إن من محافظة الإسلام على صحة الإنسان وعافيته أنه النظام الأول الذي لم تسبقه النظم الحديثة بشتى ما استخدمته من وسائل العلم وأسبابه في مداواة الأجسام والعلل التي يشكو منها المرضى، وإذا أنت تتبعت الأسباب التي يأخذ بها الطب الحديث في مداواة المرضى وجدت من أولها المداواة “بالحمية” تلك الطريقة الناجحة “طبيًّا” وها هو الإسلام قد سبق علم الطب الحديث، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشبع، لأنه يحدث البطنة، والبطنة تحدث التخمة، والتخمة تجلب كثيرا من الأمراض العضوية كأمراض الكبد، وأمراض الهضم، وأمراض الأطراف، وتجلب الأمراض النفسية. فتجنب التخمة يقي الفهاهة والشرود الذهني، فهي تذهب باعتدال المزاج، وتكون مدعاة لسقم التفكير، وفقدان الذاكرة وبطء الفهم، وضيق النفس، ونتني الرائحة، وفقدان الراحة في النوم لاشتغال خلايا الجسم بما، زاد عليها. ومن هنا ذم الشارع الحكيم صلوات الله وسلامه عليه، ذم الشراهة والشبع والتخمة والبطنة فقال صلى الله عليه وسلم: “بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا بد آكلا. فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه”.
ووصف الإسلام معدة الكبد وصفا حسيا للتأكيد على المحافظة عليها والعمل على سلامتها، فقال: “المعدة بيت الماء، والحمية رأس الدواء”. ومن محافظة الإسلام على صحة الإنسان وعافيته أن شرع الصوم للمسلمين، وإن كان الصوم سابقا في الأديان الأخرى قبل الإسلام. لكن الإسلام هو الذي وضع لفريضة الصوم الضوابط وحدد أوقاته بدءًا ونهاية، حيث جعله شهرا واحدا على رأس كل عام، وأتبعه بصيام النوافل لمن أحب التزود من الأعمال الصالحة. وفي الصوم حمية عامة لأعضاء الجسم كافتها. كما حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. وفي ذلك إشارات صحية حية . فإن ارتكاب المحرمات من مخدرات وزنى يكون مدعاة لانتقاد العدوى بشتى الأسقام والأورام التي لا يرجى برؤها. وهذا هو ما تشكو منه كثير من الدول والبلدان التي تدعي الحضارة والرقي، ولكنها حضارة ورقي مزعوم مفترى مكذوب.
من موقع إسلام أون لاين