الجزائر- أجمع محللون سياسيون على أن تعيين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لعبد المجيد تبون كوزير أول يعد خيارا صائبا، نظرا لخبرة الأخير في التسيير ونجاحه في تنفيذ برنامج الرئيس بخصوص السكن والإعمار،
معتبرين أن تبون “الرجل المناسب في المكان المناسب”.
وفي هذا الصدد، أكد المحلل السياسي عبد العالي رزاقي أن “اسم عبد المجيد تبون ظهر كثيرا في وسائل الإعلام على أنه سيشغل منصب الوزير الأول بحكم خبرته في التسيير “، مضيفا أن هذا الأخير “استطاع أن ينجز مشروع الرئيس المتعلق بالسكن، وهذه نقطة مهمة تحسب له “.
وأضاف رزاقي في اتصال مع “الموعد اليومي”، الأربعاء، أن “القرارات التي اتخذها عبد المجيد تبون لما نُصب وزيرا مؤقتا للتجارة، كانت إيجابية ومثيرة للانتباه بمعنى أنه أعطى مصداقية لسلوكه “.
وفي تعليقه على أسباب عدم تجديد الثقة في الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، قال رزاقي ” أعتقد أن سلال لم يعد مقبولا من طرف السلطة الجزائرية وحتى الوزراء الذين اشتغل معهم خاصة لما نرى أن وزيرا من الوزراء تمرّد عليه، فمن الطبيعي أن لا يتم تجديد الثقة فيه”، مضيفا أن سلال لم يستطع تقديم أي شيء، معتبرا هذا الأخير بأنه ” يصلح لأي مؤسسة إلا منصب الوزير الأول ”.
من جهته، يرى المحلل السياسي صالح سعود، أن تعيين تبون على رأس الوزارة الأولى يثبت أن السلطة متمسكة بتجديد القدماء لتسيير المرحلة القادمة، معتبرا أن تبون شخصية متوازنة، وأدار وزارة السكن برؤية واضحة واستطاع أن يحقق الكثير في هذا المجال .
وأضاف صالح سعود في اتصال مع “الموعد اليومي”، الأربعاء، أن الوزير الأول الجديد سيكون “محل إجماع من قبل أعضاء البرلمان، وسيتمكن من جمع الطاقم الحكومي لتسييره”، معتبرا أن “الحكومة القادمة لن تكون لطرح المبادرات أو للحوار وإنما ستكون تنفيذية لملفات سابقة، ويبدو أن تبون سيكون أحسن رجل لإدارة مثل هذه الحكومة” .
ويرى المحلل السياسي محمد الطيبي، أن تعيين تبون كوزير أول لا يعني أن سلال فشل في مهمته قائلا “الوزير الأول يجب أن يقدم استقالته بعد كل انتخابات تشريعية وفق التقاليد المعمول بها في الدستور “، وبالتالي ” رأى رئيس الجمهورية من حيث نظرته لتطور الأمور أن يكلف مسؤولا أخر لتسيير الجهاز التنفيذي “.
وأضاف محمد الطيبي في اتصال مع “الموعد اليومي” ، أن اختيار رئيس الجمهورية لعبد المجيد تبون يعني أن الرجل يستجيب من حيث ملفه المهني إلى ما يعجب الرئيس في الجهاز الحكومي المقبل.
وفي رده على سؤال حول لجوء الرئاسة لسلال للتشاور مع الأحزاب السياسية للمشاركة في الحكومة وهو غير باق في منصبه، أكد طيبي أن الرئاسة لم تصرح بأنها كلفته، ولم تصرح أنها صاحبة القرار، وتشاوره مع الأحزاب يندرج في إطار مهمته كوزير أول ولم يخرج عنها.