محمد رضا جندر: “30 سنة رصيدي في ميدان الفن وما يهمني هو اللحظة الآنية”

elmaouid

قال مغني الشعبي العصري المقيم بألمانيا، محمد رضا جندر، أمس، ببرنامج “ستوديو لايف”، “إن عصرنة الشعبي خطوة إيجابية تساهم في تواصله بين الأجيال الشابة حاليا والمقبلة، شرط أن يحرص المجدد على البحث في الكلمات والتراث وأن يحترم أصالته ولا ينتقص منها”.

وأضاف جندر في حديثه عن ألبومه “ترميم” قائلا: “أطلقت هذا الاسم على ألبومي الصادر في 14 ماي 2014، لأنني قمت بأشغال ترميم التراث الوطني، وهي حركة مرتبطة بظاهرة مهمة في حياتي، حيث أنني كنت جد متأثر بالثقافة الغربية في شبابي وأهملت كل ما هو تقليدي، ولم أهتم بالجانب الفلكلوري العظيم والثري، ولكن لما تكبر تنضج أفكارك وتتغير رؤيتك للأمور، فأنا الآن أخدم الفن منذ 30 سنة، ولأني انسان ذو طبع إيجابي، فعوض أن أقول إن التراث تجاوزه الزمن، قمت بمبادرة تجديد الشعبي ولجلب الشباب وربطه بهويته”.

وأشار محمد رضا جندر إلى أن “اختيار تاريخ 14 ماي لإصدار ألبومي لم يكن صدفة، فهذا التاريخ صعدت فيه لأول مرة على المنصة وقابلت الجمهور بقاعة الأطلس مع فرقة “بابيلون” القديمة وليست بابيلون الحالية التي أحيي شبابها المبدعين، ففي فرقة بابيلون القديمة كنا نؤدي موسيقى الريغي وأحيي أعضاءها كذلك”.

وعن تجربة “ذا فويس” الألمانية، قال جندر: “لم تكن مشاركتي في ذا فويس فكرتي، فلي صديق بألمانيا يدعى راهول غونزاليس حدثني عن برنامج تلفزيوني عجيب لاكتشاف المواهب الشابة، فاعترضت في البداية لكنه أصر على تسجيلي فذهبت في المرة الأولى بشيئ من اللامبالاة قائلا:”أنا فنان لدي خبرة طويلة في الغناء، لكنني صدمت حين تم رفضي لكنني قلت ربما كان ذلك بسبب مزاجي، وأصر عليّ راهول لأعيد التجربة فأعدتها، حيث أديت أغنية لجيمس براون وفوجئت أنه تم اختياري من بين 14 ألف مغني قامت لجنة تحكيم البرنامج بسماعهم”.

أما عن مهرجان “ليالي سان بترسبورغ البيضاء”، فقال الفنان: “لقد اكتشفوا نوعي الغنائي بروسيا ودعوني لأغني ممثلا الجزائر بين الدول المشاركة، وقد أعجبهم الفن الجزائري كثيرا”، مضيفا بخصوص نوع الفن الذي يؤديه: “أحد الصحفيين طرح علي هذا السؤال، فقلت أنا أؤدي الـ “بلاد موزيك”، فإن كانت أمريكا الكونتري ميوزيك فلماذا لا نؤسس موسيقانا الخاصة ونسميها بلاد ميوزيك، وقد أثار المقال ضجة وطلب مني إذن استخدام هذا الاسم في البرنامج “بلاد ميوزيك” الشهير فقبلت الفكرة وأديت جينيريك البرنامج”.

وعن أدائه للتراث في ألبوم “ترميم”، قال محمد جندر “أفتخر بأداء قصائد من 900 سنة على غرار قصيدة “يا عشاق الزين” لابن التريكي، ولقد تشرفت بلقاء أحد أحفاده”، مضيفا “استغرق مني إعداد هذا الألبوم 10 سنوات وهذا طبقا لفلسفتي في العمل، فأنا أحترم الفن وأترك وقتا للبحث في الكلمات وأعيد اللحن وأستشير آخرين، قد أعدل في الكلمات، فهي ليست نصا مقدسا لكن دون إخلال بالمعنى، وقد فعل كبار المشايخ ذلك كقصيدة الحراز التي تختلف بعض كلماتها بين الشيخ اعمر الزاهي والشيخ قروابي رحمهما الله، فهذا خاضع لدورة الزمن، لكن يجب أن نحترم التراث ونحاول فهمه، فبعض القصائد بها مفردات من الدارجة الأندلسية الخاصة بتلك الحقبة، ولهذا يصعب فهمها وعليه يجب أن نواصل البحث عن معناها”.

وفيما يخص مشاريعه المستقبلية، قال جندر: “لدي إدراك غريب للوقت، فكل ما يهمني هو اللحظة الحالية لأن الماضي انقضى والمستقبل في حكم الله وما يؤثر فيّ هو الآن”.