حتى مشاري العفاسي نعاه

محمد رحيم “عبقري الجيل” و”صانع النجوم”

محمد رحيم “عبقري الجيل” و”صانع النجوم”

نعى القارئ الكويتي مشاري بن راشد العفاسي الملحن المصري محمد رحيم، معبرا عن حزنه العميق لفقدان “صديق له فضل كبير” في نجاح العديد من أعماله الفنية.

وأشاد العفاسي بدور محمد رحيم في تلحين أنشودة “يا رايحين على مصر”، التي قال إنها تحمل معانٍ عميقة وشجية أثّرت في الكثيرين. وكتب العفاسي عبر حسابه الشخصي على منصة إكس: “إنا لله وإنا إليه راجعون. حزنت كثيرًا لوفاة أخي العزيز محمد رحيم، كان له بصمة وفضل بعد الله عليّ في تلحينه نشيد: يا رايحين على مصر، مين يبعث سلامي في كلمتين، يا أهل الله مشتاق لناسها الطيبين، ودي ياما فيها مخلصين. كان يحب قصيدة ليس الغريب ويبكي متأثرًا بمعانيها الصادقة. رحمه الله”. ولم تأت من فراغ حالة الصدمة والحزن الشديدين اللتين انفجرتا عبر منصات التواصل، إثر الإعلان عن رحيل الفنان المصري عن عمر 45 عامًا، فالمتتبع لمسيرته يجد أنه حقق إنجازات مذهلة في فترة زمنية قصيرة وبسن صغيرة للغاية يستحق معها أن يوصف بـ “عبقري الجيل” و”صانع النجوم”.

في أواخر عام 1997، استضافت كلية التربية الموسيقية بحي الزمالك بالقاهرة ندوة للفنان حميد الشاعري، ليتفاجأ “الكابو” بطالب في الصف الثاني من الكلية يخبره أن لديه لحنًا ويريد أن يعرضه عليه.  ولم يكن هذا الطالب سوى محمد رحيم الذي كان يبلغ من العمر آنذاك 18 عامًا، وذهب ليعرض لحنه على الشاعري في الاستديو الخاص به.

وتشاء الأقدار أن يكون الأخير على موعد مع عمرو دياب في الليلة نفسها ويستمع دياب إلى اللحن الذي أداه “رحيم” على الغيتار ويطير إعجابًا بجماله ويوزعه حميد في الليلة نفسها. ويجد رحيم نفسه بين عشية وضحاها، وتحديدًا في صيف 1998، ملحنًا لأغنية “وغلاوتك” التي حققت نجاحًا كبيرًا وقتها في ألبوم “عودوني” لعمرو دياب.  وسرعان ما تحرر رحيم من فكرة “الملحن الملاكي لعمرو دياب” ليصبح موهبة متفجرة ذات مشروع كبير يتسم بالشمولية والعمق، ويتوالى تعاونه مع رموز الغناء الآخرين في ذلك التوقيت. ووقعت أشهر مطربات لبنان في غرام أعماله، وتنافسن عليها كما حدث مع نوال الزغبي وميريام فارس، لكن نانسي عجرم حظيت بالنصيب الأكبر، إذ صنع عددًا من أشهر أغنياتها مثل “ابن الجيران إللي قصادي” و”فيه حاجات تتحس” و”الدنيا حلوة” و”أنا ليه بحب حبك أوي كده ليه”.  وارتكز المشروع الفني لرحيم على سمات مختلفة تتجاوز مجرد أن بداياته جاءت مع “العمالقة” في سن مبكرة للغاية، فقد كان شديد التجديد والتجريب، وانتقل سريعًا من إيقاعات الفلامنكو والغيتار والـ “لاتين بوب” إلى الإيقاعات الشرقية وحتى الأناشيد والابتهالات.  وانطلقت مسيرة رحيم ليتصدر المشهد الموسيقي في سنوات قليلة بوصفه أحد أهم ملحني “الموجة الجديدة” في الغناء العربي بعقد الألفية الجديدة، لكن المدهش حقًّا أنه تحول وهو في العشرين من العمر إلى “صانع للنجوم” و”مكتشف للمواهب”. ووضع الألحان الأولى لعدد من النجوم الذين تسيدوا الساحة لاحقًا، مثل تامر حسني وهيثم شاكر وجنات، فضلًا عن مايا نصري وروبي.  والمثير للتأمل أنه كان صاحب الألحان التي صنعت انتشارًا كبيرًا وحققت الـ “الهيت”، بلغة صناع الموسيقى، بمعنى النجاح المدوي في مسيرة نجوم الطرب، كما حدث في أغنية ” أنا شكلي هحبك ولا إيه” لتامر حسني و”سهرانين” لكارول سماحة و “أنا طبعي كده” لنيكول سابا و”أجمل إحساس” لإليسا.

ق\ث