يواجه الدولي الجزائري، رياض محرز، نجم مانشستر سيتي الإنجليزي، سهرة اليوم، نادي باريس سان جيرمان على ملعب حديقة الأمراء، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، في مباراة خاصة لقائد المنتخب الوطني الذي يلعب واحدا من أفضل مواسمه منذ بداية مشواره الكروي.
ووُلد محرز في العاصمة الفرنسية باريس، وتحديدا في ضاحية سارسيل، يوم 21 أفريل عام 1991، حيث قال في تصريحات أعقبت تأهل مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا: “لقد ولدت في باريس وكبرت هناك، وسعيد باللعب ضدهم”، وجاءت تصريحات محرز عقب تسجيل هدف في الفوز 2-1 على بوروسيا دورتموند الألماني، في إياب ربع النهائي، وقيادة فريقه للدور نصف النهائي، والغريب أن لقاء باريس سان جيرمان سيكون الأول لمحرز ضد فريق العاصمة الفرنسية رغم حقيقة تمثيله لفريقين فرنسيين.
ولعب محرز لفريق كامبير في سارسيل، خلال موسم 2009-2010 ثم لوهافر من 2010 إلى 2014 لينضم بعدها إلى ليستر سيتي، وكان كامبير يلعب في القسم الرابع الفرنسي، بينما كان لوهافر أحسن حظاً باللعب في القسم الثاني، لكن ذلك جعل من الاستحالة مواجهة الفريق المهيمن على الكرة الفرنسية في العقد الأخير، باريس سان جيرمان. وعند تمثيله لليستر سيتي، لم يلعب محرز في البطولات الأوروبية إلا موسم 2016-2017، حيث لم يلتق الفريق مع باريس، بينما كانت آخر مواجهة بين سيتي وسان جيرمان في ربع نهائي نسخة 2016 من دوري أبطال أوروبا، قبل قدوم محرز.
عند انتقال محرز لصفوف فريق لوهافر في عام 2010، كان قد جذب الأنظار إليه بشدة خلال تمثيله لفريق كامبير في القسم الرابع الفرنسي، وبعد أن حدثت معه قصة لن ينساها أبدا، وهي رفضه من طرف نادي باريس سان جيرمان للشباب بسبب بنيته الجسمانية النحيلة، وشارك محرز في 60 مباراة مع الفريق الأول للوهافر من 2011 إلى 2014، ليفتح ذلك الباب أمامه للانتقال لليستر سيتي.
من جهة أخرى، تطرقت صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية للعراقيل العديدة التي عاشها النجم الجزائري، والتي كادت تنهي مسيرته قبل بدايتها، من خلال شهادات بعض الأطراف التي عاصرت اللاعب في بداية مشواره الكروي، ومن بينهم محمد كوليبالي، المدير الفني لنادي سارسال، الذي أبدى انبهاره بالقوة الذهنية التي جعلت النجم الجزائري يتجاوز العديد من العراقيل التي واجهته في بداية مسيرته في عالم “الساحرة المستديرة”، حيث كشف عن تعرض رياض محرز لسلسلة من الصدمات القوية أبرزها رفضه من قبل مدارس الشباب بعدد من الأندية الفرنسية بسبب نحافة جسده، ليضطر للعب مع نادي سارسيل الهاوي.
وتعرض يوسف الغانمي، زميل محرز السابق في سارسيل، أيضا لحادثة فقدانه لوالده عندما كان يبلغ من العمر 15 عاما، حيث تعرض لنوبة قلبية حادة أنهت حياته، وقال في هذا الصدد: “والده كان يرافقه في كل مكان، كان يريد أن يصنع منه لاعب كرة محترف”. وتابع: “محنة وفاة والده أسهمت في تقويته بشكل كبير من الناحية الذهنية، كان يسعى بكل الطرق للنجاح من أجل تحقيق حلم والده الراحل”. وأتم: “قصة نجاح محرز تؤكد أن كل شيء ممكن في هذه الحياة، ولا ينبغي الاستسلام أمام المصاعب مهما كانت درجة حدتها”.
أمين. ل