محطات صعبة أرهقت إليسا ودفعتها لاتخاذ قرار الاعتزال

محطات صعبة أرهقت إليسا ودفعتها لاتخاذ قرار الاعتزال

 

كان يمكن لجمهور إليسا أن يضع تغريدتها التي أعلنت فيها ما يشبه الاعتزال في خانة الانفعال، وكان يمكن لخصومها أن يضعوها في خانة الدعاية للعمل الجديد، إلا أن متابعي الفنانة يدركون تماماً، أنها لم تستجدِ يوماً الأضواء، ولم تفتعل الشائعات، ولم تكتب في ساعة غضب مواقف تتراجع عنها لاحقاً. بل هي صاحبة المواقف الثابتة، التي لا تتراجع عنها ولو عادت عليها بالضرر.

فما الذي حصل مع إليسا؟ وكيف للفنانة التي كتبت في يوم سابق لإعلان الاعتزال تغريدة وضعت فيها محبّيها في أجواء تحضيرات الألبوم، داعية إياهم إلى التحلّي بالصبر، كيف لها أن تخبرهم أنّها ستطلق آخر أعمالها، معلنة هزيمتها أمام ما أسمته الجو المافياوي الذي سلبها قدرتها على الإنتاج؟

هذه السنة لم تكن سهلة، خاضت فيها إليسا معارك قاسية كانت تخرج منها منتصرة، إلا أنّ إليسا القوية انكسرت وضعفت، فما هي المراحل التي مرّت بها هذا العام وتسبّبت في ما تشعر به من أسى؟

-رحلة مرضيّة في أوروبا

رغم انتصارها على المرض، لا تزال إليسا تعاني تبعاته.

فقد أجرت مطلع العام في ألمانيا، عملية جراحيّة في يدها اليمنى التي تضررت نتيجة العلاج الذي خضعت له للشفاء من سرطان الثدي، وهي العملية الثانية من نوعها بعد فشل العملية الأولى.

رافق رحلتها الكثير من الشائعات عن انتكاسة صحيّة للفنانة بعد فشل العملية الأولى في يدها، ردّت عليها بأنها بألف خير، وأن كل المعلومات التي يتم تداولها حول هذا الموضوع غير صحيحة.

وعادت بيد مضمّدة، بعد رحلة علاجية استمرّت أسابيع، لتستأنف نشاطاتها الفنيّة.

-حروب فنيّة وانتقادات قاسية

رغم النجاحات الفنيّة التي حقّقتها إليسا هذا العام، فقد تعرَضت لانتقادات قاسية، وتحديداً من تونس، حيث أحيت أنجح حفلاتها هذا الصيف، إذ انتقدها نقيب الفنانين التونسيين مقداد السهيلي بما يشبه القدح والذم في مقابلة إذاعية، مقللاً من شأن أغانيها، ومن لقبها ملكة الإحساس.

وكان قد سبقه إلى انتقاد إليسا بطريقة جارحة، مدير مهرجان قرطاج مختار الرصاع، وقال إنه لا يدعوها إلى المهرجان لأنها لا تعجبه، فردّت عليه بتغريدة ساخرة، مؤكدة أن إليسا هي ملكة قرطاج، كعادتها في الردّ على الانتقادات القاسية، أو الحملات المبرمجة.

كما تعرضت لحملة هجوم قاسية، بعد تصريحها في مهرجان موازين، أنها ترغب بعودة النازحين السوريين إلى بلدهم، لأنها تحتاجهم أكثر من لبنان الذي لم يعد يحتمل. وكان أقسى هجوم من أصالة التي وصفت تصريح إليسا بالعنصري، الأمر الذي دفع هذه الأخيرة إلى التوضيح مؤكدة أنها نصف سورية لناحية الأم، وأنها تحب السوريين، وأن سوريا بدأت تستعيد عافيتها وتحتاج إلى سواعد أبنائها ليعيدوا بناءها.

-التنمر

لم تتعرض فنّانة للتنمّر قدر ما تعرّضت إليسا، وأكثر من مرّة، تجرّأت وتحدّثت عن هذا الموضوع، مؤكّدة أنّها محصّنة من الدّاخل، وأنّها لا تقيّم نفسها من خلال تعليقات الآخرين.

ولم تكتف إليسا برفضها الردّ على حملات التنمّر، بل دعت جمهورها إلى عدم الالتفات لما تتعرّض لها من حملات مبرمجة كلما نشرت صورة، مؤكّدة أن الأمر مردّه إلى عقد البعض النفسيّة، التييحاولون تفجيرها من خلال تعليقات حاقدة.

ولمزيد من التحدّي أطلقت هاشتاغ “أنا إليسا”، مؤكّدة ثقتها بنفسها ورفضها الانجرار خلف حملات المراد منها إحباطها.

-ذا فويس

تأخرت مجموعة MBC لإعلان أسماء النجوم المشاركين في برنامج “ذا فويس”، وقد أكدت إليسا أن المجموعة لم تتواصل معها بخصوص البرنامج، وقطعت الطريق على الشائعات، معلنة أنّها لو تلقّت عرضاً من المجموعة، ستعتذر لانشغالها بألبومها الجديد. فهل كانت MBC ستتواصل مع الفنانة وتراجعت؟ سؤال قطعت الفنانة احتمال الإجابة عليه على المصطادين في الماء العكر.

-خلافات فنيّة

بدأ العام 2019 بخلاف فنّي غير معلن بين إليسا ونوال الزغبي وبين إليسا ونجوى كرم، غذّته بعض المواقع الإلكترونيّة، وبعض الحملات المنظّمة من قبل حسابات وهميّة على مواقع التواصل الاجتماعي.

إلا أنّ الحرب، والتعليقات القاسية التي طالت الفنانات الثلاثة، ورغبتهنّ في إنهائها، دفعت بنجوى كرم إلى إرسال عطرها الجديد كبادرة محبّة لإليسا، التي بدورها قبلت الهديّة وردّت التحيّة بأجمل منها، لتعود نوال وتضع إشارات إعجاب داعمة لمصالحة الفنانتين، فاتحة بابها أمام مصالحة مع زميلتها.

-مشاكل مع روتانا

منذ إعلان شركة “روتانا” تعاقدها مع شركة “ديزير”، بدأ خلاف غير معلن مع إليسا، التي كانت تحقّق أرقاماً قياسية عبر تطبيق “أنغامي”، حيث حذفت أغانيها وخسرت معها ملايين الأرقام.

ومع انتشار شائعة انفصالها عن الشركة، قامت إليسا بنشر تغريدة أوضحت فيها أنّها لم تنفصل عن الشركة، وأن الألبوم الجديد هو آخر عمل لها ضمن العقد الموقّع معها، وأنّ الأولوية دائماً لروتانا التي تعتبرها شركتها، حاسمة الجدل حول ما يشاع عن علاقتها السيّئة بالشّركة.

-الشخصية الأكثر تأثيراً

فازت إليسا في شهر أبريل الماضي، بجائزة الشخصية الأكثر تأثيراً على وسائل التواصل الاجتماعي من The MESMA الشرق الأوسط للأشخاص المؤثرين على السوشال ميديا.

والجائزة التي استحقتها إليسا، لم تأتِ من فراغ، إذ أن الفنانة عرفت كيف تستخدم حساباتها، خصوصاً على “تويتر”، حيث شاركت في حملات توعية لمرضى السرطان، ولضحايا العنف الأسري، وللأمهات المحرومات من حضانة أولادهن، كما دعمت قضايا النساء العربيات وقضايا الطفولة والبيئة، وكان صوتها مسموعاً ومؤثراً.

ق.ث