يشهد جناح دار “عصير الكتب” بالصالون الدولي للكتاب في طبعته الثامنة والعشرين إقبالاً لافتاً من الزوار، خاصة فئة الشباب، الذين وجدوا في إصدارات الدار ما يلامس اهتماماتهم الفكرية والوجدانية.
الدار، المعروفة بتركيزها على الأدب الشبابي والكتب الفكرية ذات الطابع الحديث، قدّمت هذا العام مجموعة واسعة من العناوين الجديدة التي جذبت عشّاق القراءة من مختلف الولايات. أريم مختاري، مسؤولة المبيعات بالدار، أكدت أن “عصير الكتب تُعد من أكبر دور النشر المهتمة بالكتب الشبابية حالياً، وتشارك بمجموعة متنوعة من الإصدارات الجديدة لعدد من أبرز الكتّاب العرب مثل عمرو عبد الحميد، أحمد خيري العمري، والدكتور الشرقاوي”. وأضافت أن الدار تولي اهتماماً خاصاً بجودة الطباعة والتصميم الخارجي للكتاب، مشيرة إلى أن بعض الإصدارات تُترجم حصرياً داخل الدار لضمان دقة الترجمة وجودة الإخراج. وأعلنت عن عروض خاصة للزوار تشمل تخفيضات كبيرة وعروضاً ترويجية مثل “اشترِ ثلاثة كتب والرابع مجاناً”، مؤكدة أن الإقبال الجزائري الكبير “يعكس حبّ هذا الشعب للقراءة وحرصه على دعم صناعة الكتاب”.
من جانبها، قالت سارة من ولاية المدية، وهي خريجة كلية العلوم الاقتصادية، إنها تزور الصالون للمرة الثالثة ولاحظت تطور حضور دار عصير الكتب من حيث التنظيم وتنوّع الإصدارات. وأضافت: “الدار تركز على كتب علم النفس والروايات الشبابية، خصوصاً أعمال عمرو عبد الحميد وأحمد خالد مصطفى، وهذا ما يجعلها محطّ اهتمام القرّاء”. أما القارئة بوشباط، فأشادت بإصدارات الدار التي وصفتها بـ “القريبة من القلب”، قائلة: “قرأت كتباً مثل رسائل من القرآن ورسائل من الصحابة، وهي أعمال تدفع للتأمل وتربط القارئ بالقيم الروحية والإنسانية”. كما تحدّثت عن إعجابها برواية “البعيد عن البعيد” لإسراء دياب التي تمزج بين الغموض والفكر الفلسفي في قالب روائي مميز. من جهة أخرى، أوضحت مريم من العاصمة أنها اقتنت روايات لبنى عبد الله مليكان، “واحة اليعقوب” لعمرو عبد الحميد، ومتجر دار الوجود للأحلام، معتبرة أن هذه الكتب “تفتح للقارئ أبواباً نحو عوالم خيالية فريدة، حيث تتداخل الأحلام بالواقع وتُبنى القصص على أفكار مبتكرة وغير مألوفة”.
الحركة النشطة أمام جناح “عصير الكتب” تعكس بوضوح مدى ارتباط القارئ الجزائري بالإبداع العربي المعاصر، وإصراره على مواكبة الجديد في عالم الأدب والفكر. وبين التوقيعات والحوارات والنقاشات الجانبية التي لا تهدأ، يثبت الصالون مجدداً أنه ليس مجرد معرض للكتب، بل فضاء حيّ ينبض بالقراءة والشغف والثقافة.
ب\ص