جددت الجزائر، من على منبر مجلس الأمن الدولي، دعمها الثابت وغير المشروط لحق اللاجئين الصحراويين في تقرير مصيرهم، مطالبة بحل دائم وعادل يمكنهم من ممارسة هذا الحق في إطار استفتاء حر ونزيه، بما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
وفي كلمة قوية ألقاها، السفير عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، خلال جلسة خصصت لموضوع الهجرة واللاجئين، أكد أن اللاجئين الصحراويين الذين هجروا قسرا من أرضهم بسبب الاحتلال المغربي، لا يزالون ينتظرون منذ عقود حلا ينصفهم، مشددا على أن قرار مستقبلهم يجب أن يكون بيدهم، ولا يجب أن يخضع لأي مساومة في أي ظرف.
الجزائر.. التزام تاريخي واستضافة إنسانية
وذكر بن جامع بأن الجزائر، لأكثر من نصف قرن، استقبلت اللاجئين الصحراويين في مخيمات تندوف، وسهرت على ضمان توفير الخدمات الأساسية لهم بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين، رغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة. وفي السياق ذاته، أعرب عن أسفه لتزايد معاناة اللاجئين حول العالم، قائلا إن “أزمة النزوح تتعمق سنة بعد سنة”، وسط تراجع خطير للتمويل الدولي، مما ترك الملايين من البشر الأكثر هشاشة بدون دعم أو حماية.
دعوة لتحمل المسؤولية الدولية
وشدد السفير على أن الاستجابة لهذا الوضع مسؤولية جماعية يجب أن تُمارس بعدالة وإنصاف، داعيا إلى تفعيل مبادئ الميثاق العالمي للاجئين، الذي ينص على توزيع عادل للأعباء ودعم المجتمعات المضيفة. كما أشار إلى أن البلدان النامية، ومنها الجزائر، تتحمل العبء الأكبر في استضافة اللاجئين، رغم محدودية الموارد، مؤكدا أن الدعم الدولي يجب ألا يعتبر منة، بل هو واجب إنساني وأخلاقي.
تحذير من المعلومات المغلوطة وخطابات الكراهية
وفي جانب آخر من كلمته، دعا السفير إلى مكافحة المعلومات المغلوطة وخطابات الكراهية التي تستهدف اللاجئين، محذرا من أن هذه الخطابات تغذي العنف وتعرض حياة الأبرياء للخطر، مطالبا بحملات توعية لتعزيز التفاهم والتعايش داخل المجتمعات المستضيفة. وفي ختام مداخلته، شدد ممثل الجزائر على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية للنزوح، وعلى رأسها الاحتلال الأجنبي والنزاعات المسلحة والتخلف، مؤكدا أن الوقاية تظل الاستراتيجية الأجدى لمواجهة أزمات اللجوء المتفاقمة.
إيمان عبروس