن تكون اللقطة عفوية وفي سياق مغاير تماما لمحتوى المسلسل؟ لتستمر التبريرات في خانة أن الغرض من عرض هكذا عمل هو اثراء للإنتاج الاعلامي والتلفزيوني الجزائري من واقع المجتمع الجزائري نفسه، فهل تراجع المستوى الاجتماعي للمجتمع لدرجة التركيز على الحالات الشاذة من الأفكار الدخيلة؟

ويتساءل آخرون أليس للجزائر تاريخ زاخر بالبطولات التي تستحق صرف المليارات في انتاج تلفزيوني عمومي هادف، لضمان تواصل المجتمع مع ماضيه الناصع لترسيخ مفاهيم الوطنية والدفاع عن القضايا العادلة؟

وكان النائب عمر معمر، عضو لجنة التربية في مجلس النواب، اعتبر أن “المسلسل يشجع على ترويج الممنوعات في الأوساط المدرسية، بتصويرها طريقاً للكسب السريع دون معالجة أخطار الظاهرة”.

وطالب معمر بـ “ضرورة أن يكون للأعمال التلفزيونية دور توعوي لخدمة المجتمع، ومعالجة الآفات الاجتماعية من خلال طرح مسؤول، ولغة حوار منتقاة تراعي مرجعيات الجزائريين”. كما طالب كذلك بـ “تشديد الرقابة على الأعمال التي تعرض في رمضان، لأنها تحظى بمعدلات مشاهدة عالية”.

خالد زعاف أستاذ علم الاجتماع بجامعة البويرة، قال إن المسلسل يضم “محتوى عنيفا بدنياً ولفظياً”، واعتبر خلال تصريحاته لـ “الشرق”، أن “العمل يركز على تقديم نماذج وسلوكيات اجتماعية سلبية بشكل مبالغ فيه، من خلال إبرازها كظواهر موجودة ومفروضة اجتماعياً ما يؤدي لإعادة إنتاجها واستفحالها”.

في المقابل يدافع صناع العمل ونقاد ومشاهدون عن المسلسل الذي تصدر نسب المشاهدة في الأسبوع الأول من رمضان، واعتبروا أنه “يعكس جزءاً من الواقع في قالب فني يضمن متعة المشاهدة”، واصفين الانتقادات التي تعرض لها ووصلت إلى حد المطالبة بوقف عرضه، بأنها “محاولة لكسر الإبداع والفن”.

يحيى مزاحم مخرج المسلسل، أكد في تصريحاته لـجريدة “الشرق”، أنه “من حق المشاهدين مناقشة العمل وإثارة الجدل بشأنه”، لكنه اعتبر بعض الانتقادات “لا معنى ولا أساس لها، على اعتبار أن المسلسل عمل درامي، والدراما ليست للموعظة”.

مزاحم شدد على أن المسلسل يناقش موضوعات وقضايا يعيشها المجتمع بشكل عادي، كما شدد كذلك على أنه “لا يروج لها أو يقصد منها توجيه إساءة للجزائريين”.

وأوضح مخرج مسلسل “الدامة”، أن العمل في بداياته، ومن غير المعقول إصدار أحكام نهائية عليه، خاصة أن المسلسل سيشهد تطورات عديدة.ودافع يحيى مزاحم عن لغة المسلسل، والتي أثارت تحفظات على موقع التواصل الاجتماعي واعتبرها كثيرون “لغة شارع”، بقوله: “هذه هي لغتنا اليومية التي نعرفها نتحدث بها في أحيائنا الشعبية”.

ب-ص