شباب ينجحون في المجال ويستثمرون فيه

محلات “المحاجب” و”الفطير”.. تتفوق على محلات الفاست فود

محلات “المحاجب” و”الفطير”.. تتفوق على محلات الفاست فود

اختار العديد من الشباب الاستثمار في مجال تحضير “المحاجب” و”الفطير”، وصارت محلاتهم قبلة الكثير من الزبائن مزيحة بذلك محلات “الفاست فود” عن العرش، التي بدأت تفقد شهرتها في ظل منافسة “المحاجب” و”الفطير” لهذه الوجبات السريعة.

أردنا أن نبدأ جولتنا من بلديات العاصمة، فمررنا ببلدية براقي، وكانت الساعة تشير إلى منتصف النهار، حيث اكتظت الشوارع بالمواطنين من عمال وطلاب خرجوا من أجل تناول وجبة الفطور، ولاحظنا أن المحلات التي تشهد اقبالا كبيرا للزبائن هي التي تبيع “المحاجب”، الوجبة الأكثر شعبية لدى الجميع، حيث تفضلها كل فئات المجتمع، والأغرب أن طهاة هذه الوجبة هم رجال تميزوا بتحضير “المحاجب” وصاروا ينافسون النساء، حيث أصبحت لديهم شهرة كبيرة جعلتهم يجذبون عددا كبيرا من الزبائن الذين باتوا أوفياء لهم، ففي حديث متصل لـ “الموعد اليومي” مع بعض رواد هاته المحلات، قال هؤلاء إن وجبة “المحاجب” مفضلة لدى الجميع خاصة وأن صانعوها من الرجال تميزوا في طبخها ووضعوا بصمتهم فيها، وأضاف آخرون أنهم زبائن أوفياء لدى محلات بيع “المحاجب” ودائمو التردد عليها عند حلول وقت الفطور.

 

أيادٍ رجالية تصنع “الفطير”

وفي نفس المحلات التي تبيع “المحاجب”، يعرض أصحابها أيضا “الفطير” الذي يعد الخبز الرئيسي لدى العديد من العائلات، والذي يشهد اقبالا كبيرا للزبائن الذين يفضلون تناوله مع اللبن أو الرائب، كما يُطلى أيضا بالجبن، وقال محبو “الفطير” في حديثهم لـ “الموعد اليومي” إن أيادي صانعيها من الرجال أبدعت فيها، وصارت الفطير وجبتهم المفضلة في الفطور الصباحي أو فطور منتصف النهار، كما أضاف زبائن آخرون أنهم لا يستطيعون مقاومة رائحة الفطير المنبعثة من المحلات، فيجدون أنفسهم يقبلون على شرائها يوميا.

 

تراجع الاقبال على وجبات “الفاست فود” فسح المجال أمام “الفطير” و”المحاجب”

في حديث مع العديد من طهاة “المحاجب” و”الفطير”، أجمع هؤلاء على أن تراجع الاقبال على وجبات الأكل السريع ساهم بشكل كبير في شهرة “الفطير” و”المحاجب”، وتعود الأسباب إلى وعي المواطنين الذين وجدوا في وجبات “الفاست فود” هلاكا لصحتهم وهدرا لأموالهم، نتيجة للأسعار العالية التي تعرفها هذه الأكلات مع أنها لا تشبع ولا ترضي الزبائن، حيث يصل الحد الأدنى لها إلى 300 دج، إضافة إلى الخطر الكبير الذي يهدد صحة المواطنين بسبب ما تحمله هذه الوجبات من سموم ونسبة كبيرة من الكوليسترول، إلى جانب هذا عدم تقيد محلات “الفاست فود” بمعايير النظافة والصحة، مما يؤدي إلى تشكيل خطر على صحة الزبائن الذين لم تعد الوجبات السريعة تستهويهم كما كانت في السابق، الأمر الذي جعلهم يقبلون بشكل كبير على الأكلات التقليدية وأهمها “المحاجب” و”الفطير”، خاصة وأنها لا تستغرق وقتا طويلا في طهيها، حيث لا ينتظر الزبون سوى بضع ثوان من أجل الحصول عليها، إلى جانب هذا توفر العديد من المحلات لزبائنها مقاعد وطاولات لتناول وجبتهم، كما تفعل محلات الأكل السريع.

ل. ب