محرومون من أبسط المرافق اليومية.. العزلة والحرمان يقتلان سكان قرية “الحصار” بأعفير

elmaouid

يعيش سكان قرية “الحصار” بأعفير شرق بومرداس في عزلة تامة وحرمان من كل المرافق اليومية، الأمر الذي تذمر له القاطنون الذين يأملون في التفاتة سريعة وجدية من المسؤولين لإنهاء معاناتهم مع غياب هذه

المرافق، ما جعل القرية معزولة عن القرى الأخرى.

ولدى تنقلنا إلى قرية “الحصار” بأعفير شرق بومرداس، لاحظنا تلك المعاناة التي يتكبدها القاطنون الذين اقترب العديد منهم منا عندما وجدونا ننظر يمينا وشمالا

ولدى معرفتهم أننا صحفيون من أجل نقل معاناتهم إلى السلطات، شاهدنا تلك الفرحة بادية على أوجه السكان الذين طالبونا بالبقاء لساعات طويلة في قريتهم قصد تجولنا بالقرية ومعرفة نقائصها.

أول مشكل تطرق إليه القاطنون تمثل في غياب شبكة الغاز الطبيعي، أين أكد هؤلاء أنهم يعانون كثيرا من غياب هذه الطاقة خاصة في فصل الشتاء بالنظر إلى استعمال الطاقة من أجل التدفئة، ما يضطرهم إلى التنقل حتى لوسط البلدية أو البلديات المجاورة كدلس وتاورقة من أجل جلب قارورات غاز البوتان التي تعرف ندرة وارتفاعا في الثمن على حد سواء، الأمر الذي كبّد القاطنين مصاريف إضافية هم في غنى عنها يدفع ثمنها أكثر العائلات ذات الدخل المتوسط التي أدت بها إلى اتباع الطرق البدائية وهي جلب الحطب لاستعماله للتدفئة والطبخ.

وأضاف القاطنون في هذا السياق أن القرية في فترة التقلبات الجوية تفرض عليها عزلة كلية وتحديدا عند تساقط الثلوج مثلما حدث مؤخرا، ما يتطلب تدخل أعوان الدرك والجيش لنقل المؤونة لسكان القرية الذين سئموا العيش في منطقة محرومة من كل متطلبات الحياة الكريمة.

نقص كبير في وسائل النقل، وهو ما لاحظناه لدى تنقلنا إلى القرية، حيث يعيشون يوميا مع هذه المشكلة أين ترفض حافلات النقل التوجه إلى القرية التي يتطلب الوصول إليها قطع مسافات طويلة ومسالك جبلية وعرة، أما المرضى والنساء الحوامل فإن معاناتهم كبيرة بسبب غياب أدنى المرافق الصحية وغالبا ما تتعرض الحوامل لمضاعفات خطيرة وكذا المرضى، ما يتطلب التدخل السريع للمسؤولين لوضع حد لهذه المعاناة..

كما تغيب بالقرية الإنارة العمومية ما نجم عنها استفحال ظاهرتي السرقة والاعتداءات في الفترة المسائية، الأمر الذي حرم السكان من نعمة الراحة بقريتهم واضطرهم للدخول باكرا إلى منازلهم خوفا على حياتهم وأملاكهم التي تنهب أمام مسامع السلطات التي لم تحرك ساكنا لوضع حد لهذه المشكلة التي حولت يوميات القاطنين إلى جحيم حقيقي لا يطاق.

كما أن أطفال القرية محرومون من التعليم لانعدام مدارس مخصصة للمنطقة، فالأغلبية القصوى لا يزاولون دراستهم لبعد المسافة وكذا غياب النقل وتحديدا المدرسي، الطرقات في وضعية مزرية خاصة في الأيام الممطرة، الأمر الذي يعرقل من سير الراجلين وأصحاب السيارات، حيث تتحول إلى مستنقعات مائية وبرك، أما صيفا فإن الغبار المتطاير هو سيد الموقف، الماء غائب عن حنفياتهم أين تأتي المياه يوم في الشهر وبقية الأيام الأخرى تجف، ما تطلب منهم شراء صهاريج من المياه التي أثقلت كاهلهم.

أما باقي الخدمات فرغم أهميتها، فهي أضحت من الكماليات بالنسبة لسكان القرية الذين حمّلوا السلطات المحلية المتعاقبة ما يعيشونه من عزلة ومعاناة بعدما أسقطوا القرية من مخططاتهم التنموية.

وعليه، يأمل سكان قرية “الحصار” بأعفير شرق بومرداس عن طريق جريدتنا التدخل السريع من أجل فك العزلة عن قريتهم عن طريق اعطائها حقها في التنمية من خلال بعث جملة من المشاريع فيها خاصة في شطرها المتعلق بتوفير الغاز والماء وتعبيد الطرقات…