الجزائر- كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، عن تنصيب، قبل نهاية السنة الجارية مجمع الفقه الإسلامي بغية المساهمة في الجهود المبذولة لمواجهة الهجمات على المرجعية الدينية الوطنية.
وقال الوزير على هامش افتتاح أشغال الملتقى الدولي الـ13 للمذهب المالكي الذي تنظمه ولاية عين الدفلى على مدار يومين كاملين، أن هذا “المجمع سيجمع الجوهر الأكاديمي مثقفين وباحثين يعملون بشكل وثيق ومنسق مع المجالس العلمية لمديريات الشؤون الدينية في البلاد”.
وأضاف عيسى، أن من بين المهام التي ستسند لهذا المجمع الفقهي تلك المتعلقة بالفتوى، معربا عن أسفه لاعتماد المواطنين بعض الفتاوى التي تصدر في سياقات مختلفة عن تلك الموجودة حاليا، مردفا بقوله إنه “من الضروري تماما التفكير في السبل والوسائل التي تسمح بتجنيب الشباب لبعض الدعاة الذين يضرون الأمة”.
ولدى حديثه عن الملتقى، قال الوزير إن المحور الرئيسي الذي سيتم مناقشته يتعلق على وجه الخصوص بالآفاق المستقبلية لهذا المذهب الذي لا طالما وحد الجزائريين، مشيرا إلى أنه لوحظ أن “الشاغل الأول للعلماء ينبغي أن يرتكز على كيفية نقل للأجيال المقبلة نفس الروح التي سكنت أجدادهم وحتى يبقى هذا المذهب فخرا لهم”.
وحث محمد عيسى على ضرورة تجديد تدريس هذا المذهب لأن الكثير من الناس لا يفهمون التعاليم، معتبرا أنه من “الضروري استخدام شبكات التواصل الاجتماعي لنشر على نطاق واسع لتعاليم المذهب المالكي وهو ما سيعمل بدوره على مواجهة الأفكار المتطرفة”.
وأشار الوزير إلى أنه بالمقارنة مع المذاهب الأخرى فإن المذهب المالكي هو الاتجاه الذي يعطي أهمية أكبر للاجتهاد من أجل تلبية متطلبات والأسئلة الناجمة عن الحداثة، مرحبا باستلهام الجامعات الأجنبية من هذا المؤتمر لإطلاق وحدات دراسة.
ويشارك في هذا الملتقى الذي تنظمه ولاية عين الدفلى بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى جانب أكاديميين جزائريين، رجال دين بارزون وكذا شخصيات وضيوف من دول إسلامية.
ويتعلق الأمر بالشيخ أحمد نور سيف رئيس مركز “راشد” بدولة الإمارات العربية المتحدة مؤسس “دار الجامع ” لإعادة تأهيل التراث، والشيخ شوقي إبراهيم علاء مفتي مصر.
وتميزت الجلسة الصباحية بتقديم مداخلات ذات صلة بموضوع الملتقى الذي يناقش “التجديد في المذهب المالكي”.
وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، قد أشرف على افتتاح أشغال ملتقى المذهب المالكي في طبعته 13 والذي يحمل عنوان “التجديد في المذهب المالكي”، بدار الثقافة بعين الدفلى وبحضور عدد كبير من أبرز العلماء وفقهاء العالم الإسلامي.
ويتناول الملتقى الذي يدوم يومين عدة محاور مهمة في تجديد الفقه المالكي، من بينها: مبادئ التجديد في الفقه المالكي، تحقيق التراث الفقهي المالكي، التجديد في التأليف والتصنيف، توظيف الفقه المالكي، تجديد المضامين، ملامح التجديد في الفتوى والنوازل، دور وسائل التواصل في تجديد الفقه المالكي، والمذهب المالكي والتحديات المعاصرة.